(الصيحة) تنشر حوار الأمين العام لحركة العدل والمساواة (جناح صندل) أحمد تقد لسان مع (راديو دبنقا)
أحمد تقد: د. جبريل إبراهيم تقديراته عاطفية ..!!
تقد: د. جبريل استغل موارد الدولة لبناء جيش جديد وقواته التي خرجها في كسلا محدودة ولن تغير موازين المعركة
الآلية الأفريقية بررت لنا لقاءها بممثلين للمؤتمر الوطني بأنها في مرحلة استكشافية ولم تصمم عملية سياسية بعد حتى تحدد من هم المشاركين…!!
الإسلاميون الذين يسيطرون على الجيش هم مجموعات ملفوظة وعليهم الرضوخ للسلام…!!
ما حدث في تشاد مسألة محدودة وتم احتواءها والقوات المشتركة في دارفور لم تخطر حتى الآن بمشاركتها في نقل المساعدات للمتضررين…!!
انخرطت حركة العدل والمساواة بقيادة د. جبريل إبراهيم بكلياتها في التعبئة العامة والاستنفار والمقاومة الشعبية إسناداً للقوات المسلحة، وبالرغم من الانقسام في صفوف الحركة أعادت تماسكها وبدت أكثر قوة وهي تدفع بقواتها لتقاتل الدعم السريع جنباً إلى جنب مع الجيش.. في المقابل اختارت العدل والمساواة (جناح سليمان صندل) تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية ونشطت في هياكلها وفضلت الصمت ريثما ترتب أوضاعها الداخلية.. هذه المحاور بالإضافة للأحداث التي شهدتها عاصمة تشاد إنجمينا مؤخراً وأثرها على الحرب في السودان كانت هي أسئلتنا التي طرحناها على الأمين العام للعدل والمساواة (جناح صندل) أحمد تقد لسان فإلى مضابط الحوار.
أجرى الحوار بأديس أبابا – أشرف عبد العزيز
* حركة العدل والمساواة السودانية بقيادة الدكتور جبريل ابراهيم باتت أكثر تماسكاً وقوة من الناحية العسكرية وظهر ذلك جلياً من خلال تخريجها لقوات خاصة بكسلا في حضور مساعد القائد العام للجيش الفريق ياسر العطا. ما تعليقك على ذلك؟
– حركة العدل والمساواة بعد أن عقدت مؤتمرها في أديس أبابا استبدلت القيادة القديمة وشكلت قيادة جديدة، لكن الناس الذين تم استبدالهم، بحكم وضعيتهم في داخل السودان، وبحكم ارتباطهم بالمنظومة العسكرية، والمنظومة السياسية المتعلقة بالفلول، وظفوا الأوضاع الموجودة في داخل السودان لإعادة ترتيب أوضاعهم بالشكل الذي يتماشى مع ظروف السودان الحالية… وبالتالي دخلوا في حملة استنفار، من الكنابي ومن المدن في شرق السودان، وعملوا معسكرات محدودة، والعدد الذي ظهر في حفل التخرج ليس بالعدد الكبير الذي يمكن أن يغير موازين المعركة.
ولكن يبدو ان تقديرات دكتور جبريل العسكرية دائماً مبنية على الجوانب العاطفية أكثر من المسائل الموضوعية، فهو ورث حركة كبيرة جداً وكانت في أوج عنفوانها، ولكن خلال فترة بسيطة جداً، ونتيجة لقرارات خاطئة ولتقديرات عسكرية خاطئة، أصبحت الحركة من الناحية العسكرية (أثر بعد عين).
الآن بعد فقدانه القيادة والقوة العسكرية يحاول تأسيس قوة جديدة من شرق السودان، والذي شاهدناه في مهرجانات التخرج في كسلا، هي قوة محدودة قياساً بموازين القوة على الأرض، وهذه القوة غير مدربة، وقوة جديدة، يعني عناصر جديدة وليست عناصر الحركة التاريخية القديمة التي توفرت لها خبرة طويلة في القتال وقادرة على تغيير موازين المعارك، وبالتالي جبريل وظف الظرف الاستثنائي الموجود في البلد، وبدأ يؤسس في جيش جديد، باستغلال ظروف السودان وموارده الحالية.. ومع ذلك كما ذكرت لا أعتقد أن هذه القوة ستغير موازين القوة العسكرية على الأرض، حتى وإن ظهرت بعض الانتصارات هنا وهنالك، وهذه هي طبيعة المعارك، ونحن لدينا تجربة طويلة في هذا المجال، هذا من جانب.
