علي أحمد يكتب.. “مليط” .. مصير محتوم لمرتزق بائس.!!
بسرعة لم يكن أكثر المتفائلين يحلم بها، إنهارت مليشيا المرتزق “مني أركو مناوي”، فبعد أن ضربت وشُتت شملها هي وجيش (سناء) في محور الفاو بولاية القضارف إثر كمين مُحكم من قوات الدعم السريع، وقعت الواقعة التي ستعقبها الرادفة أمس بمدينة (مليط) بشمال دافور، حيث تمكنت (الدعم) من بسط سيطرتها الكاملة عليها، بعد معركة لم تستغرق وقتاً طويلاً، أسفرت عن خسائر فادحة بين قوات المرتزقة أو ما يُسمى بالقوات المشتركة (مناوي، جبريل، تمبور) المساندة لمليشيات الكيزان.
أشاع إعلام المرتزقة بمساندة إعلام الأمن الشعبي أن ما يسمى بالقوات المشتركة فرضت سيطرتها على (مليط)، لكن لم تمر سويعات قليلة حتى اتضحت الحقيقة وانكشف الزيف، فقد تلقت المليشيات، وعلى الأخص مليشيا الباهت مناوي، هزيمة نكراء فولت الأدبار تاركه خلفها عشرات القتلى والمصابين والأسرى الذين بلغ عددهم (70) فضلاً عن استلام الدعم السريع (46) مركبة عسكرية بكامل عدتها وعتادها، وهروب ما تبقى من المليشيات إلى الصحراء تطاردهم اللعنة والموت عطشاً وجوعاً.
مقابل حفنة دولارات يتلقاها من تهريب الذهب عن طريق قريبه (أبو نمو) وبعض الأُعطيات من الفلول والكيزان يبيع مني مناوي ورفيقيه أبناء دارفور من الأطفال والقصر في سوق الحرب العبثية، حرب الخاسر الأول والأخير فيها هو شعب دارفور الذي تخلى عنه مناوي من أجل عرض الحياة الدنيا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
شعرت بحزنٍ عميق وأنا أشاهد مقاطع الفيديو التي تُظهر الأسرى والجرحى من الصبية الصغار الذين استجلبهم هذا المرتزق المأفون للقتال على (لا شئ)، بعد أن تخلى عن (حياده) المُصطنع وأعلن بوضوح وقوفه بجانب الفلول في هذه الحرب اللعينة.
لقد إنهارت مليشيا المرتزق انهياراً تاماً، وهذا ما يريده الكيزان، حيث خططوا للتخلص منه بدفعه إلى مواجهة الدعم السريع، وبالتالي أصبح لا فائده من وجوده بينهم، وها هم الآن يجهزون لطرده نهائياً.
بطبيعة الحال، الكل يعلم كيف تقرّب مناوي إبان المرحلة الانتقالية من (الكيزان) بواسطة صلاح قوش حيث أفرد لهم مظلة حركته فانضموا إليها، وبدؤوا في نخرها من الداخل، حيث أصبحت مكشوفة لهم يعرفون كل كبيرة وصغيرة عنها.
لا شك أن مناوي تلقى أسلحة وسيارات دفع رباعي من (مليشيا سناء) لكن بحساب شديد ووفقاً لخطط مدروسة بدقة، بحيث لا تشكل مليشيته خطراً مستقبلياً على جيش (مليشيات) الفلول، وبحيث يدفعونه إلى ميدان القتال وحده، اما انتصر لهم – وهيهات- أو تتم إبادة قواته من قبل الدعم السريع وبالتالي إضعافه وإضعاف مواقفه ومن ثم التخلص منه نهائياً، وهذا ما حدث في الفاو ومليط.
ما تبقى من مليشيا المرتزق المأفون مني أركو مناوي في شرق السودان ونهر النيل، سيتم التخلص منها قريباً، وقد بدأت الحملات الإعلامية ضدها بأنها قوات غير موثوقة وأن قائدها المرتزق يعمل سراً لصالح الدعم السريع وأنه خائن ينبغي القبض عليه وإعدامه، هكذا يتحدث إعلامهم توطئة لذبح الرجل ذبح الشاة والقضاء عليه، وليحسنوا ذبحه فمن يأسى ويحزن لمرتزق مأفون؟!
إن من باع ضميره ودماء وأرواح أبناء جلدته بمقابل بخس، يستحق أن تحل به جميع الشرور وأن تتنزل عليه اللعنة من السماء ومن الناس على الأرض، فألعنوا مني أركو مناوي أيها المواطنين الشرفاء، إنه يستحق ذلك اللعنات والبصق.