البرهان ومحاولة الرقص عارياً على سواحل البحر الأحمر!
علي أحمد
يُمارس الكيزان كل أنواع (الفهلوة والبلطجة) السياسية في الداخل، لكن مثل هذه الأدوات والأساليب لا تنفع في السياسية الخارجية المرتبطة في بعض جوانبها بالأمن والسلم الدوليين، إنّ الابتزاز السياسي الذي ظلّت تُمارسه الطُغمة الكيزانية الفلولية الفاشية من مدينة (بورت كيزان) – بورتسودان سابقاً- في العلاقات الخارجية سينقلب عليها وبالاً ويُصيبها بالخبال بأسرع مما هي تتصور، خصوصاً وأنها أوغلت هذه الأيام في المساس بأمن البحر الأحمر أهم ممر مائي استراتيجي في العالم.
ان البلطجة السياسية التي يمارسها قائد مليشيات الفلول ومعه الذليل الهزيل والد الداعشية المُنتحل صفة وزير الخارجية، المدعو علي الصادق، ستدفعان بالبلاد إلى ما بعد الدرك الأسفل التي بلغته جراء تصرفاتهما الرعناء والغبية في الداخل، ومن خلفهما (خبرائهم الاستراتيجيين) الذين يعلم رعاة الضأن في الخلاء مدى تدنى قدراتهم التحليلية وانخفاض منسوب ذكائهم وفقر خيالهم؛ حتى صاروا أضاحيك وأراجيز في الفضائيات العربية يأتون بهم من أجل الترفيه على “رَبَّاتِ الخُدُورِ البَوَاكِيَا”.
وما تصريح ” علي الصادق” على هامش المنتدى الدبلوماسي الذي انعقد في مدينة أنطاليا بتركيا في الفترة من 1 إلى 3 مارس الجاري، بأن ما سمّاها السلطات السودانية ليس لديها أي اعتراضات جوهرية على إنشاء قاعدة بحرية روسية في البلاد، إلاّ محاولة للابتزاز الرخيص موجهة ضد الغرب (أمريكا) والمملكة العربية السعودية، وهي محاولة ابتزاز لا يملكان قدراتها وليس باستطاعتهما تحمل عواقبها، إذ يعتقد هذا المعتوه أن اللعب بجانب روسيا وإيران على سواحل البحر الأحمر مجرد نزهة يمكن الحديث عنها في كلمات مرتجلة بالمنتديات واللقاءات، وما درى و(كيف يدري من لا يدري؟) أنه (يهبش) عش الدبابير، فالبحر الأحمر ليس مسيد الشيخ الأمين أو محل (عوضية سمك) أو الضعين وريفي أبو قوته، حتى يعبث به بأمر قائد مليشيات الكيزان، فالبحر الأحمر يمثل ممراً لنحو 4.3 ملايين برميل نفط يومياً، ويشكل معبراً رئيسياً للتجارة الدولية، ونفاذة استراتيجية مهمة للأمن القومي للعديد من الدول وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي تحتل المرتبةَ الأولى من حيث طول ساحلها عليه ( 2400 كم)، تبدأ من خليج العقبة شمالاً، وحتى الحدود اليمنية جنوباً، وهو الممر الرئيس لصادراتها البترولية، ولن تسمح بجلب إيران وروسيا إليه مهما كلفها الأمر ومن خلفها الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وجميع الدول العربية والأفريقية ذات العلاقة بهذا الممر المائي الحيوي.
يحاول البرهان وصبية (علي الصادق) وفلول الكيزان؛ تكرار المقاربات الخاطئة بما هو أكثر خطورة على أمن البحر الأحمر، خصوصاً وأن هذا التلاعب الصبياني يأتي في وقت يشهد فيه السودان تفككاً غير مسبوق لبنية الدولة ومؤسساتها وعلى رأسها الجيش نفسه الذي كشفت الحرب الدائرة عن ضعفة الشديد وهزّال قدراته الدفاعية والقتالية بسبب سياسيات هؤلاء الفلول أنفسهم الذين يرسلون الآن رسائل خاطئة في اتجاهات خاطئة ما قد يسبب ضرراً بالغاً لبلادنا وشعبنا أكثر مما هو حادث الآن.
هناك أمور غير قابلة للتحشيد والابتزاز ولا للإستخدام كأوراقٍ تفاوضية بهذه الطريقة الصبيانية الشعبوية، فالعبث بممر مائي تعبر خلاله 12 بالمائة من التجارة العالمية و40 بالمائة من التجارة بين آسيا وأوروبا، لن يمر هكذا بكلماتٍ في (أنطاليا)، فالعالم الخارجي يأخذ مثل هذه الأمور بجدّية ولا يعرف المزاح في مصالحة الاستراتيجية وأمنه القومي، مثلما يفعل الفلول وسواقط البشر من بني كوز وعلى رأسهم برهانهم. إن الحديث عن هذه الموضوعات بالغة الحساسية والأهمية، ينبغي أن يوزن بمعيار الذهب، وأن لا يُسمح لمن عجز عن منع أهل بيته أو تواطأ معهم في الإلتحاق بالإرهابيين الدواعش بالخوض أو الإفتاء فيها، فمثل هذه الأمور تُترك لأهل الحكمة والعقل والرُشد والسياسة والكياسة، لا لسواقط الكيزان وبرهانهم وصبيه علي الصادق، اللذين لا يحتاج أحداً إلى جهد كبير ليكتشف مدى بلاهتهما وخيانتهما وغبائهما.