من الصعب أن يتصوّر بعض الناس النوم دون وجود التلفاز، فقد أصبحت هذه العادة جزءًا لا يتجزأ من الروتين الليلي للبعض. ولكن هل هذه العادة فعلًا مفيدة؟ أو قد تكون تشويشًا على نومهم؟
إليك تحليل ما قد يكون لهذه العادة من تأثير على نومك وكيف يتفاعل الخبراء مع هذا الموضوع.
كيف يمكن لبعض الناس أن يناموا والتلفاز مفتوح؟
يشير أريك براثر، خبير في علاج الأرق، إلى أن هناك تفاوتًا في قدرة الأشخاص على النوم أثناء تشغيل التلفاز، إذ يمكن لبعض الأشخاص الاسترخاء والنوم بينما لا يستطيع البعض الآخر ذلك. وذلك يشير إلى أن دماغنا قادر على تقليل المعالجة الحسية التي تعترض عملية النوم؛ ما يسمح لبعض الأشخاص بالنوم حتى في وجود ضجيج في الخلفية.
ومن جهتها، توضح مولي أتوود، أستاذة مساعدة في الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة جونز هوبكنز، لموقع yahoo life، أن الناس يشعرون بالارتياح أثناء مشاهدة التلفاز، لأنه يوفر ضوضاء في الخلفية تساعد على تهدئة العقل وتشتيت الانتباه؛ ما يساعدهم على الاسترخاء وبالتالي إمكانية النوم بسهولة.
وتقول أتوود إنه عندما يكون عقل الشخص نشطًا جدًّا، قد يتجاوز ذلك دافع النوم، وهنا يأتي دور التلفاز الذي يسمح للناس بالتركيز على محتوى آخر؛ ما يساعدهم على تجنب الأفكار التي تبقيهم مستيقظين. وتشدد على أن هذا الشعور بالراحة يجعل عملية النوم أكثر سهولة للفرد.
هل هناك تأثير على جودة النوم أثناء مشاهدة التلفزيون؟
وذكرت الدكتورة مينا خان، طبيبة طب النوم في مركز “ويكسنر” الطبي بجامعة ولاية أوهايو، لموقع Yahoo Life إن مشاكل النوم السيئة قد تكون ناتجة عن مشاهدة التلفزيون، خاصة إذا كان الشخص منغمسًا في برنامج يتم عرضه، ما يؤخر الذهاب إلى السرير. وتشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق يرغبون في تأكيد أن أدمغتهم مرتبطة بأسرَّتهم أثناء عملية النوم بدلاً من قضاء وقتهم مستيقظين لمشاهدة التلفزيون.
ويقول كارمونا إن المحتوى الذي تشاهده قبل النوم يمكن أن يؤثر أيضًا على جودة نومك، إذ يمكن أن يزيد المحتوى العاطفي من مشاعر اليقظة والمشاركة، ما يمكن أن يعيق الاسترخاء اللازم للنوم. وتشدد على أهمية تجنب المحتوى الذي يثير مشاعر الخوف أو القلق أو التوتر قبل النوم.
ورغم ذلك، فإن النوم أثناء مشاهدة التلفزيون يوميًّا قد يشير إلى وجود عائق يمنع الشخص من النوم بشكل طبيعي، ما يستدعي البحث عن طرق لإدارة القلق أو تهدئة العقل. تشير أتوود إلى أن هناك العديد من العلاجات والأدوات الفعالة المتاحة لمساعدة الأشخاص في التعامل مع مشاكل النوم بشكل فعال.
هل هناك طريقة أفضل لمشاهدة التلفاز قبل النوم؟
ولفتت أتوود إلى أهمية تأثير الضوء على النوم، إذ إن الضوء الأزرق أو الأبيض الشديد يمكن أن يعيق إفراز الجسم للميلاتونين، الذي يساعد في التحكم باليقظة وتعزيز النعاس. إذا كنت تشاهد التلفاز على جهاز كمبيوتر أو جهاز لوحي، فإن الضوء الأزرق يكون أقرب إلى وجهك، لذا تنصح أتوود بمشاهدة التلفاز على جهاز تلفزيون بعيد عنك إذا كان عليك مشاهدة شيء ما قبل النوم.
بشكل عام، تنصح أتوود بتحديد الوقت الذي تقضيه في مشاهدة التلفاز في السرير، إذ من الممكن أن يعتاد الأشخاص على ربط السرير باليقظة بدلاً من النوم، ما قد يؤثر على جودة النوم في الليالي المستقبلية. بالتالي، يُنصح بإنشاء روتين يركز على الراحة والاسترخاء، بدلًا من التلفاز، وذلك لتسهيل عملية النوم.