صفاء الفحل
قبل عدة سنوات والبلاد تتنفس عبير الديمقراطية قبل الانقلاب البرهاني الكيزاني المشؤوم، كنت أتابع اجتماع أهل الشرق بكافة قطاعاتهم ومنظماتهم وقواتهم وأحزابهم وحركاتهم بقاعة الصداقة بالخرطوم لتوحيد كلمتهم، إلا أن ذلك الاجتماع أنتهي بعد التشابك بالأيدي والضرب والألفاظ النابية إلى لا شيء، وقد كتبت في هذا العمود وكنت أعمل بصحيفة (السوداني الدولية) وتحت نفس العنوان أعلاه (استهدوا بالله يا جماعة)، إن أهلنا لن يجتمعوا على كلمة واحدة، وقد كان ليستمر الصراع بالشرق إلى يومنا هذا الأمر الذي يستثمر فيه الكيزان كالعادة على طريقة (فرق تسد).
وقد تذكرت ذلك ونيران احتجاجات عمال ميناء بورتسودان لم تتوقف، ولم يجف حبر عمود الأمس عن تلك الاحتجاجات حتي خرج علينا الفريق خلا شيبة ضرار رئيس تحالف أحزاب وحركات شرق السودان ليسفر عن نواياهم في الخلاص من قبضة الكيزان ويطالب في بيان رسمي بخروج كافة الحركات الدارفورية المسلحة من شرق البلاد والعودة إلى موقعها المفترض أن تكون فيه بـ(الغرب) لتساهم أو تعمل على تحرير ولاياتهم المحتلة من قبضة الدعم السريع حسب البيان، وأتهم تلك الحركات بتغذية حماس والمعارضة الإريترية بالسلاح كذلك بإيواء الهاربين من السجون من فلول النظام السابق .
ورغم هذه الخطوات القوية والشجاعة إلا أننا لا نعتقد بأنها (كلام نهائي) حسب معرفتنا المسبقة بأهلنا في الشرق، فقبل أيام كان متصابي الشرق الأمين ترك يهاجم القوى المدنية ويعلن دعمهم للجنة الأمنية رغم أن أهل الشرق رفضوا الحديث عن اجتماعات (مجموعة الموز) الأخيرة في جوبا ليظل موقف مجموعات الشرق المتصارعة غير واضح، إلا أنه من الواضح أن هناك حراك كبير يجري هناك ستظهر معالمه خلال الأيام القادمة سيقلب كافة الموازين.
ورغم سيطرة بعض (الجهلاء) على عقول البسطاء منذ فترة بعيدة إلا أن مستوى الوعي بدأ في التعاظم في الولايات الشرقية خلال الفترة الأخيرة وبدأت تظهر بوادر حراك سيسفر عن تغيير بعض المفاهيم، وبالتالي مطالبة الجيل الجديد بدخول تلك الولايات في الحراك الوطني والدفع بجهود إيقاف هذه الحرب اللعينة وتضييق الخناق على المجموعة الكيزانية المسيطرة على الأوضاع هناك، وستكون تلك هي الخطوة الحاسمة بكل تأكيد لإيقاف القتال على اعتبار أن الولايات الشرقية هي آخر معاقل الكيزان والانتفاض من داخلها له بكل تأكيد ما بعده.
نقلاً عن الجريدة