أرجع القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي، وجدي صالح، أسباب عدم استقرار السودان في عجز الحكومات المتعاقبة عن تحقيق مهام ما بعد الاستقلال، وتعدد الحروب، بما في ذلك حرب الخامس عشر من أبريل.
وقال صالح إن حرب الخامس عشر من أبريل، تمثل نقطة تحول في تاريخ بناء الدولة السودانية، واعتبرها فرصة لإعادة تأسيس وبناء وإعمار السودان، تتطلب توحيد اللحمة الوطنية.
وشدد وجدي في حوار مع “راينو”، على ضرورة وجود جيش مهني واحد يعبر عن سيادة السودان، ودمج الدعم السريع داخل الجيش وإصلاح المؤسسة العسكرية وإبعاد القوى السياسية عن العمل داخل القوات المسلحة، مؤكداً على ضرورة التوافق على مشروع وطني.
وأشار “صالح” لطرح حزب البعث العربي الاشتراكي المتمثل في مشروع الجبهة الشعبية الواسعة للديمقراطية والتغيير، وأضاف:(لا بد من الاتفاق على وقف الحرب، ومرحلة ما بعدها، والانتقال من الديكتاتورية).
وكشف صالح عن أن مساعد قائد الجيش الفريق ياسر العطا اعترف بفشل انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر عقب حدوثه، وصار يبحث عن مخرج عن طريق حوار مع القوى المدنية.
وعن ميزان القوى العسكري في حرب أبريل، أكد القيادي في حزب البعث أن النزاع لا يمكن أن ينتهي بحسم عسكري، محذراً من خطورة تحول السودان إلى مسرح للصراع الإقليمي والدولي، مشيراً لأهمية النظر للمواقف والتكتيكات السياسية، في إطار ما يدور في الإقليم والعالم.
وعن احتمال التدخل العسكري الخارجي لحل الأزمة استبعد صالح حدوثه بموجب البند السابع من مجلس الأمن، واستدرك قائلاً:(لكن من المحتمل حدوث تحالف بين القوى الإقليمية والدولية النافذة، ويتم التدخل عسكرياً، بعيداً عن مظلة الأمم المتحدة).
وأضاف “من العقبات التي تحول دون تقدم حقيقي في أجندة التفاوض عدم وجود إرادة لدى طرفي الحر. لوقف القتال، وعدم اتخاذ القوى الإقليمية الداعمة للطرفين قراراً بوقف الحرب، لكنها ستتوقف عندما تتفق المصالح، بإرادة القوى الإقليمية والدولية”.
وقال صالح إن تصريحات قادة الجيش خلال الحرب تعود لتداعيات انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر، فضلاً عن عقلية “الحركة الإسلامية” التي تسيطر على البلاد. كما أن اصطفاف الثوار والنخب والمثقفين هي ردة يجب تجاوزها وعدم الاصطفاف على أسس جهوية أو عرقية.
وزاد “يسعى حزب البعث العربي الاشتراكي لبناء جبهة شعبية واسعة، على الرغم من الخلافات مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” حول الأهداف والوسائل، ومغادرة الجبهة المدنية لإيقاف الحرب بسبب تعارض الأهداف والمصالح والوسائل. ونحن نتواصل مع الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال”.
وعن الاتهامات الموجهة لحزب “البعث” بالارتباط بـ”قوات الدعم السريع” قال صالح:”حزبنا غير مسلح، ولن ترهبنا مثل هذه الأحاديث”.