سارة مالك السعيد تكتب.. وضع المرأة السودانية في الحرب
الآن و في وقتنا الراهن، تضرب النزاعات المسلحة أجزاء متفرقة في العالم الأمر الذي يفاقم معاناة النساء ويجعلهن هشات تجاه الانتكاسات الاقتصادية والاجتماعية المتلاحقة. إذ تمر النساء بتجارب متشابهه من آلام الحرب والإصابة والتشريد كالرجال تماماً إلاَّ أن الفرق الوحيد أنهن يسقطن ضحايا الحروب الإقليمية والأهلية بأعداد أكبر وضحايا أكبر.
في السودان تصارع النساء على البقاء على قيد الحياة في خضم الحرب التي نالت من البلاد فأصبحت تقاسي الأمرين، خطر التجنيد القسري والاعتداءات الجنسية المتكرره في معسكرات التجنيد التابعة للجيش السوداني وخطر الطيران في المناطق خارج سيطرة الجيش، ناهيك عن خطر المجاعة الذي ضرب البلاد على إثر تعنت حكومة بورتسودان في إيصال المساعدات الإنسانية لمدن السودان.
واجهت المرأة السودانية القهر والبطش بمنتهى العظمه منذ الانقلاب المشؤوم 1989 فهزمت المشروع الحضاري بخروجها المتزايد إلى الشارع لتبحث عن قوت أبناءها وتعمل في المصنع، المكتب أو تفترش أحد الأرصفة لتبيع الشاي أو الأطعمة وناضلت القوانين المجحفه (قوانين سبتمبر) التي امتهنت ذل وقهر النساء، القوانين التي استباحت خصوصيتها وحطت من إنسانيتها كقانون النظام العام. فمنذ انقلاب الثلاثين من يونيو تعرضت المرأة السودانية لإذلال مبرمج و مدروسه من قِبَل حكومة الجبهة الإسلامية التي سعت إلى تحجيم دور المرأة في شتى المجالات فأصدرت القوانين التي تمنع النساء من الحصول بعض الوظائف وهاهي اليوم تستنفر وتجبر للالتحاق بمعسكرات التجنيد الإجباري وهي الكانت بالأمس تغتصب في معتقلات الحركة الإسلامية ولا ننسى ما حدث للفنانه التشكيلية صفية اسحٰق، وتعتقل وتعذب وتحرق بالمكواة كما حدث للصحفية سمية هندوسه.
في مارس هذا تحية خاصه ابعثها للسيدة سلمى حسن وهي معتقله الان في زنازين الظلم والاستبداد تحت طائلة قانون الوجوه الغريبة القانون العنصري والنتن الذي جاءت به اذيال الحركة الإسلامية التي أشعلت فتيل الحرب في السودان نفس القانون الذي قطع رؤوس مواطنين اثنين والتمثيل بجثثهما في مشهد تراجدي تعجب له العالم من هوله.