سناء حمد.. و غلمانها!!
علي يس يكتب.. سناء حمد.. و غلمانها!!
ليس في الأمر عجب.. الأغبياء وحدهم من فوجئوا بهذه الحرب الفاجرة، و المغيبون وحدهم من يظنون أن ما بعد هذه الحرب سيكون امتداداً لما قبلها.. سنة الله الماضية في الأرض تقول لمن خدعوا الناس بإسم الدين: (و إن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) .. و من علامات سنة الله فيهم و الخزي الذي ينتظرهم أنهم ما يزالون ماضين في خداعهم و كذبهم وافترائهم على الله.. ما يزالون “يبشرون” الناس بأن الملائكة تتهيأ للقتال إلى جانبهم في ذكرى بدر الكبرى (يخادعون الله والذين آمنوا و ما يخدعون إلا أنفسهم و ما يشعرون).. هم أنفسهم من أخزاهم الله من قبل حين فقدوا رفيقاً لهم في حرب الجنوب ، ثم عادوا يبشرون أهل بيته بأن ابنهم استشهد وأنه عند استشهاده انتشر ريح المسك من جسده الطاهر حتى ملأ الغابة.. ثم فوجئت أسرة الشهيد بابنها يعود إليها ذات يوم، ليخبرها بأنه كان أسيراً لدى الحركة الشعبية، و أنهم أطلقوا سراحه!!.. هذه واقعة شهدها وعرف تفاصيلها الملايين، بينما بقي الكذابون المنافقون حتى اليوم يحدثون الناس عن حروب جهادهم التي تشاركهم فيها الملائكة و تؤازرهم فيها قرود الغابات فتفجر ألغام العدو، و تأتيهم الغزلان حين يجوعون فتقول لهم: إذبحوني و استمتعوا بلحمي هنيئا مريئا !!..
و كان مكر هؤلاء الخبثاء يسكن خاطر كاتب بريطاني عاش قبل أكثر من قرن من الزمان، هو الروائي الملهم (جورج أورويل)، تخايل له كيزان سوداننا، هؤلاء أنفسهم، على هيئة “خنازير” فكتب، على “شرفهم” روايته الأشهر (مزرعة الحيوان) .. سوف يأخذك العجب وأنت تقرأ هذه الرواية، أو تعيد قراءتها مرات، كيف تسنى لجورج أورويل أن يخترق بحدسه حجب زمان يقارب المائة سنة، ليصور ما سوف يجري في السودان بدقة تقارب الإعجاز، باختلاف لا يكاد يخالف الواقع إلا بإحلال الخنازير مكان الكيزان، وبقية صنوف الحيوان العجماء مكان البلابسة!! .. ثم يكون كل شيء هو هو.. الخنازير هي من يتحكم في (جيش) الحيوانات ويمنح قادته الألقاب الرفيعة، و يصنع له الشعارات الرنانة!!!..
كم أنتم مخدوعون يا من يظنون أن لبلادنا جيشاً جديراً بالاحترام ، بينما لا يعدو كبار قادته أن يقفوا مثل غلمان مطأطئي الرؤوس أمام “سناء حمد” لتحقق معهم.. و حسبنا هواناً أن ينتدب الكيزان سناء لتحقق مع قيادات جيشنا، و أن ينتدبوا “ندى القلعة” لتقود إعلامه!!!..