*كثيراً ما حذرنا من إهمال فتح مصارف المياه قبل حلول خريف هذا العام، وظللنا لسنوات قبل هذا العام ننبه إلى مخاطر ترك المصارف مغلقة بفعل الإهمال وعدم اللا مبالاة من المواطنين.
*في بعض الأحياء نجد جزءاً من المصرف أصبح ساحة استقبال لضيوف أحد المنازل، وفي غيرها أصبح المصرف جزءاً لا يتجزأ من المنزل بعد عمليات الردم التي تتم في غياب تام للمحليات ودورها المنوط بها.
*خريف هذا العام كان قاسياً على العديد من المناطق التي غرقت بفعل السيول والفيضان، وبعض المناطق أصبحت مرتعاً خصباً للبعوض ليلاً والذباب نهاراً.
*الثنائي الخطر يشكل ثنائية متناسقة في ورديتين جيوش منها في النهار بحيث لا تدع لك مجالاً للاستمتاع بالأكل والشرب وأخرى ليلاً حيث الطواف حول الأجساد صوتاً ولسعاً.
*أتوقع أن يرتفع ضحايا الملاريا والدسنتاريا خلال الأيام القادمة إلى أضعاف مضاعفة عن الأعوام السابقة في غياب تام للمحليات ووزارة الصحة المنوط بهما مكافحة هذين الخطرين على حياة البشر.
*قبل إجازة عيد الأضحى المبارك كنت أتحدث مع مدير هيئة الطرق والجسور بولاية الخرطوم المهندس الصافي، وقلت له إن الكثير من الأحياء أصبحت بلا مصارف مياه مما يشكل خطرا كبيراً عليها، وحددت له حي القوز الذي يقع في قلب العاصمة وما يعانيه سنوياً في هذا الفصل من العام.
*وجدت الصافي يعلم بأمر هذه الأحياء وغيرها من التي تتوسط الخرطوم، ولكننا لم نر عملاً جاداً في شأن تصريف مياه الأمطار، لم نر الآليات تعمل على حفر المجاري إلا بعد أن امتلأ شارع الغابة بمياه الأمطار وأصبح من الصعب استخدامه.
*القوز لازالت تعاني من تصريف المياه، ولازالت المياه راكدة في مكانها لا تبارحه، خاصة في الجزء الشرقي من الحي والذي يعرف “بلفة القوز” حيث المياه تعفنت دون أن تجد سبيلاً للخروج.
*الآن الخريف في نهاياته، ولكن الخطر لازال موجوداً مع جيوش الذباب والبعوض التي لم تجد مقاومة من المحلية أو وزارة الصحة.
*يجب أن تبدأ الإدارات المعنية للاستعداد لخريف العام القادم من الآن بوضع خطط لتطهير المصارف وإنشاء أخرى جديدة تساعد في تصريف المياه إلى مكانها الطبيعي.
*هيئة الطرق والجسور اجتهدت في هذا العام بتشييد عدد من المصارف الضخمة في أطراف العاصمة وقلبها، ولكن يجب أن تركز عملها في الأحياء التي تعاني كثيراً كل عام.
*إن بدأت الجهات المعنية في وضع الخطط اللازمة لخريف العام المقبل من الآن مؤكد أن أهل الخرطوم سيستمتعون بالخريف في 2020م.
*حسناً العمل الآن يجب أن يكثف من وزارة الصحة برش البعوض والذباب حتى لا تزداد رقعة الأمراض المنقولة عبر هاتين الآفتين.