تفاصيل اجتماع جديد.. علي كرتي يصف برهان بـ “الغبي” وتوجيه باستيعاب المجاهدين كضباط بالجيش
الصيحة ـ وكالات
لم يَكن مستغرباً أن تكون قرية جلاس بمحليةِ مروي هي وجهة قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان هي وجهتهِ الأخيرة بعد زياراتٍ دولية وإقليمية وتداعياتِ فرض الإدارة الأمريكية عقوباتٍ على الأمين العام للحركة الإسلامية المخلوعة والمؤتمر الوطني المحلول، بعد كشف (سودان تربيون ) لقاءات واجتماعاتٍ بين البرهان وقادة الحركة الإسلامية وعلى رأسهم علي كرتي بمدنيةِ بورتسودان والتي صارت مكتظةً ومحل اهتمام وسائل الإعلام والصحافة وأصبحت لا تخفى فيها خافية ، رتب قائد الجيش بمعيةِ الضباط الإسلاميين زيارةً ( وهمية ) إلى ولايتي نهر النيل والشمالية حتى يتم ترتيب مكانٍ خفي للقاء ، ولأن السودانيين صاروا يتتبعون خطوات البرهان أملاً في إيقاف الحرب أينما حل ظنوا أن نزوله بقريةِ جلاس يذهب في هذا الاتجاه ، لكن كان العكس .
تفاصيل الاجتماع
الاجتماع تم في احدى المنازل الفخمة التي كان يتشاركها كلٌ من المخلوع عمر البشير ونائبه علي عثمان محمد طه كمنزلٍ للاستجمام والراحة أثناء فترةِ حكمهم وأيضاً مقراً لإدارةِ الأنشطة الحزبية والسياسية للنظام المخلوع بالولايةِ الشمالية ونهر النيل ، المنزل حالياً وضع يده عليه القيادي بالمؤتمر الوطني المحلول كمال عبيد وهو المعروف بفسادهِ أيضاً ، تفاصيل الاجتماع كانت تقريعاً و زجراً للبرهان من قبل علي كرتي ومجموعتهِ إضافة إلى أحمد هارون الذي لحق بالاجتماع وسافر متأخراً 24 ساعة عند موعد وصوله ولكن وصل قبل بدء اللقاء بساعتين فقط ، زجر الإسلاميون عبدالفتاح البرهان وتأخيره في فتح معسكرات التجنيد بجميع أنحاء السودان حتى إقليم دارفور وأيضاً عدم الاستماع لهم بفتح مساراتِ استجلاب السلاح والتعامل مع تجار السلاح المعروفين لديهم وبعض المسهلين وصغار المهربين من أمثال ( مصلح نصار القزايزي وبشير كافوت ) واخرين ، ولكن البرهان رد عليهم بأن تصفيتهم لـ ( جمال زمقان ) هو ما قلل إمكانية دخول السلاح للإسلاميين الذين يقاتلون إلى جانب الجيش وأيضاً دعم سلاح المدرعات والمهندسين بأسلحةٍ نوعية كما هاجم البرهان أحمد هارون واصفاً إياه بالمستعجل على النتائج وعدم صبرهِ على جمال زمقان الذي كان يرتب لدخول السلاح عبر السوداني من أصل تركي رجل الأعمال ( أوقتاي ) .
البرهان وميرغني إدريس
تبادل المجتمعون الاتهامات والتي طالت أيضاً مدير عام منظومة الصناعات الدفاعية ميرغني إدريس -الذي يرأس التنظيم الإسلامي داخل الجيش – حيث اتهم بأنه فرط في رسم مسارات زياراتِ البرهان الخارجية إلى كلٍ من القاهرة والدوحة وكمبالا وأسمرا وفشل في حضور الاجتماعات الثنائية بين البرهان وقادة تلك الدول ولم يستطع أن يملي على البرهان بشكلٍ جيد اقناعهم بدعم الجيش بالسلاح وإقناع كل من روسيا والصين وتركيا بذلك ، وكشف البرهان خلال الاجتماع أن جميع قادة الدول اكدوا وقوفهم مع انهاء الحرب وإخراج العسكريين من السياسة واستعادة العملية السياسية ( الاتفاق الإطاري والنهائي ) بجميع تفاصيله مع مراعاةِ مستجدات الحرب وعدم الرغبة إلى عودة الإسلاميين مجدداً بسبب تسببهم واشعالهم الحرب ودخولهم إليها بذات النسق المعروف تاريخياً ونقل البرهان لقياداتِ الحركة الإسلامية أن المجتمع الإقليمي والدولي لا يرغب في عودتهم ويحملهم مسؤولية الحرب والعنف السياسي وتقويض الفترة الانتقالية وفتح الباب للجماعات الإسلامية والمتطرفة للدخول إلى السودان وقتالها حالياً إلى جانب الجيش وأشار بوضوح إلى تكلفةِ كتيبة البراء بن مالك والمجاهدين الذي تولوا خطاب الحرب بدلاً عن الجيش .
