جبريل ومناوي .. لص واحد في (جسدين)!
علي أحمد يكتب.. جبريل ومناوي .. لص واحد في (جسدين)!
بعد مضي عام تقريباً على اندلاع الحرب التي أشعلها الكيزان في رمضان من العام الماضي الموافق 15 أبريل، حيث أعلنت حركتا العدل والمساواة (جبريل) وجيش تحرير السودان (مني أركو مناوي) الذي يلقي على نفسه المتقزمة تضخماً لقب (فل مارشال)؛ وبعد أن كانتا قد أعلنتا الحياد والعمل على تهدئة الأوضاع والضغط على الطرفين للجلوس إلى مفاوضات لإنهاء الحرب، يرسل الرجلان الآن (وبعد خراب سوبا) قواتهما إلى الخرطوم يحلمون بدحر المتمردين – كما يطلقون على الدعم السريع – وما من متمرد على الدولة غيرهم (أولاد الهرمة)، فيما (الدعم) تأسس على يدي الدولة – التي كانت – وبقوانينها وتشريعاتها بسبب هؤلاء أنفسهم وألحقت بهم الهزيمة تلو الأخرى حتى أنهت تمردهم في دارفور مرة وإلى الأبد، بل سحقت حركة المرحوم خليل إبراهيم بعد أيلولتها عقب مقتله إلى الكوز الانتهازي الفاسد جبريل ابراهيم، والذي يحارب الآن في صف قتلة شقيقه، فمن قتل خليل هم الكيزان أنفسهم!
الغريب في أمر (جبريل) أن يطلق على قواته التي قوامها مرتزقة إسم شقيقه (خليل) فيما هي تحارب بجانب من قتلوه، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أين النخوة والمرجلة؟!
أما الأرجوز الأضحوكة مني أركو مناوي، فبعد أن حول حركته إلى مجموعة أسرية يسيطر عليها هو وشقيقه حسين بمعاونة قريبهما “أبو نمو” وزير الغفلة بالمعادن، سارق الذهب وسمسار رخص تنقيبه، فان موقفه يشبهه لأنه انتهازي ومرتزق يبيع قواته لمن يدفع أكثر، تارة يرسلها إلى ليبيا وأخرى تشاد وثالثة إلى (السماء ذات البروج)، وهذا الارتزاق هو ما جعله يعلن مع بداية الحرب موقفه المعروف بـــ”شوية مع دول وشوية مع دول”ـ، أي إنه مرة مع الجيش ومرة مع الدعم السريع حسب مقتضى الحال وحالة الدفع، وظل يناور لسنة كاملة إلاّ أن تأكد أن قيادة الدعم السريع لن تدفع له فلساً واحداً، فيما بذل له (البرهان) صبي سناء وقائد مليشيات علي كرتي، المعادن والسلاح وسيارات الدفع الرباعي، فاندفع إلى الخرطوم ذليلاً حسيراً بعد أن تم مضايقته في الشرق عبر ضغط متواصل من حقير آخر مثله، هو صبي الاستخبارات المدعو شيبة ضرار.
وها هي قوات “مني مناوي” التي لم تتمكن من فعل شئ في دارفور قررت المشاركة في معركة الكيزان والفلول جنباً بجنب كتائب البراء والدواعش والمتطرفين، لإخراج الدعم السريع من الخرطوم والجزيرة، وفقاً لمناوي نفسه الذي يظن أن السودانيين أغبياء ولن يتساءلوا: لماذا إخراج قوات الدعم السريع من الخرطوم والجزيرة وليس اخراجها من دارفور التي لا يزال يدعي أنه حاكمها حتى الآن؟!
والإجابة واضحة فإن هذا المرتزق لم يقاتل يوماً من أجل دارفور ولا شعب دارفور الذي لا يزال في معسكرات اللجوء والنزوح يعاني الأمرين وإنما كان يقاتل من أجل السلطة والمال، إنه عبد الدرهم والدينار وأتعس به من ذليل هذا الأرجواز الدنئ الذي رخى ذيله لأسياده من بني كوز من أجل بعض الدرهيمات، ولأن (المحرش ما بكاتل) ولأنه (في خشمو جراداي ولا بعضي)، فإن قوات مني لا تمثل إضافة حقيقية للكتائب الإرهابية الكيزانية، وإنما تصفي عليها بعض الفكاهة والكوميديا، وانتظروا فواصلاً من المرح والدراما من المارشال المرتشي على خشبة المسرح القومي بميدان القتال في أم درمان.
أما لص المالية والموانئ “جبريل إبراهيم” غير المرغوب فيه في شرق السودان، فقال إن قواته ستتجه إلى الجزيرة وليس إلى دارفور مثلاً، لأن شقيقه خليل الذي قتله من يحارب بجانبهم الآن متزوج من الجزيرة ودرس في جامعة الجزيرة، يا للسخرية والهراء، وكأني أرى خليلاً يتقلب الآن في قبره غاضباً من إطلاق اسمه على هذا المتحرك الذي يحارب في ميدان لم يكن هو ليحارب فيه من أجل قضية لا تعنيه.
إنه تحالف اللصوص، ومتى انتصر اللصوص؟!