هكذا هو حال الأرجوز مني اركو مناوي دوماً يتحفنا بـ “الخارم بارم” من خطاباته حتى تأكدت تماماً أن هذا الاسم ينطبق تماماً على هذا الرجل الذي تحس أنه يتحرك بلا إرادة أو ربما دوماً هنالك جهات تملي عليه مواقفه السياسية (ريموت كنترول)… ظلت خطاباته دوماً جالبة للضحك والتندر والسخرية والآسى والحسرة في آن يجوز لنا أن نطلق عليه (مارشال في متاهة)…
مني اركو مناوي الذي هجم على السياسة بعربات الدفع الرباعي في غفلة من الزمان وهو لا يملك أي مقومات لأن يكون سياسي فظل يحاول يتبضع في سوق سياسة النظام البائد ..عندما وقع على اتفاقية سلام أبوجا التي هي نفسها كانت عبارة عن ربما املاءات خارجية وجدت رغبة ملحة لـ “زول ساي جداً” أن يدخل الخرطوم لأول مرة مساعداً للرئيس المخلوع البشير والذي سرعان ما اختلف معه بعد أن امضى بضع سنوات في سلطة خسرها فقط لخدمة ذاته وبعض المنتسبين إلى حركته التي أطلق عليها تحرير السودان وهو ربما لا يعرف حتى مدن السودان وهي حركة حدثني عنها معظم الذين كانوا ينتمون لها من مثقفي دارفور الذين أكدوا أنها “حركة الزول الواحد” وكل مؤسساتها لا تعدو كونها صورية ويتم تعيينهم بواسطة الرئيس الدائم مني ومعظم اعضاءها من مكون إثني واحد حتى هذا المكون السواد الأعظم منهم ولا سيما المثقفين يظنون أن الصدفة فقط هي التي قذفت به لهذا الموقع ولكن قدراته قاصرة عن التعاطي مع المسؤوليات العظام لذا تجده دوما يغير الطواقم التي تعمل معه وهو الثابت الوحيد والأخرين في حالة تبديل مستمر ..
خرج علينا هذا المارشال بخطاب مدته ثمانية دقائق رغم أن الرجل تحدث بعربي مبين ولكن بدأ لي وكأنه يتحدث الهيروغلافية أو السنسكرية فالرجل للأسف لا يدري ولا يدري أنه لا يدري وإلا فقط إذا رجع بالذاكرة لاتفاقية سلام جوبا لأدرك خطل وخطأ خطابه الغرائبي والرغائبي في آن ..
هذا هو حال المدعو المارشال، كانت تبدو عليه علامات التعاسة والشقاء والكآبة ربما استجمع كل شجاعته ليقول الحشف وسوء الكيلة وتمخض الجبل فولد فأراً. مني الذي تعرى تماماً بموقفه الذي إنحاز فيه لميلشيات جيش الفلول المندحرة بعد أن قبض ثمن المهادنة بضع ملايين من الدولارات.. الرجل لم تحركه الملايين فحسب بل لديه دوافع أخرى هي أن كيف لابن الهامش أن يستطيع في غضون شهرين أن يحقق ما فشل هو في تحقيقه طيلة عقدين ونيف من الزمان علاوة على حالة الاسترقاق النفسي التي يعيشها الرجل وأمثاله لجيش الكيزان الذي ظلوا يحاربونه طيلة تلك الفترة ولكن استطاع بقدرة الدولارات واذكاء نيران أخرى في دواخلهم أن يكونوا في صف العدو التاريخي ضد قوات الدعم السريع المسلحة السودانية قوات التحرر الوطني..
عوداً إلى بدء فإن الرجل يتحرك بصورة لا إرادية، فالرجل يمسي على موقف ويصبِح على آخر .. ما يجعلنا نتساءل ما هي الجهة التي تمسك بالرجل وما الذي تمسكه، فالرجل بخياله الفقير يظن أنه الوحيد الذي يملك الإجابة على هذا السؤال ولكن الفضاء المعلوماتي بات على قفا من يشيل…
التناقضات التي تمتلئ بها خطابات وتصريحاتك تجعلك كالأهطل ..فأنت من السماء ذات البروج مروراً بحديث أديس أبابا الذي أكدت فيه أنك لن تقاتل صفوف مليشيات كرتي في وقت لم تظهر فيه كتائب البراء بهذا .. القصة شنو يا السيد اركو ؟؟؟ما قلته في اديس لحسته في الخرطوم فالتحمت مع الفلول..
مني هو الأكثر عداءاً للتحول الديمقراطي والتغيير لأن أي تغيير قادم مؤكد سيسحب منه الامتيازات التي ظل يجدها من خلال حالة النفخ التي ظلت تتلبس الرجل من ابوجا لذا كان طبيعي جداً أن يكون جزء من “اعتصام الموز” وانقلاب 21 أكتوبر2021 لاجهاض ثورة الشعب وعودة الكيزان الذين ظهروا بشكل واضح جداً في حكومة الاقليم.
“فل مارشال”… من أطلق عليك هذا اللقب.. ناهيك عن استحقاق اللقب أو الرتبة يجب أن نعلم هي لا تنطق “فل مارشال” بل هي “فيلد مارشال” Field Marshal
مني يمكن أن يفعل كل الموبقات وكل أشكال التآمر لاغتيال أحلام الشعوب واجهاض ثورتهم … خاطئ من ظن أن هنالك خير يمكن أن يرجي منك ومخطئ من ظن أن للثعلب دينا.