يتمنعون وهم الراغبون
صفاء الفحل تكتب.. يتمنعون وهم الراغبون
رغم هضربات نائب رئيس اللجنة الأمنية ياسر العطا، فسيخرج علينا فلول حكومة الأمر الواقع في بورتسودان ولجنتهم الأمنية الانقلابية ليزعموا كذباً بأنهم استجابوا لدعوات الهدنة ووقف العدائيات الذي أعلنه مجلس الأمن بمطالبة العديد من دول العالم خلال شهر رمضان فإن الحقيقة التي يخجلون من قولها وسط العنتريات التي يحاولون نشرها أن حكومة بورتسودان هي من أوحى للمجتمع الدولي بإقناع قوات الدعم السريع بالقبول بهدنة خلال الشهر الكريم على طريقة يتمنعون وهم الراغبون.
والقضية ليس من طالب بهذه الهدنة التي نعتبرها أمر طيب وجميل ونؤيده لحقن دماء المسلمين من الطرفين خلال هذا الشهر الكريم، حتى أنه يمكننا القول بأنه أفلح الكيزان إن صدقوا بهذه الهدنة التي يمكن أن تعيد ترتيب أوضاع الطرفين المبعثرة، وربما تقود إلى هدنة أكبر لو تم تنفيذها بصدق ونوايا صافية بلا خديعة.
التجارب تقول بأن الكيزان لا عهد لهم أو ميثاق ولا علاقة لهم بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف، بل يعتبرونه مطية للوصول إلى أهدافهم الدنيوية القذرة فهم من أعدم وفي السابع والعشرين من هذا الشهر الكريم (ليلة القدر) ثمانية وعشرون ضابطاً من القوات المسلحة بزعم التخطيط لمحاولة انقلابية دون مراعاة لحرمة ذلك الشهر العظيم وكأنما هم قد استلموا السلطة عبر الانتخابات وليس عبر انقلاب عسكري دموي.
نعم الكيزان ولجنتهم الأمنية لا أمان لهم فبعد أن تعهدوا بحماية الشباب العزل داخل ساحة الاعتصام قاموا وفي خواتيم هذا الشهر الكريم والكل يستعد للاحتفال بعيد الفطر المبارك قاموا بارتكاب أكبر مجزرة شهدها الوطن طوال تاريخه وليؤكدوا بأن لا أهمية لحرمة هذا الشهر في قاموسهم القذر، وربما كانوا يتعمدون إعلان بان لا حرمة لديهم وحتى هذه الحرب اللعينة أشعلوها خلال هذا الشهر الكريم حتي أصبحنا نظن (وبعض الظن إثم) بأن هذا الشهر في عرفهم هو شهر الموبقات الكبرى، حيث يزني شيوخهم في نهاره ولا يحلو لهم ارتكاب المجازر إلا خلاله ونخاف أن تكون هذه التصريحات المتضاربة التي تطلقها قيادتهم تمهيداً لكارثة جديدة يتم الإعداد لها خلال الشهر الكريم وربنا يستر من الكيزان سرطان السودان.
نقلاً عن الصيحة