ياسر العطا وجنرالات الجيش هل يقراون من كتاب هؤلاء؟
أبوعبيدة برغوث يكتب..ياسر العطا وجنرالات الجيش هل يقراون من كتاب هؤلاء؟
الساعة تشير إلى الحادية عشر من ليل الخرطوم المتقلب من العام 2009 وقتها كان التشاكس السياسى بين الشريكين (الحركة الشعبية) و(المؤتمر الوطني) المخلوع لم يتوقف وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة الاتهام بحق البشير وأحمد هارون وأخرين، وبادرت الحكومة برفض القرار، ومن خلفها الأحزاب السياسية التي ذهبت في دربها إلا حزباً واحداً وهو حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الراحل الدكتور حسن الترابي الذي أيد القرار ودفع ثمن ذلك سجناً لكل قيادات الصف الأول.
كانت الأنظار تتجه نحو الشريك الأقوى في الحكومة ألا وهو الحركة الشعبية لتحرير السودان التي وقعت مع الحكومة اتفاقية نيفاشا في العام 2005 وهو الاتفاق الذي وضع حد للحرب التي ظلت 21 عامآ وقاد إلى انفصال جنوب السودان في العام2011
وفي ليلة صدور قرار المحكمة الجنائية تواصلت مع عدد من قادة الحركة الشعبية ومن بينهم نائب رئيس البرلمان اتيم قرنق وكانت ردود أغلب الذين تواصلت معهم مستفسراً عن رأي الحركة الشعبية في قرار الجنائية جاءت ردودهم بتحفظ.
سألني أحد الزملاء ما إذا كان هناك تصريح عن الحركة حول قرار الجنائية بتوجيه الاتهام للرئيس البشير قلت له انتظر قليلاً
وأجريت اتصال أخر بالأمين العام للحركة باقان أموم وجدته عائداً من واشنطون وما زال بمطار أديس ابابا كان باقان واضحآ ومنحازآ إلى الضحايا في دارفور وكردفان والنيل الازرق وجنوب السودان وعبر عن موقف الحركة الشعبية بوضوح.
حديث باقان دفع قادة الحركة إلى عقد اجتماع عاجل بمدينة جوبا لوضع تراتيب لأزمة مواجهة ردة فعل شركيهم في السلطة المؤتمر الوطني.
وصل دينق ألور مطار جوبا وبدأ الجيش الشعبي إعادة انتشاره لأن قيادته كانت تتوقع ردة فعل الخرطوم.
كانت الحكومة تملأ الدنيا ضجيجاً وإعلامها يقود حملة صور فيها ما حدث بأنه تدخل أجنبي وانتهاك للسيادة الوطنية.
وطالب الحركة الشعبية شريكها في الحكم بان تقف في صفها وتعلن رفضها لقرار المحكمة الدولية وهو ذات الاعلام الذي كان يصف قرنق بالعمالة وبالمتمرد لأكثر من 21 عاماً وهو ذات الجيش الذي قام بانتهاكات في الجنوب وجنوب كردفان والنيل الازرق لذلك لم عاد قرنق اكتشف الناس الحقيقة الحقيقة بأن قرنق كان يطالب بالعدالة والمساواة بين السودانيين فاستقبله الملايين من السودانين استقبال الفاتحين في موكب مهيب ضاقت به شوارع الخرطوم من الساحة الخضراء وحتى أقصى امبدات ومايو والحاج يوسف.
أمس الأول شاهد المتابعين للأحداث والمهتمين بالحرب العبثية الدائرة في السودان الضجيج الاعلامى الكذوب الذي يريد أن يحول ما حصل في الإذاعة بأنه نهاية لقوات الدعم السريع أجبر العسكر على اثره القوى السياسية والحركات المتحالفة معهم على إصدار بيانات تهاني وتبريكات بالنصر ولكن سرعان ما إكتشف الناس أن ام درمان مازالت تحت سيطرة قوات الدعم السريع، وأن المعارك ما زالت تتصاعد دخانها في سماء المهندسين وأن سلاح الإشارة قاب قوسين أو أدنى من السقوط بينما با بنوسة والمناقل وسنار يضيق الدعم السريع الخناق عليها في الوقت ذاته.
ما زال جنرالات الجيش يقرأون من كتاب الطيب مصطفى وعمسيب والانصرافي في تقسيم الناس على أساس عنصري وكل من يطالب بالمساواة بين السودانين يجب أن يذهب بانفصال وهم يتصرفون كأن السودان شركة خاصة مسجلة باسمهم.
شاهد وسمع الملايين من السودانيين تصريحات الجنرال ياسر العطا الذي بدأ مرتبك في تصريحات يفوح منها نصوص كتاب دولة النهر والبحر وهم يبدون استعدادهم لإنفصال دارفور وكردفان على خليفة حرب 15 أبريل التي ظل يخسرها الجيش السوداني يوماً بعد يوم ونسى العطا أن مصير البلاد يقرره الشعب السوداني، وليس الجيش ومن خلفه المجموعات الاسلامية المتطرفة التي تحاول أن تعود إلى السلطة من خلال هذه الحرب وتتحكم في حياة السودانين مجدداً وهذه المرة بإسم القبلية والجهوية وتقسيم البلاد فقط لتعود المجموعات المتطرفة للحكم.