من جانب آخر أنا أعتقد أن المشهد معقداً نوعاً ما، ولكن واضح جداً أن الاسلاميين والفلول والحركة الإسلامية يسيطرون على القرار داخل المنظومة العسكرية في السودان وهم الآن من يقودون العمليات العسكرية، ويسيطرون على القرار فيما يتعلق بالعمل الميداني، وهذه المجموعات هي مجموعات ملفوظة، وكلنا نعلم ذلك، ولكن تريد أن تبقى في الساحة بالقوة العسكرية، وهذا مستحيل… حتى وإن حققوا بعض الانتصارات كما شهدنا اليوم في أمدرمان، ولكنها احتفالات محدودة وستتغير الموازين بحسب معرفتي بقضايا الميدان، وكذلك بموازين القوة العسكرية على الأرض، لذلك التقييم الميداني للوضع الموجود في السودان لا يحقق سلام، ولا يحقق انتصار لطرف من الأطراف.. يجب أن تكون هنالك عملية سياسية شاملة يحتكم السودانيون من خلالها لصوت العقل، ويبحثون عن سلام متفاوض عليه، بدون شروط، ووفق معطيات الواقع، وبالتالي يمكن الوصول إلى استقرار وسلام في السودان.
* منذ انتخاب قيادة حركة العدل والمساواة بشكلها الجديد في مؤتمر أديس أبابا، لم نشهد أي انعطاف كبير بالنسبة للقوات التابعة للعدل والمساواة لصالح المجموعة التي عزلت الدكتور جبريل ابراهيم؟
– بالنسبة لترتيباتنا الأمنية كحركة، لم نتخذ قرار بالانحياز لأي طرف من الأطراف المتحاربة. وترتيباتنا الميدانية تسير على قدم وساق، قواعدنا العسكرية موجودة، معسكراتنا موجودة، لدينا تنسيق مع القوى المشتركة الموقعة على اتفاق جوبا لسلام السودان، جزء من قيادتنا موجودة في الفاشر مع هذه القوة، الجزء الآخر موزع في الميادين.
نحن لم ندخل مرحلة إبراز القوة وكشف العضلات في هذا الوقت. كل المطلوب من جانبنا الاطمئنان على أن ترتيباتنا الميدانية على المستوى الميداني تسير بصورة طيبة، وآلياتنا تسير بصورة طيبة. نحن لا نهتم كثيراً بالمهرجانات السياسية التي نشهدها من وقت لآخر من جبريل واخوانه.
ولكن في نهاية المطاف الحركة لديها قوة قادرة وملتزمة، وتعمل مع بقية الحركات التي لم تكن جزءاً من عملية الصراع، وستقرر ما إذا كانت تريد أن تدخل في هذه الحرب أم لا.
*شهدنا ولمسنا في الفترة الماضية اندماج الحركة داخل تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)، وانتم الآن جزء من اللجنة التنظيمية، صف لنا مدى الاستعدادات لعقد المؤتمر، وهل حدد له تاريخ للانعقاد؟
– معلوم أن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية هي تحالف سياسي عريض يضم قوى واسعة من المجتمع السوداني، الهدف الأساسي من هذا التحالف هو وقف الحرب وفتح الطريق للتحول الديمقراطي، وفي هذا السياق، الهيئة القيادية لـ(تقدم) اتخذت قرارات بتشكيل لجان ، وعزمت على عقد مؤتمر تأسيسي يتم فيه الاتفاق على كل المطلوبات السياسية من حيث الرؤية السياسية، وكذلك من حيث الهياكل والنظام الأساسي، واختيار قيادة جديدة، بالإضافة إلى الاتفاق على الرؤية السياسية المتكاملة، وفي هذا الإطار تنسيقية (تقدم) عكفت خلال الفترة الماضية على عقد ورش حول قضايا أساسية مرتبطة بالصراع السوداني، والآن اللجان التنظيمية للمؤتمر التأسيسي باشرت عملها، والترتيبات لعقد المؤتمر تسير بصورة طيبة والأعمال التحضيرية للمؤتمر مستمرة ، وأنا أعتقد أن هذا المؤتمر سينعقد في مطلع الشهر القادم، وفق هذه الترتيبات، نحن الآن نعمل بصورة يومية للإسراع من الخطوات التي ستؤدي في نهاية المطاف لعقد المؤتمر التأسيسي، وميلاد تنسيقية القوى الديمقراطية بصورة جديدة في المرحلة القادمة.
