جنوب كردفان تذرف دمعة_ نتيجة لحماقة وتقزُم الفريق أول شمس الدين الكباشي
وجشع مالك عقار !!
نائب والي ولاية جنوب كردفان المُستقيل الأستاذ/ محمد علي محمد يكتب ..
جنوب كردفان تذرف دمعة_ نتيجة لحماقة وتقزُم الفريق أول شمس الدين الكباشي وجشع مالك عقار !!
لقد أردت من هذا المقال أن نزف البشرى مع سوء الذكرى و نُبين للغافلين (أصحاب الدعوة لحصر النوبة الأصليين) و إقصاء النوبة المهجنييّن الذي يتبناهُ و يرعاهُ الفريق أول شمس الدين كباشي ببورتسودان، ( أعضاء المكتب الاستشاري لكباشي) كما يُزعم بعضهم، أن ينتبهوا للحفرة التي أنزلقوا منها مراراً و تكراراً، ونقول لهم أن الوقت لم يمضِ بعد لتصحيح هذه الخُطى التي كثيراً ما ذلت بوضعها سهواً أو جهلاً وأن البعض منا يعتقد أن عظيم الدول تُبنى بوسائل الانتصارات للنفس و تناول الطعام و الشراب على الموائد الممدودة أمامهم … وهم واهمون بأن بناء الحضارات لا يكتمل إلا بأستذكار الماضي والتضحية والوقوف على المباديء ووضوح الرؤية في المستقبل و معالجة الحاضر بحسم و عزم وصبر وإنفتاح عبر الأجسام الهجين (نوبة _ عرب _ فلاتة _ برقو _ شوابنة – …الخ ).
لقد وُضع أنسان جنوب كردفان في سياج بعيد و صُدروا في وضع النهار دون مُبرر أو نصير، و بعضهم ظل نصيراً للجلاديّن .. والأن لقد أقتربت الساعة و أنشق القمر و قدموا نفراً منهم قرباناً للحرية بالتضامن مع الرفاق في أجزاء السودان المُختلفة، الذي يغشاهم الضيَّم و الهوان كما الحال عندهم، إذا كانت كردفان صورة مُصغرة لكل السودان، فإن جنوب كردفان _ جبال النوبة ترمز على أقل تقدير (المصالحة بين خصائص المجتمع الافريقي و العربي).
أي عاقل أو سياسي حصيف يدرك تماماً أن (ولاية جنوب كردفان _ جبال النوبة في ظل الدعوات المتقزمة و الأجسام المُنغلقة التي تعمل على شرخ النسيج الإجتماعي بمُباركة الفريق أول شمس الدين الكباشي) تمر بمُخاض خطير جداً، و أصبح إنشطار قبائلها و سُكانها إلى مجموعتين قاب قوسين أو أدنى، و لهذا نحن بإنتظار مولود في طور(التخلق) و أنا أسف لهذا لأنه ما كانت الأمال و الطموحات في عصر يشهد التكتل والتجمع والتكامل من أجل التنمية والرفاه الإجتماعي، أن ولاية جنوب كردفان _ جبال النوبة (القارة) نتيجة لحماقة و تقزُم الفريق أول شمس الدين كباشي، أن تكون نشاز عصره، تشظياً و تشتتاً بعد وحدة، و تهتك نسيجه بعد ألتئام، نسجه الزمن و غذاه بعديد من أسباب الحياة للنمو و التطور، من تداخل ثقافي و تواصل إجتماعي و تشابك مصالح و تصاهر.
الأن، قد أطلق الفريق أول شمس الدين الكباشي نائب القائد العام للقوات المسلحة، سهم التشظي والتشتت من قوسه إلى غير رجعة، فإن المنطق والحكمة أن نتقبل الواقع المُّر، ولابد من أقصاء عقلية الإنتقام و تصفية الحسابات وتقزيم الكيانات كما (يفعل نائب القائد العام للقوات المسلحة) برعايته لمثل هذه الدعوات والأفكار، التي تؤسس لحرب قبلية لن ينجو منها إلا شمس الدين الكباشي لأنه من سُكان بورتسودان الأن، على شعب جنوب كردفان بكافة مكوناتها الإجتماعية مقاومة هذه الأفكار، كما يستلزم أستدعاء العقل والحكمة مع أستصحاب المصالح العُليا لكل سُكان ولاية جنوب كردفان… وهذا لا يمكن أن يسود إلا إذا أستفدنا من التجارب التي لم تورثنا إلا تبديد الموارد و تدمير مقدرات الولاية..إن الصراعات القبلية لم تورث جنوب كردفان إلا الدموع و الدماء و الأشلاء و الأرامل واليتامى، بجانب التخلف الاقتصادي والفقر و الجهل والمرض، أستحلفكم بالله ماذا كسب شعب جنوب كردفان من هذه المعامع التي أمتدت لأكثر من نصف قرن أو يزيد من الزمان! ألم يكن من الأصلح والأجدى بذل الجهد البدني والمادي لخدمة الإنسان و الارتقاء به لإعمار الأرض التي نعيش عليها، وسيعيش عليها أبناؤنا وأحفادنا، بدلاً من طائرات الأنتنوف التي يرسلها الفريق أول شمس الدين الكباشي لضرب المواطنين والأطفال في جنوب كردفان – جبال النوبة بدلاً من السعي لوقف الحرب وعدم شيطنة شعب الولاية بحجة التمرد و الإرتزاق و العمالة.
