البرهان نيرون السودان
كرستين شمس تكتب.. البرهان نيرون السودان
عندما اعتلى “نيرون “عرش روما إمبراطوراً عام 54 وكان عمره 16 ربيعاً، كانت روما على موعد مع أظلم حقبة على مر تاريخها، الرجل مجنون يتسم بالتهور والتلذذ بالعنف ويسكنه حلم شيطاني بأن يفني روما ويعيد بناءها كما يريد ويحلو له مهما كلّف الأمر وقد كان، البرهان أيضاً يسكنه ذات الخيال المريض والطموح الجامح مدفوعاً (بحلم أبيه) في أن يعتلي عرش البلاد وحده لا شريك له وإن تحولت هذه البلاد إلى رماد. أيوه الرجل بخبثه المعهود نحو خطته المشؤومة وجه ضربته القاضية لنظام في (طور النقاهة )الشرعية عبر انقلاب عسكري كان بمثابة آخر مسمار في نعش البلاد التي تتوكأ لتخلص مصيرها من قبضة العسكريين، ولأن البرهان عُرف عنه غياب التخطيط وحنكة القادة فشل في أن يعبر عبر جسر الانقلاب إلى سُدة الحكم فدق طبول الحرب شتت الشمل وفرق الجمع وأدخل السودان في ظلمات اقتتال داخلي وُصف بأنه الأشرس في التاريخ الحديث، لكن (نيرون السودان) المتورط بجهله والمصاب في عقله بجنون العظمة التي تصيب أغلب القادة الدكتاتوريين كلما زادت الهوة بينه وبين حلم السلطة امتلأ شراسة وازداد غبناً واستبداد، حكم على مواطنيه بالإعدام جوعاً ومرض منع المساعدات أن تصلهم أغرق القري والفرقان بالأسلحة وغيّب القانون والدولة فقطع منسوبيه الرؤوس ورقصوا بها وقصف طيرانه الحربي ملاذ الآمنين دور العبادة ومدارس الأطفال وما زالت المسافة تتباعد بينه وبين (حلم أبيه) فطفق يجوب البلدان يستجدي العالم قطعة (سلاح) وقليل (مرتزقة) علها تعينه فيما يصبو إليه لكن الرجل منزوع القبول لا يقابل إلاّ بالرفض تصحبه في حله وترحاله لعنات المظلومين.
ما لله
نفذت المؤسسة العسكرية في السودان 21 انقلاباً عسكرياً منذ الاستقلال مما جعلها الأولى إفريقياً في عدد الانقلابات والثانية على مستوي العالم بعد دولة بوليفيا التي نفذت 23 انقلاب.
ما لقيصر
يقال إن نيرون عندما حرق روما اعتلى تلة وراقب الحريق وهو يغني ويعزف على قيثارة كما برهان السودان هادم المدن يتابع تحركات طيرانه الحربي على رؤوس المواطنين على جهاز لوحي في مقر إقامته البديل بورتسودان التي ليست ببعيدة على الكروزر الحوامة أو كما قال.