* هناك تحديات واضحة ظهرت في الفترة الأخيرة من ضمنها موافقة الحكومة على نقل المساعدات الانسانية إلى المتضررين من الحرب داخل السودان… هل قوات حركة العدل والمساواة ستكون جزء من القوة التي ستشارك في عملية نقل المساعدات؟
– نعم، نحن ضمن القوة المشتركة ، والقوة المشتركة حتى الآن لم تخطر بمشاركتها في تأمين أي مساعدات إنسانية قادمة عبر المنافذ الحدودية، بالتحديد المنافذ الأرضية، المنفذ الوحيد الذي تم تحديده وتم الاتفاق عليه، منفذ في منطقة شمال دارفور، في الحدود السودانية التشادية. هذا المنفذ حتى وإن تم التوافق عليه لمرور العون الإنساني يحتاج بالضرورة إلى اتفاق مع كل الأطراف الموجودة في المنطقة، قوات الدعم السريع موجودة بكثافة في المسافة بين الفاشر وحتى تخوم النوافذ المذكورة، وفي نفس الوقت قوات الحركات المسلحة أيضاً موجودة، وبالتالي أي عمل إنساني يحتاج الى تفاهم متكامل ما بين كل الأطراف الموجودة في المنطقة، ومن ثم الأطراف تعمل على ترتيب الأوضاع والمشاركة في تأمين القوافل الإنسانية، ومن ثم يمكن لهذه القوافل أن تتحرك للمستفيدين في مناطق السودان المختلفة.
* كثير من الأحداث وقعت في المحيط الإقليمي، ولعل أبرزها في الفترة الأخيرة ما جرى في الجارة تشاد، في تقديرك هل من لهذه الأحداث تأثير على الأوضاع في السودان؟
– ما جرى في انجمينا مسألة محدودة، وتمت معالجتها والتعامل معها في نفس الوقت، وانتهت. أنا لا أعتقد أنها كانت عملية كبيرة بالمستوى الذي يمكن أن يترك ظلال سياسية على المشهد السياسي في السودان، ولكن المطلوب هو الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة، وأي اضطراب في تشاد يؤثر سلباً على السودان، وكذلك الاضطرابات الموجودة في السودان عندها انعكاسات سالبة في تشاد.
كل المطلوب من السياسيين والمهتمين بملف السلام في السودان أنهم يهتموا بضرورة تحقيق السلام في السودان، وكذلك البحث عن سبل تجعل كل المكونات الاجتماعية الموجودة في المنطقة تعيش في سلام وأمان.
* الآلية الأفريقية رفيعة المستوى التقت بوفد من المؤتمر الوطني، في تقديرك هل لهذا اللقاء ظلال على المشهد السياسي السوداني؟
– نحن في (تقدم)، التقينا بالآلية العليا المشكلة من الاتحاد الأفريقي، وطُرح نفس السؤال، لماذا قررت الآلية أن تلتقي بالمؤتمر الوطني؟ وكان رد الآلية أن اللقاء تم في سياق شرح المرتكزات الأساسية لعمل الآلية، وأنها الآن في مرحلة استكشافية لمواقف كل الأطراف السودانية الموجودة في الساحة، وبالتالي لم تصل بعد لمرحلة تصميم رؤية سياسية وتحديد الأطراف التي يجب أن تشارك في أي عملية سياسية، وهذه المرحلة بالضرورة تقتضي أن تتصل الآلية بكل الأطراف وتستمع لكل الأطراف الموجودة في الساحة.
نحن من جانبنا بعد أن جلسنا مع الآلية، استعرضنا عدد من المرتكزات المتعلقة بحل الصراع في السودان، ابتداءً من الفرص المتاحة لوقف العدائيات والبحث عن معالجة الأوضاع الإنسانية، بالإضافة إلى تصميم عملية سياسية شاملة، تخاطب جذور الأزمة السياسية الحالية، وتوحيد كل المبادرات المتقاطعة، سواء كانت من دول الإيقاد والاتحاد الأفريقي من ناحية، ومخرجات منبر المنامة وجدة ودور الأطراف الدولية من ناحية أخرى، فضلاً عن دور الآلية الأفريقية رفيعة المستوى.
أنا افتكر في هذا الإطار المطلوب هو تنسيق كل الجهود، الوطنية والإقليمية والقارية بالإضافة للدولية. حتى نتمكن من الاتفاق على منظومة متكاملة في التفكير حول صياغة وهندسة عملية سياسية شاملة تخاطب جذور الأزمة الحالية وكذلك تخاطب الافرازات الناتجة عن الصراع الحالي في السودان.