أذكر أنني إبان بداية أندلاع الحرب في الخرطوم لقد تحدثت مع الفريق أول شمس الدين الكباشي، بضرورة وقف الحرب لأن ضررها أكبر من نفعها فقال الحرب لن تقيف كلها أيام وتنظف الخرطوم وسأتوجه إلى جبال النوبة بنفسي للاشراف على العمليات والقضاء على المرتزقة من الجيش الشعبي في كراكيرهم، الذي يقودهم المتمرد عبد العزيز الحلو في ظل هياج هستيري غريب، سيأتي الوقت الذي نفصل فيه بهذا الشأن، بالرغم من أنه حتى الأن لم تنظف الخرطوم كما يزُعم، ولم يذهب لولاية جنوب كردفان بل أصبح من سُكان بورتسودان وهذا ما كنت أخشاه من خطورة استمرار الحرب.
فإن من مخاطر هذه الحرب الذي يتوعد فيه الفريق أول شمس الدين الكباشي، شعب جنوب كردفان الذي قد بدأها بالفعل بضرب الأطفال الأبرياء والمواطنيّن العُزل في الهدرا.. شيوع ثقافة أن الحرب هو الطريق الأجدر للاعتراف بالأخر كما يفعل (الفريق أول كباشي ليقول للناس أنا موجود) ، كما هو معروف و معلوم عنه (يرتدي زيه العسكري من بواكير الصباح وينزعه بعد منتصف الليل في بورتسودان حتى أصبح مدعاة للسخرية والتهكم للكثيرين، و كأنما هنالك من يغالطه في رتبته أو في وضعيته داخل الجيش).
الأفكار التي يتبناها ويرعاها الكباشي، تعمل على تفشي العصبية والجهوية و القبلية.. وربما يشكل دافعاً و حافزاً لصغار العقول و أدعياء السياسة مثل الذين يتبناهم شمس الدين.
لقد كان المأمل في ظل هذه الأفكار والدعوات الخطيرة، أن يتداعى قادة الفكر والسياسة والمثقفون (المنفتحون الأصحاء) من أبناء جنوب كردفان، أصحاب التجربة و الخبرة، بقلوب وجلة و أذهان صافية، و بوطنية متجردة، لمقاومة أفكار الفريق أول شمس الدين الكباشي و أعوانه، و لإخضاع ولاية جنوب كردفان ومشكلاتها لدراسة عميقة وتحليل علمي دقيق عن أصل المشكلة ومسارها وتطورها وكيفية التعامل معها بحرية تامة، وأثر ذلك على السلام المجتمعي، بعيداً عن الشعارات السياسية والأماني العاطفية.
راودني احساس أثناء نقاشاتي مع الفريق أول شمس الدين كباشي في الفترات السابقة، أنه يجهل التركيبة السٌكانية لجنوب كردفان ويندفع دون تبصر أو بصيرة منطلق من ثقافته الأحادية المتقزمة وقناعته الذاتية (الخربة)، دون وضع أدنى إعتبار لتلك العوامل والحقائق والألغام الكثيرة التي تُحيط بالولاية، و عدم إستيعابه لاستراتيجية التعامل مع مشكلات جنوب كردفان التي طرحته لشخصه من قبل، التي تتطلب أعمال العقل وأستصحاب الحكمة والتعامل مع القضايا المعُقدة برؤية و تؤده بعيداً عن العواطف الضيقة (القبلية _ الجهوية) من أجل المواطن البسيط الذي حقه الحياة و اعمار الأرض بالعمل الصالح المفيد له ولمجتمعه ووطنه، و الأخذ بيده والنهوض به أقتصادياً وخدمياً وأجتماعياً مما يشيع تشابك المصالح و تمتين النسيج الولائي القومي.
حتى تشب الأجيال القادمة في (ولاية) وقد إزدهرت تنمية و خدمات و عمراناً، ولسان حالهم يقول شكراً لقد أورثتمونا (ولاية) بها نُفاخر ونُباهي .. بدلاً من لعنك كما يفعل الكثير من شعب جنوب كردفان، ولعن الجحيم الذي شيدته بالكراهية والدموع والدماء والبغضاء بقتل الأطفال والمواطنين بطيران الأنتنوف أيها القائد العام للقوات المسلحة المُرتقب كما يوهمك مالك عقار بأفكاره الحافية القدمين كما أوهموه هو نفسه _ ناشئة السياسة _بأنه الوطني الغيور بمساندته للفلول، وحشد الأبرياء من شباب النيل الأزرق ليلقوا حتفهم في قضية لا ناقة لهم فيها و لا جمل، مقابل مليارات يأخذها مالك عقار في شكل دفعات من خزينة السودان، لضمان شيخوخة أمنة له في القريب العاجل في إحدى الدول سأفصل فيها قريباً، ليعلم شباب النيل الأزرق كم خدعُّوا ،وليعلّم شعب جنوب كردفان كم سُرقوا ولماذا تذهب الاستحقاقات المالية لاتفاق جوبا للسلام لولاية جنوب كردفان في جيب مالك عقار.