قتل وتمثيل بالجثث.. مخاوف من ظهور جماعات إرهابية في السودان
تتزايد المخاوف في السودان من ظهور جماعات إرهابية تجرّ البلاد إلى مستنقع الأعمال الانتقامية، وذلك بعد فيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت عمليات قتل وتمثيل بالجثث.
ويؤكد المرصد الوطني لحقوق الإنسان في السودان، وجود جماعات متطرفة تقاتل حاليًّا جنبًا إلى جنب مع الجيش السوداني، لكنها تمارس أعمالاً انتقامية تشمل التعذيب والقتل والتمثيل بالجثث.
ونشر المرصد على صفحته بمنصة “إكس” عشرات الفيديوهات التي تُظهر مجموعات مسلحة تمارس التعذيب والقتل ضد أشخاص بعضهم بزي مدني، وآخرون بزي قوات الدعم السريع.
وفي أحدث الفيديوهات التي نشرها المرصد تظهر مجموعة مسلحة تعتقل شخصًا مجردًا من الثياب تغطي وجهه بقطعة قماش، تمرّر مدية “سكين” على أجزاء من جسده في محاولة لذبحه.
وقال المرصد بحسب (إرم نيوز) إن المجموعة المسلحة التي تظهر في الفيديو تنتمي لجماعات متطرفة تقاتل بجانب الجيش السوداني، وإن الشخص الذي تعتقله هو مواطن سوداني “مسيحي”، اعتقلته في ولاية نهر النيل، وهدّدته بالذبح إذا لم يدخل الإسلام ويترك المسيحية.
وحذّر المرصد من خطر هذه الجماعات المتشددة على المواطنين، قائلًا إنها “لا تعترف بالتعدد الديني، لذلك عادت إلى ممارساتها غير المشروعة في إجبار المواطنين غير المسلمين على الدخول إلى الإسلام قصراً أو قتلهم ذبحاً بالسلاح الأبيض” وفق قوله.
وحمّل المرصد سلامة المواطنين بتنوّعاتهم المختلفة للجيش السوداني الذي قال إنه يحتضن الجماعات المتشددة، وهي تقاتل في صفوفه.
ووثّق المرصد أيضًا جريمة أخرى وقعت في منطقة الكدرو شمال الخرطوم بحري، حيث تمثّلت في قتل مواطنين عُزّل والتمثيل بجثثهم بشكل غير مسبوق، قائلًا إن مرتكبيها هم كتائب المتطرفين التي تقاتل مع الجيش السوداني.
ونشر المرصد مقطع فيديو يُظهر مجموعة جثث على الأرض لأشخاص بزي مدني، يتم جرفهم بواسطة عربة، محملًا المسؤولية للجيش السوداني باعتبار أن الحادثة وقعت في مناطق سيطرته.
وأكد المرصد أنه رصد اعتقال العشرات من المدنيين على يد كتائب متطرفة، حيث أرفق مقطع فيديو آخر يُظهر مواطنا يتعرض للضرب والتهديد بالذبح من قبل مجموعة مسلحة في محلية ربك بولاية النيل الأبيض، التي تخضع لسيطرة الجيش السوداني.
وعبّر عن قلقه الشديد تجاه الانتهاكات الجسيمة التي يتعرّض لها المواطنون الأبرياء من قبل هذه الجماعات المتشددة، داعيًا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والدولية لإدانة هذه الأفعال، التي تستهدف الشعب السوداني في أجزاء واسعة من البلاد.
وقائع متسلسلة
وما يزيد المخاوف الوقائع المتسلسلة التي شهدها السودانيون خلال هذه الحرب، فقد صُدموا الأسبوع الماضي بمحتوى فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر مجموعة مسلحة بزي عسكري وهي تقطّع أوصال شخص يرتدي زي قوات الدعم السريع بما يشبه سلخ الشاة.
وبدا الفيديو صادمًا لمن شاهده، فربما لم يخطر على بال أحد أن تصل الأمور إلى هذا الحد، ورغم بشاعة المشهد بدا مصور الفيديو مبتسمًا وهو يشير بيده إلى رفاقه وهم يقطعون أوصال الضحية، قائلًا: “هذا هو مصير الدعامة”، ويقصد قوات الدعم السريع.
وتأتي حادثة “تقطيع الأوصال” امتدادًا لحادثة مماثلة وقعت في فبراير/ شباط الماضي، وهي حادثة “الرؤوس المقطوعة” التي ارتكبتها مجموعة تتبع أيضًا للجيش السوداني، وفق تقارير محلية.
وتمثلت الحادثة وقتها في محتوى فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر عناصر يتبعون للجيش السوداني وهم يمثّلون برؤوس أشخاص بعد فصلها عن أجسادها، قائلين إن القتلى يتبعون لقوات الدعم السريع.
واتضح لاحقًا أن الضحايا هم شباب مدنيون تم القبض عليهم في مدينة الأبيض في شمالي كردفان، حينما كانوا في طريقهم إلى مسقط رأسهم في ولاية سنار، بيد أن المجموعة التي ألقت القبض عليهم جزّت رؤوسهم ومثّلت بها باعتبارهم يتبعون قوات الدعم السريع.
“كتائب البراء”
وقامت من أسمتهم تقارير محلية بـ”ميليشيات البرهان وكتائب النظام البائد الإرهابية”، بقتل ثلاثة أشخاص “على أساس عرقي وجهوي مع التمثيل بجثثهم”.
ووُصفت الواقعة بأنها “مشهد يشبه السلوك الإجرامي لهذه المجموعات المتطرفة وينافي الأخلاق، والمروءة، والدين، والقوانين”، وفق البيان.
وتُشير أصابع الاتهام على نطاق واسع في السودان، إلى مجموعة مسلحة تتبع حزب المؤتمر الوطني المنحل، وتقاتل حاليًّا إلى جانب الجيش تُسمى “كتائب البراء”.
و”كتائب البراء” هي ميليشا جديدة تتشكّل من مجموعة مقاتلين ينتمون لـ”الأمن الشعبي”، وهو جهاز الأمن السري للحركة الإسلامية الحاكمة على عهد الرئيس السابق عمر البشير.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل/ نيسان العام الماضي، أعلنت هذه المجموعات انخراطها في صفوف القتال إلى جانب الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع.
ودخلت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شهرها الـ12، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 13 ألف شخص، وتشريد نحو ثمانية ملايين شخص موزعين بين النزوح الداخلي، واللجوء إلى دول الجوار.