جيشنا في بيتنا!!
صباح محمد الحسن تكتب..جيشنا في بيتنا!!
يترك مالك عقار، الفريق عبد الفتاح البرهان الذي يجلس بجواره والذي يعمل عقار نائباً له، ويخرج ليجوب شوارع بورتسودان، ومن ثم يعود ليطلب من مدير مكتب البرهان مقابلته الجنرال، قد يسأله المدير إن كانت له مواعيد مسبقه مع السيد الرئيس وقد يجعله ينتظر قليلاً وبعدها يسمح له بالدخول.
يصافح عقار الفريق البرهان ويقدم نفسه بصفته رئيساً لتنسقية القوى الوطنية والتي تهدف لتقديم (الدعم والمساندة للقوات المسلحة).
ويقول إعلام المجلس الإنقلابي أمس، إن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إلتقى بمكتبه وفد تنسيقية القوى الوطنية برئاسة مالك عقار إير نائب رئيس المجلس رئيس تنسيقية القوى الوطنية وبحضور عدد من قيادات التنسيقية.
وأكدت تنسيقية القوى الوطنية وقوفها مع القوات المسلحة، مشيدة بالانتصارات التي حققتها القوات المسلحة وأعلنت التنسيقية إدانتها للانتهاكات الإجرامية والابادة الجماعية الممنهجة التي إرتكبتها الدعم السريع ضد المواطنين والأعيان المدنية.
وأعلنت تنسيقية القوى الوطنية وقوفها مع الحوار السوداني السوداني الذي لا يقصي أحد، ودعمها للمقاومة الشعبية، وأعلنت أنها ستوقع ميثاق سياسي مع القوات المسلحة التي تدعمها وهي تخوض معركة الكرامة وأن أي عملية سياسية لا تنطلق إلا بعد القضاء على التمرد الذي يريد اختطاف البلاد وتدميرها و الإتفاق على توقيع ميثاق سياسي بين القوات المسلحة وتنسيقية القوى الوطنية).
والحقيقة ان مالك عقار وقف مابين مكتبه كنائب للفريق ومكتب الفريق البرهان وفي (مساحة متر) ولدت أخطر فكرة تم التشاور فيها مع كيانات مختلفة تضم كل من عقار والفريق البرهان ومصطفى تمبور (قطاع واسع) وتنسقية القوى الوطنية التي ربما تحمل إسم الشهرة ( تقو) خرجت من الحرب لتدعم الحرب، رئيسها عقار مهمته دعم رئيسه البرهان (جيشنا في بيتنا) ومن أهم أهدافها أنها تتفق مع القيادة العسكرية في ضرورة مواصلة الحرب، حسم التمرد وضرورة ألا تنطلق أي عملية سياسية قبل يحسم الجيش المعركة (أفكار خلاقة) !!
ويطّلع الفريق البرهان في لقاءه بالوفد على فكرة ورؤية البرهان، أقصد فكرة مالك عقار ويشيد بالجهود العظيمة والشاقة التي بذلها عقار في المسافة بين (المكتبين)، ويشيد برؤية التنسيقية التي لم تستثني تمبور !! (أي والله) لأن وجوده في التنسيقية يعد حضوراً ونموذجاً جيد يؤكد أن التنسقية تفتح أبواب المشاركة واسعة!!
وتنسيقية القوى الوطنية بهذا اللقاء تؤكد أن عقار شرع ملياً في تنفيذ ما يسمى بالحوار السوداني سوداني الذي انطلق من مكتب البرهان في بورتسودان تحت شعار (نعم للحرب) لدعم الفريق البرهان برعاية وإشراف عبد الفتاح البرهان !!
هذه هي العقلية السياسية التي تحاول القيادة العسكرية أن تهزم بها الجهود السلمية لوقف الحرب في السودان، هذه الفكرة التي تختصر لك تعريف العقليات العسكرية العقيمة والمحدودة المتواضعة التي تسببت في فشلهم في السياسة على مر العصور وجعلتهم لايفكرون في الحل للأزمات إلا عن طريق البندقية هذه هي الأفكار الناحِلة التي تكشف لك لماذا فشل الفريق البرهان كقائد عسكري وكحاكم سياسي.
طبخة نية وإخراج بالغ السوء لمسرحية كان للبرهان أن يستعين فيها ببعض الكيانات والأحزاب الداعمة للحرب كانت ستقدم له ذات الطرح الذي قدمه عقار وتمبور و (أقلاها) كانت (تقو) ستأخذ قليل من ملامح الشبه السياسية من (تقدم) حتى يتمكن البرهان من إحاطة نفسه بجسم سياسي هلامي يمكن أن يتمم به مركب النقص السياسي الذي يفتقده. !!
طيف أخير:
لن يعود الدعم السريع مرة أخرى للمسرح السياسي من جديد هذا الخبر يدركه المواطن منذ أول يوم حرب وكتبه العالم في أول سطر لكل اتفاق، لذلك لايحتاج إلى قسم مغلظ من قيادة الجيش لتمارس البطولة في تأكيده.
نقلاً عن صحيفة الجريدة