ما ذنب مواطنو الضعين؟
1
مدينة الضعين عاصمة (ولاية شرق دارفور)، مدنية سودانية تزخر بالتنوع السوداني ربما تفوق كثير من المدن بعد هذه الحرب اللعينة في تنوعها السوداني، وقبولها للأخر حتي لم يكونوا السودانيون من الشمال السياسي فحسب (السودان بعد انفصال الجنوب الحبيب) يعيشون فيها آلاف من الجنوبيين، ناهيك عن كل المكونات من الشمال السياسي، وبل أصبحت ملاذاً آمناً لكثير من النازحين وتحديداً من ولايات دارفور المنكوبة، ولايتي كردفان الجارتان المضطربتان أمنياً .
2
أصبحت هذه الولاية داعية لإيقاف الحرب منذ اندلاع شرارة هذه الحرب اللعينة ، وكانت قيادتها المجتمعية لم يغمض لها جفن لكي تحافظ علي هذه الولاية متماسكة وآمنة ، وعليه مبادرة الظواهر السالبة وقبول الاخر وكل القيادات المجتمعية والمثقفون و الاكاديميون ، ورجال الاعمال والمرأة والشباب لا أحد يستطيع انكار دورهم في المحافظة علي الولاية، ورفض كثير منهم للحرب داخل الولاية لطرفي الصراع لكن أنفلت الامر وسقطت قيادة الجيش، وظلت هذه الولاية آمنة ومتماسكة، ولم يهان فيها غريب ولا سرق حق مواطن، ولم يبتز فيها احد والكل فيها سواس كأسنان المشط في الحقوق والواجبات .
3
الغارة الحربية من قبل طيران البرهان لهذه المدنية الآمنة، ولم تشهد اي مظاهر حربية مخلة أي واضحة لم نجد لها أي تفسير سوي تغيير هذه الحرب لطور آخر (يضعها في خانة الاستهداف
الجهوي العنصري بغيض)، وكعادة الجيش السوداني الذي كونه المستعمر (حماة السودان)، إذا اختلف مع اي شخص ثار ضده يسحق حواضنه الاجتماعية، كما حدث للجنوبيين والدارفورين والنوبة وشعوب البجة (من الفور والمساليت والزغاوة) في 2003 .
ثمة اسئلة تعج في ذاكرتي
– لماذا ضرب مدينة الضعين تحديداً ؟
– ما ذنب المواطنين العزل علما توفيا اثنان لاجئاً من جنوب السودان ، واسرة نازحة من ولاية غرب دارفور وفضلاً عن ابادة اسرة كاملة ومقتل 14 شخصاً وصل هذا القذف لقرية خارج مدنية؟.
– هل يريد النظام المباد نقل الحرب الى حرب اهلية وكيان الرزيقات هو المستهدف؟
– هل سيضرب الطيران الحواضن الاجتماعية لهؤلاء الجنرالات (بريش وطه الحسين وعبد الغفار الشريف)، ألم يكونوا قادة رفيعين بقوات الدعم السريع؟
عبدالله عيسى كتر عابد