الحلول لا تنتظر أحداً، والفرص تضيع منك إن لم تغتنمها، وكذلك الوقت إن لم تقطعه قطعك. فالأبواب الأفريقية ظلت مشرعة لأكثر من عشرة أشهر تدعو القيادات العسكرية إلى الحوار والتفاوض، وتنادي بالعودة إلى منبر جدة حتى لاتصل الكارثة في السودان إلى ما وصلت إليه الآن، وقتها كان مالك عقار يحدث نفسه أيهما أجمل عليه بدلته السوداء أم الزرقاء للظهور على شاشات القنوات الفضائية ليحدث الشعب السوداني عن أن الحلول الخارجية لا تحترم السيادة الوطنية وتريد أن تفرض ذلك على البلاد وهذا ما لا يسمح به السودان.
وفي عدة خطابات أكد عقار أن السودان لن يفرط في سيادته حتى يحسم التمرد نهائياً ولن يشارك في المنابر الأفريقية وشن هجوماً على القوى السياسية التي تبحث عن الحلول الخارجية في هذه الدول، وظل عقار منذ بداية الحرب هو صاحب رؤية الحل (السوداني سوداني) وطرح عدة مبادرات تحدث فيها عن ضرورة الحلول الداخلية للأزمة السودانية.
وقبل أن تحسم المعارك ويتم القضاء على التمرد، ودون اعتذار من الدول الأفريقية عن مواقفها خاصة رواندا والتي كانت واحدة من الدول التي حطت فيها طائرة محمد حمدان دقلو قائد الدعم السريع واستقبلته بحفاوة لكنها لم تعذر أيضا للحكومة السودانية التي ظلت تنتظر الاعتذار ورد كرامتها، وحتى قبل أن ينصب عقار خيمة واحدة لطرح رؤية الحل الداخلي، قرر فجأة البحث عن حلول خارجية وحل ضيفاً على العاصمة الرواندية كيجالي، في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام يلتقي فيها بعض المسؤولين في الدولة لمناقشة تطورات الأوضاع الراهنة في السودان.
فعقار يكشف بزيارته أن السودان أولاً يقول لرواندا وغيرها من الدول الإفريقية (عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ)
ثانياً: خرج عقار في وقت شددت فيه القيادة بلسان البرهان وكباشي قبل يومين على الحل العسكري وأن لا حلول سياسية للأزمة ولا تفاوض وأن حسم التمرد انتهى من مرحلته الأولى.
ثالثاً: أن السلطات الانقلابية قررت العودة فجأة إلى البيت الأفريقي للبحث عن حلول بعد الخطابات الأخيرة للقيادة الداعية لاستمرار الحرب.
وهذا لا يأتي صدفة ولا يعني أن القيادة العسكرية أدركت مؤخراً ضرورة وقف الحرب حتى تضع نهاية لمعاناة الشعب، لكنها خطوة تفصح أن هنالك أمراً جديداً وطارئاً يتعلق بقرارات دولية، الجلوس فيها مع الدول الإفريقية بات أمراً لا بد منه حتى لو كانت القيادة العسكرية لا تريد ذلك.
وبذلك أصبح غير مجدي بحث الحكومة عن حلول سياسية برؤيتها في الخارج الذي طرح حله واضحاً وتشبث به.
سيدي مالك عقار (time is over).
طيف أخير:
# لا_للحرب
استضاف منبر السبت الحر والذي تقدمه مجموعة (زملاء الهند الوطنيين)، الأستاذ ياسر عرمان قدم فيها إفادات مهمة عن الراهن السياسي وحل الأزمة التحية لكل أبناء الوطن بالخارج لسعيهم المتواصل لإيجاد حلول لوقف الحرب.
صباح محمد الحسن
أطياف- نقلاً عن الجريدة