سليمان مسار يكتب.. هل قد قميص النخب السياسية بواسطة ثورة ١٥/أبريل المجيده؟؟!!
الناظر إلى فكرة إعادة دولة ٥٦ هى فكرة نخبوية قصيرة النظر، والتى فشلت فى أداء الدور كطليعة يقوم عليها تطوير وتحديث مؤسساتها السياسية فى البدء ومن ثم يجب الارتقاء بمؤسسات الدولة ثانيا،ويجب العمل من أجل مشروع نهضوى يهتم بقضايا المواطن ويعمل على الأمن والإستقرار السياسى والإجتماعى؛ولكن للأسف نجد أن هذه النخب ومثقفيها عجزت عن خلع الرداء الولائي السياسى دون الإهتمام بالوطن وهذا بدوره قد منعهم من أن يقوموا بنقدكل تجاربهم التى مرت على الدوله السودانية.
وقد إتضح هذا هذا العجز جليا فى خلق وعى زائف لايمت بأى صله إلى كل التقلبات والأحداث الإجتماعية والسياسية؛لأنهم لايمتكلون أدوات التحليل المعرفى وكذلك أدوات العمل المثمر.
ونجد أن تقهقر هؤلاء المستنيرين عن أداء دورهم الطليعى وذلك بسبب إنحيازاتهم الأيدلوجية والحزبيه قد فشلوا فى بناء مشروع سياسى واقتصادى نهضوى يلتف حوله كل الشعب السوداني.
وفى المقابل نجد أن هذه النخب قد فشلت فشلا ذريعا فى إنجاز مهام العمل السياسى .
ونجد أن هذه النخب السياسية لاتفعل ذلك بل تبحث لها عن شماعه من أجل التبرير،لأنها تعيد ذات الأفكار بذات التجربة.
وكذلك هذه النخب قد فشلت أيضآ فى إنتاج موروث ثقافى ووطني يلتف حوله كل ابناء الشعب السوداني.
إن هذه النخب قد تبلد حسها الوطنى،وإنكفأت على ذاتها،وكان كل صراعها حول السلطة،لذلك سحبت الجيش إلى الساحه السياسية حتى خلق واقعا جديدا فى العمل السياسى وذلك من أجل مصلحة حزبية ضيقة.
وهذا الواقع قد غير موازين القوة فى المجتمع.
وبهذا دخل العمل المسلح كطرف أساسى وفاعل فى الصراع السياسى،وأصبحت السلطة هى الغايه والمبتغى لكل التنوع السياسى الموجود(عمل مدنى،عمل مسلح ).
وهذا العمل المسلح بدأ منذ قيام الجيش الشعبي (الحركة الشعبية)حتى قيام حركات الكفاح المسلح بدارفور.
وعندما نرجع إلى الوراء نجد أن منفستو الحركه الشعبية كان مطلبيا بإمتياز ولكن تطور وأصبح مشروع سلطوى وهذا بدوره أدى إلى إفراغ المشروع من محتواه الأساسي مما قاد إلى فصل الجنوب وأصبح دولة مستقله قائمة بذاتها،وترك مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق وأبيى دون البت فى أمرها وهذا كله أو جله بسبب النخب السياسية التى لم تتعاطي مع وقائع هذه الأمور بالصوره المطلوبة.
ولم يوقظهم ضميرهم الوطنى إلى التحرك من أجل هذه القضايا حتى إنفجر العمل المسلح بدارفور عام ٢٠٠٣م واستمر زهاء العقدين من الزمان فى قتال مابين حركات الكفاح المسلح بدارفور وحكومة المركز وفى هذا الصراع أيضآ غاب الدور الوطنى للنخب السياسية ولم تكن لهم رؤيا واضحة لحل هذه المعضلة.
حتى إنفجرت ثورة ديسمبر والتى بانت واستبانت فى جل معانيها الوطنية.
ولم يكن للنخب السياسية أى دور فعلى فى هذه الثورة المجيدة ،لأن هذه الثورة قام بها شباب يافع قد مل من حكم الجبهه اللاسلامية ومل من القوى السياسية الفاشله.
وعندما نجحت هذه الثورة فى إزاحة هذا النظام المستبد وعندها إحتاجت إلى حاضنه سياسية؛جاءت هذه النخب السياسية الفاشله والتفت حول هذه الثورة.
وعند وصولها إلى سدة الحكم تخلت هذه النخب عن شعارات الثورة وتصارعت فيما بينها حول السلطة حتى أفضى ذلك إلى إنقلاب ٢٥ أكتوبر والذى اقعد الدولة ردحا من الزمان حتى أتت ثورة ١٥/أبريل المجيده والتى كشفت لنا سوءة هذه الاحزاب من ضعف وهشاشة فى عملية بناء الوطن.
وهذه الثورة قد قدت قميص النخب السياسية من قبل ،والقد من القبل دلالة على فعل الجرم،ولايحتاج هذا إلى شرح ففيه إتضحت الرؤيا.
بل أرست هذه الثورة أى ثوره ١٥/أبريل أدب جديد فى السياسة السودانية وهى الصدق والتفانى من أجل الوطن وهذه الثورة أيضا أودت بالنادي السياسى القديم إلى مزبلة التأريخ.
وأسست نادى سياسى جديد بأسس ومفاهيم جديدة تتبلورحوله الرؤى والأفكار التى تمثل غالبية الشعب السوداني .
وهذا النادى السياسى الجديد سوف يقوم على كل أنقاض وتباينات تلك المدارس السياسية القديمه التى لم تورث كل هذه الأجيال سوى الفشل السياسى المقيت .وكأنى أرى الدكتور منصور خالد عندما صاغ النخب السياسية وإدمان الفشل قد رأى فى النفق المظلم أن هنالك ثورة قادمه تقوم على أنقاض هذه النخب الفاشله سياسيا وفكريا.
وهاهى ثورة ١٥/أبريل قد أتى أكلها للقاصى والدانى دونما أى تميز بين كل أبناء الوطن الواحد .
لذا يجب على الشعب السوداني الإلتفاف حول هذه الثورة لتحقق مبتغاها المنشود،ألا وهو آمال وتطلعات كل أبناء وبنات الشعب السوداني.