صلاح جلال يكتب..«حُكم أم تكو» رسالة للنائم العام
من هو أم تكوا (اللابس وماشي أم فكو ) كالملك العارى الذى فضحه طفل الوارد فى الأسطورة، الذي يصلب العدالة في وضح النهار ويرفع رايات الظلم والجور.
قال أبو العلاء المعري مع بعض التصرف، في رسالة للنائم العام لحكومة الإنقلاب على الثورة (كفو) في تحريف العدالة كما يقول أهلنا في الخليج.
“تَلَوا باطِلاً وَجَلَوا صارما “ “وَقالوا صَدَقنا فَقُلتُم نَعَم “
“أَفيقوا فَإِنَّ إتهاماتكم “
“ضِعافُ القَواعِدِ وَالمُدَّعَم “.
لقد علمتنا تجاربنا السياسية القريبة أن “متهمين اليوم هم حُكام الغد “ منذ بداية حكم المغالبة في البلاد وإزدياد التحديات أمامه عندما تبلغ أزمته الخناق تلجأ الجماعة المسيطرة إلى سيف القانون للتدخل لصالح تعسفها لتوظيف إسم الدولة المختطفة، عندها من تجاربنا السابقة أيضاً يجب أن ندرك أن الأزمة الثورية قد نضجت وحان قِطافها فعلها عبود بنقل القوى السياسية المدنية لسجن الرجاف وفعلها نميري بالحكم بالإعدام على قيادات الجبهة الوطنية وفعلها البشير بمحاكمات صورية وإتهامات جٌزافية ضد خصومه السياسيين من المدنيين السلميين والثوار المسلحين ، النتيحة وحكم التاريخ بعد خمة النفس وضيق الحال يحاول المتنفذين التسلط بسيف القانون ، وتنتهى المعركة بالهزيمة الساحقة الماحقة للمتسلط بإسم القانون لنُصرة المظالم , وينتصر الحق Justice Will Prevails، ويكتشف الظالم أنه يحمل سيف من خشب فيسقط مغشياً عليه من هول المفاجئة.
الديكتاتورية العسكرية وحكم قرقوش يقرأون من كتاب واحد ونفس الصفحة كمان بوسمها ورسمها، ولاينسون الشُرب من ذات الكأس الموضوع على المنضدة أمامهم، الفريق البرهان وشِلته من عساكر الكيزان و “التركى ولا المتورك “ الفريق (ياسر المتكوزن ) لقد حجز لهم النائم العام و جهز تذاكرهم لركوب التونسية إلى مذبلة التاريخ ، حيث يستقبلهم المشير جعفر نميري والمشير عمر البشير ( مُشير بيه إيدو) بمعنى ينقلب ويسيطر على المؤسسة ويرقى نفسه كقائد عام ، مرحب بالبرهان ورفاقه مشيراً مترقياً قبل مغادرة المشهد وإلى الأبد ومازال فى مذبلة التاريخ متسع لمن أشعلوا حرب الإهانة والقتل والتدمير من عساكر الحزب التحت الكاب عليكم ستدور الدوائر ، “وشرك أم قيردون ما بمسك الفيل “ .
ختامة
نحن نؤمن إيمان العجائز الذي لايخالطه شك كما ذكر ذلك الإمام الغزالي في سِفره إحياء علوم الدين، إن شعبنا سينتصر ويكمل أهداف ثورة ديسمبر المجيدة في موجتها الثانية، ويقضي على كل من “زردوا حلوقنا ونهبوا حقوقنا وبرضوا كمان عايزين دمانا تسيل “.