(هذه الأرض لنا)
سارة مالك السعيد تكتب.. (هذه الأرض لنا)
رغم مرور قرن على إنشاء الجيش السوداني وتمكين الإسلاميين داخل المؤسسة العسكريه لنحو خمس وثلاثون عاماً عاثت فيها الجبهه الإسلامية فساداً عبر إضعاف وإخضاع الجيش السوداني وتعزيز ترسانتها العسكرية والأمنية مستغلة ثروات السودان وتحصيل الجبايات من المواطن السوداني لتغذية مشروعها السرطاني، فضلاً عن إحتضان الحركة الإسلامية لقادات الفساد والإرهاب العالمي لتعيق مشروع نهوض الدولة السودانيه لتدخل البلاد في عزله دولية بإعتلاء السودان قائمة الدول الراعية للإرهاب ليبقى الجيش السوداني والإرادة السودانية أسيرة لمعضلتها الوجودية، متعددة الأبعاد إلا وهي الحركة الإسلامية بشقيها الوطني والشعبي.
ضل الجيش السوداني طريقه إلى احتضان المليشيات الإرهابية الإسلامية، فالمؤسسة العجوز نفسها تحظى بتاريخ سيئ الذكر من الانقلابات العسكريه وتغويض الحكومات الديموقراطية، تاريخ حافظت عليه حتى أحكم الإسلاميين قبضتهم من الجيش السوداني كاملاً لتدق آخر مسمار في نعش تلك المؤسسة التي منذ انشائها 1924 اعتادت الجلوس في صالونات وأروقة السياسه بقيادة علي عبد اللطيف متنصلة عن دورها الرئيسي في حفظ أمن وسلم السودان والدفاع عن أراضيه وحدوده، فكانت ولا زالت أكبر نكبات الدولة السودانيه هي جيشه الذي ابتاع أراضيها للجارة المتربصة.
حرصت كل الحكومات المتعاقبة على السودان على إبقاء المؤسسة العسكرية بلا إصلاح بل ودرجت حكومة الإسلاميين إلى تصفية وإعدام الضباط الأحرار والتخلص من كل الكفاءات واستبدالها بكوادر تنظيمية إسلامية بايعتها الولاء ليشق الجيش السوداني طريقه المعبد بالأشواك إلى إدخال البلاد في حرب ضروس لطالما سال لعاب الجبهه الإسلامية وتشدق لها قادتها المتخمة بالفكر المتطرف التواقة للقتل والغوص في برك الدماء، لتطلطخ أياد المؤسسة الهَرِمه بدماء إثنين مليون مواطن سوداني على أساس عرقي وعنصري مستغلةً هوسها الديني لينتهي بها المطاف بتقسيم السودان وانفصال روح الجنوب عن جسد الشمال وما لبث كثيراً حتى خاض الجيش السوداني الاسلامي حرباً جديدة على إقليم دارفور بتأجيج الصراع القبلي وإثارة النعرات العنصرية مع تهميش متعمد لكامل الإقليم من قبل حكومة الحركة الاسلامية الإرهابية.
ها هو التيار الإسلامي المجرم ومؤسسة المائة عام المهترئة بعد أن أشعلوا فتيل الحرب في السودان برمته، يعيدون تاريخهم القذر الملطخ بدماء الشعب السوداني لإحياء مشروعهم السرطاني على جماجم وأشلاء النساء والشيوخ و عذابات الجرحى والنازحين وأنين الأطفال ودموع الأرامل و دعوات الأمهات لتصدر إلينا أمثال العنصري ياسر العطا بخطاباته البلهاء تارة يعلن رغبته في تجنيد الأطفال وتارة يطلق التهديدات إلى دول الجوار ويعلن العداء المباشر لها وهو المغلوب المهزوم سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً وقبل كل هذا معنوياً فلا عقيدة ولا أخلاق قتالية لمؤسسة ياسر العطا.
قيادات الجيش الآثمة تقطعت بهم السبل وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، بعد أن فشلت كل مساعيهم في صبغ الصراع السياسي وحربهم ضد المواطن بصبغة العنصرية والقبلية وضربهم مكونات معينه على أساس عرقي ليصرح ياسر العطا في خطابه الأخير بتلميحات انفصالية في محاوله بائسة لجس النبض العام فتوق القيادات الإسلامية لسفك الدماء وتفكيك السودان ومحاولاتهم الحثيثه للرجوع إلى السلطه وأن حكموا الولاية الشماليه وحدها، فجنون السلطه قد وجد ضالته إلى عقول وفنتازيا قيادات الإسلاميين وشيوخ فقه المرأة البلهاء فطفقوا يطلقون الفتاوى ويحللون القتل وإستباحة الدم السوداني بلا هوادة.
في كل مرة يخرج فيها ياسر العطا ما هي إلا تأكيداً على أن الرجل يعاني من إنهيار نفسي يتطلب تدخلاً عاجلاً وسريعاً، فخطابات العطا تنبئك عن الحالة العقلية التي وصل إليها إثر الهزائم المتتالية والخسائر المتلاحقة التي ألمت بمليشيات الحركة الإسلامية خاصة وأن الحقائق تكشفت للعالم بعد أكذوبة احتلال قوات الدعم السريع للبيوت عقب تسريب المخابرات البريطانية لتسجيل صوتيّ للبرهان يوجّه قائد كتائب الحلل والصواني (البراء) باحتلال البيوت والمباني السكنية.
هذي البلاد تخصنا بجياعها وحروبها بشرقها وبغربها بشمالها وجنوبها لنا.. إننا حاربنا من أجل السلام.. من أجل السلام الوحيد الذي يستحق وصف السلام، السلام القائم على العدل وحفظ وحدة أراضي هذا البلد لا تشدقاً لسفك دماء؛ بل للم شمل السودان واستئصال السرطان الكيزاني الذي ألم بجسد هذه الأمة وإن ذهبنا يأتي جيل بعدنا أكثر قوة وعنادا.