كشف رجل الدين السوداني الأمين عمر الأمين، عن تعرضه لتهديدات بالتصفية الجسدية من قبل أفراد من الجيش السوداني، الذين يتهمونه بموالاة قوات الدعم السريع.
وتوقع الرجل المعروف باسم “شيخ الأمين” أن تُنفذ التهديدات بحقه، لكنه أبدى عدم خوفه، مؤكدًا أنه لن يتوقف عن ما يقدمه من مساعدات إنسانية لسكان منطقة أم درمان المدنيين والمتمسكين بالبقاء في منازلهم.
وشدد على تمسكه أيضًا بالبقاء معهم داخل “مسيده” ولن يخرج منه أبدًا مهما تعالت أصوات التهديدات، حسب قوله.
يقع مقر مسيد شيخ الأمين في حي “ود درو” العريق في أم درمان القديمة، حيث اشتهر بتقديم المساعدات الطبية والغذائية مجانًا للسكان في المنطقة، منذ اشتعال الحرب في منتصف أبريل/ نيسان الماضي، بعد أن تحول مقر إيواء للمحاصرين وسط الصراع.
وذكر الأمين لـ”إرم نيوز” أن التهديدات بحقه تأتي من المستنفرين الذين يقاتلون في صفوف الجيش، تحركهم في ذلك اتهامات ظلت تطاله من بعض الجهات بأنه من مؤيدي قوات الدعم السريع ويؤوي قادته داخل مسيده.
وأرسل الشيخ الأمين لـ”إرم نيوز” مقطع فيديو لمسلحين يرتدون زي الجيش السوداني، وهم يتوعدونه بـ”البل” وأنهم الآن على مقربة منه وسيصلونه قريبًا.
وقال: “يهددوني بالقتل والتصفية وأتوقع أن ينفذوا تهديداتهم لكن لست خائفًا ولن أغادر مسيدي وأتخلى عن ما أقوم به من واجبات تجاه السكان الذين في أشد الحاجة للمساعدات الإنسانية”.
قصف مدفعي
وكشف شيخ الأمين عن تعرض مسيده للقصف المدفعي 4 مرات، بينها 5 قذائف متتالية سقطت في يوم واحد؛ ما تسبب بمقتل أحد تلامذته وامرأة أخرى وعدد من الإصابات، لكنه رفض اتهام جهة ما، قائلًا “نعدها قذائف طائشة”.
وأرجع سبب ما يتعرض له، إلى استقباله بعض قادة قوات الدعم السريع الذين سجلوا زيارة إلى المسيد بعد نحو شهرين من اندلاع الحرب. وأضاف أن “ذلك أغضب الجيش وأنصاره الذين استنكروا الخطوة، مع أن قادة الدعم السريع زاروا مشائخ طرق صوفية كُثرا، في مناطق مختلفة بالسودان”، متسائلًا “لماذا لا نستقبلهم، هذا المسيد يسع الجميع؟”.
وأكد الأمين أنه “منذ بداية الحرب ظل يقدم المساعدات الإنسانية من مأكل ومشرب وعلاج لما يتراوح بين 3 إلى 4 آلاف شخص، قائلًا إنه يوزع 21 ألف قطعة خبز في ثلاث وجبات يوميًا.
وأوضح أن السكان فضلوا البقاء في المنطقة حول مسيده؛ لأنهم وجدوا فيها الأكل والشرب والعلاج والأمن، بينما لو خرجوا منها سيصبحون نازحين في مراكز إيواء يفقدون فيها ما وجدوه هنا وهم في منازلهم.