تتزايد في أفريقيا سرقات الحمير؛ بهدف ذبحها بسبب مزاعم احتواء جلودها على علاج يسمى “إيجياو” تنتجه الصين، وسط تحذيرات من تناقص أعداد هذه الحيوانات التي تعد مهمة في الدول النامية.
ويسلط تقرير لشبكة (BBC) الضوء على قصة لرجل يدعى ستيف من كينيا كان يعتمد على الحمير لبيع الماء وكسب قوت يومه، قبل أن تُسرق ويجدها مذبوحة وقد انتزعت جلودها.
ويقول التقرير إن الصين تشهد طلباً كبيراً على العلاج الطبي التقليدي المصنوع من الجيلاتين الموجود في جلود الحمير، ويسمى “إيجياو”، ويُعتقد أن له خصائص تعزز الصحة وتحافظ على الشباب.
ويتم غلي جلود الحمير لاستخراج الجيلاتين، الذي يتحول إلى مسحوق أو حبوب أو سائل، أو يضاف إلى الطعام.
ونقل التقرير عن ناشطين قولهم إن حمير ستيف كانت ضحية للطلب على المكون التقليدي لـ”إيجياو”.
وتقول منظمة دونكي سانكشواري، التي تشن حملة ضد هذه التجارة، إن 5.9 مليون حمار يتم ذبحها على الأقل لتوفير “إيجياو”.
وتؤوي أفريقيا أكثر من ثلثي الحمير في العالم البالغ عددها 53 مليون حمار، بحسب التقرير الذي أشار إلى أن تصديرها ليس ممنوعا في جميع الدول.
غير أن المنظمة أكدت أن الحيوانات يتم نقلها عبر الحدود الدولية للوصول إلى المواقع التي تكون فيها التجارة قانونية، في وقت تستعد فيه حكومات كل الدول الأفريقية، وحكومة البرازيل، لحظر ذبح الحمير وتصديرها استجابةً لتقلص أعدادها.
ويقدّر المسؤول في جمعية دونكي ساكشواري في نيروبي أن نصف حمير كينيا ذبحت بين عامي 2016 و2019 للحصول على جلودها، ما دفع إلى تنظيم مظاهرات خوفاً من انقراض هذه الحيوانات التي تعد العمود الفقري للمجتمعات الريفية الفقيرة.
وتسبب اعتماد منتجي “إيجياو” على جلود الحمير في الصين بانخفاض أعدادها من 11 مليونا في عام 1990 إلى ما يقل قليلا عن مليونين في عام 2021، ما دفع الشركات الصينية إلى الحصول على إمداداتها من الخارج حيث تم إنشاء مسالخ الحمير في أجزاء من أفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا.
وبينما حظرت دول أفريقية، تسمح باكستان القريبة من الصين بهذه التجارة.
وذكر التقرير أن “إيجياو” علاج مستخدم من آلاف السنوات، ويُعتقد أنه له فوائد صحية، ويعزز الخصوبة والجمال، حتى أصبح سلعة مهمة للنخبة الأنثوية.
وتقول باحثة العلاقات الصينية الأفريقية البروفيسور لورين جونستون: “من المفارقة أن هذا المنتج الذي أصبح للنخبة الأنثوية، يدمّر حياة النساء الأفريقيات”، في إشارة إلى اعتماد السيدات في القارة السمراء على الحمير لنقل الأمتعة.