هشام عباس يكتب.. كباشي وياسر العطا .. الرقص فوق الأشلاء
التراشق بين ياسر العطا وكباشي اتخذ طابع مكشوف وبات واضحاً للجميع بما لا يدع مجالاً للإنكار أو التبرير وهنا نتحدث عن قيادة الجيش وهذا ما لا يمكن تجاهله أو التقليل من خطورته.
الخلافات داخل الجيش ليست جديدة لكن لم تتخذ الطابع العلني أبداً .
هناك مجموعة داخل الجيش ترى أن هذه الحرب عبثية ولا تخدم إلا مصالح جهة محددة وتهدد وحدة البلاد وتماسك الجيش نفسه لكن هذه المجوعة كما أشرنا قبل ثلاثة أشهر مجموعة ضعيفة والغلبة داخل الجيش للتيار المناصر للنظام السابق وهم من يسيطرون على قرار الجيش ونجح التيار المسيطر أكثر من مرة في إفشال أي توجه نحو حل المشكلة أخرها الضربة التي وجهت للكباشي نفسه في ما يعرف باتفاق المنامة وقبلها أيضاً كانت للكباشي ومجموعته داخل الجيش مساعي لتنشيط منبر جدة عقب خروجه من الحصار مباشرة .
أما ياسر العطا فهو يعيش مرحلة الطموحات الشخصية ويرى أن الفرصة مواتية ليكون بشير الاسلاميين الجديد لعلمه عدم رضا التيار الاسلامي الذي أشعل الحرب عن أداء البرهان ومنذ فترة بدأ يتقرب العطا من المليشيات الاسلامية وكسب ثقتهم وأشرف بنفسه على معاركهم في أم درمان ولم يفكر في الاستقرار شرقاً حيث المقر الجديد للحكومة والجيش كما فعل كل القادة .
المشكلة تبقى في موقف قائد الجيش البرهان وضعف شخصيته وتردده فهو تارة يوافق صقور الجيش المتشددين ويسير على هواهم وتارة يميل لمجموعة الحل ويسير على هواهم يتفق ثم يتهرب لأن البرهان نفسه لا يأمن مستقبله مع أي طرف فبقدر خوفه من أن حل سياسي للمشكلة يعني ابعاده وربما محاسبته، هو أًيضاً مدرك جداً لخطر الاسلاميين عليه وانهم يتخذونه مجرد رجل لمرحلة معينة ولا يمكن استبعاد الانتقام من الاسلاميين أنفسهم وتهديداتهم للبرهان ليست خافية وعدم ثقتهم فيه وتحميلهم له مسؤولية الفشل في إدارة الحرب إلى درجة تخوينه ليس خافياً .
أخطر ما يمكن أن يحدث في المرحلة القادمة ومع إطالة أمد الحرب هو حدوث انشقاق داخل الجيش نفسه (وهو أمر غير مستبعد كما أشرنا سابقاً والظروف مواتية) لأن حدوث أمر كهذا سيعقد المشهد ويعني ضياع الدولة السودانية إلى الأبد.
أياً كان موقفنا من الجيش والدعم السريع حدوث أي انشقاق داخل الطرفين ليس جيداً بل يقلل من فرص الحل والقضاء عليها تماماً.