أطفالنا أكبادنا يمـ.ـوتون بسوء التغذية!!
أشرف عبد العزيز يكتب.. أطفالنا أكبادنا يمـ.ـوتون بسوء التغذية!!
في الوقت الذي يتباهى فيه كل طرف من أطراف الحرب العبثية بعتاده العسكري الذي دخل مرحلة التدشين العملياتي ، ويستمر التحشيد من الطرفين حيث تتقدم جيوش الحركات المسلحة التابعة لجبريل ومناوي نحو الخرطوم ويتحدث حاكم إقليم دارفور مناوي عن أنه سيحرر الخرطوم من الشذوذ الجنسي، فيما تبث الدعم السريع (فيديوهات) تظهر فيها أفواج من المقاتلين في طريقهم من الخرطوم، في الوقت نفسه يكشف تقرير حديث لمنظمة أطباء بلا حدود توقعات بوفاة ما يقرب من 230 ألف طفل وأم حامل وأم جديدة في الأشهر المقبلة بسبب الجوع، ويؤكد مجدداً أن طفلاً يموت كل ساعتين في مخيم زمزم في الفاشر بولاية شمال دارفور، ويقدر العاملون في المجال الإنساني أنه في الأسابيع والأشهر المقبلة في مكان ما في المنطقة يمكن أن يموت حوالي 222,000 طفل بسبب سوء التغذية. وأن أكثر من 70% من المرافق الصحية لا تعمل وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ان أعداد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد آخذة في الارتفاع، ولم يبدأ بعد موسم العجاف. ومن المتوقع أن يعاني ما يقرب من 3.7 مليون طفل من سوء التغذية الحاد هذا العام في السودان، بما في ذلك 730,000 طفل يحتاجون إلى العلاج المنقذ للحياة.
معاناة الأطفال ليس في دارفور وحدها وإنما في العاصمة الخرطوم وبقية الولايات الأخرى، فأطراف الحرب غير آبهة لما يجري لهم فهي مشغولة بعدم اختشاء السفير الأماراتي، وسرقة ونهب الإغاثة، وقتل المواطنين الأبرياء في الجزيرة وغيرها من الممارسات القميئة التي تتصدر المشهد السوداني كل يوم.
نصف من تبقى من سكان السودان تحت وابل الرصاص والقصف المدفعي يعتمدون بشكل أساس على المساعدات الانسانية، ومع ذلك يصر دعاة الحرب على استمرارها، فتتوقف المطابخ الخيرية أحياناً من إطعام المساكين بالخرطوم لقطع الاتصالات وتارة أخرى يعتقل شيخ الأمين الذي ظل يطعم المواطنين بمنطقة أمدرمان القديمة، وفي المقابل يطارد أحد أعضاء لجان المقاومة والناشطين في المطابخ الخيرية من قبل أفراد في الجيش وعندما يعجزون من سرقة هاتفه يردونه قتيلاً برصاصهم الذي دفع ثمنه.
من الواضح جداً أن هؤلاء لا يهمهم ما يجري لأطفال السودان فليموتوا جوعاً وليهلكوا وليست هناك أي مشكلة لوضاعت عليهم الأعوام الدراسية عام تلو الآخر، المهم هو أن يعود البرهان رئيساً وحميدتي رئيساً ومناوي حاكماً مطلقاً ومن وراءهم الحركة الاسلامية مسيطرة على كل مفاصل البلاد.
لا تكفي تحذيرات المجتمع الدولي ولا تقارير المنظمات التي تكشف حقائق المأساة، يجب أن يدرك العالم أجمع أن ما يجري في السودان لن يؤثر على محيطه الإقليمي وإنما على العالم أجمع ولا بد من خطوات وقرارات توقف هذا الجحيم الذي صلى السودانيين بنيران لا حول لهم ولا قوة بها ، فالكل يحارب الشعب ويجلس كنيرون على تلة روما وهو يتلذذ بعذابه.
نقلاً عن الجريدة