البرهان: العالم يرفض الكيزان
خلال الاجتماع أكد البرهان لقيادات الحركة الإسلامية وعلى الأخص للأمين العام علي كرتي والذي كان يشغل منصب وزير خارجية في عهد النظام المخلوع ، أن خطابه في الأمم المتحدة تم التعامل معه بسخريةٍ من قادة الدول الإفريقية والعربية وأن عدداً مقدر من قادة الدول عقب الاجتماع علقوا على خطابه ومسارات الفترة الانتقالية حتى الحرب أنه أضاع – أي البرهان – فرصةً تأريخية كانت ستجعل منه بطلاً عسكرياً وسياسياً قومياً أن يعيد السلطة إلى المدنيين والشعب وتجعل السودان محط أنظار المحيط الإقليمي والدولي ودول الجوار كمنطقةٍ استراتيجية وآمنة لا يتضررون منها بدخول المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية والمتطرفة والإسلاميين المتشددين كما كان يفعل النظام المخلوع في كلٍ من ارتريا واثيوبيا وتشاد وليبيا وجنوب السودان على وجه التحديد وخلال الاجتماع ذكر البرهان أن قادة الدول سخروا من ارتباطهِ بالإسلاميين الذي رفضهم الشعب وقال أن أحد قادة الدول قال له بالحرف : هل تريد أن تعبأ الخمر القديم في قناني جديدة ؟ وكرر: الناس برة قالوا ماعايزين الكيزان أنا أعمل شنو ؟
كرتي وهارون للبرهان: أنت غبي
وذكر البرهان في الاجتماع أن زياراته إلى مصر أخطره فيها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن سيسحب عتاد وطائرات الجيش المصري بقاعدة مروي الجوية وأن سيتواصل مع قائد الدعم السريع بهذا الخصوص وهو ماحدث فعلاً الأسبوع الماضي ، وأضاف أيضاً أن الرئيس الإرتري أسياس أفورقي أخطره أنهم لا يرغبون في عودة الإسلاميين لأنهم أحد أسباب التوترات الأمنية والسياسية والأعمال الإرهابية في ارتريا خلال فترة حكم المؤتمر الوطني المحلول وأنهم سيقومون بنشر تعزيزاتٍ عسكرية على الحدود لعدم تسرب الجماعات المتطرفة وحذر أفورقي البرهان من عدم نقل الحرب إلى مناطق مختلفة من السودان وخاصة الشرق لأن ذلك سيؤدي إلى نتائج وخيمة ،و كشف البرهان للحركة الإسلامية أنه التقى رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان القائد عبدالعزيز الحلو وأراد أن يجد منه دعماً في الحرب مقابل الاتفاق على العلمانية وتطبيقها ولكنه تراجع عن ذلك خوفاً من رد فعل الحركة الإسلامية ومجاهديها الذين يقاتلون إلى جانب الجيش ، وبحسب مصدرٍ لـ سودان توداي فإن كلاً من علي كرتي وأحمد هارون ضربا كفاً بكف ووصفا البرهان بالغبي أنه كان يجب عليه القبول بالعرض المقدم كمرحلةٍ فقط ولتحقيق انتصاراتٍ معنوية ومحاصرة الدعم السريع من الجنوب في كردفان وجنوب دارفور والنيل الأزرق وتحريك قوات مالك عقار من تلك الجهات أيضاً .
خلاصة الاجتماع
انتهى الاجتماع بقرية جلاس باتفاق الجميع على المواصلةِ في الحرب وفتح مزيدٍ من معسكرات الاستنفار وأن يتحدث قائد الجيش عن رفضه أي عقوبات من الولايات المتحدة أو الإتحاد الأوربي تجاه أي مواطن سوداني يدعم الجيش وبالذات الإسلاميين وأن يبدأ في ترتيب تشكيل حكومةٍ خلال الفترة المقبلة وأن يعيد الاتصال بعبدالعزيز الحلو وأن يفتح خطاً مع عبدالواحد محمد نور تحت دعاوى جرائم الدعم السريع وعدم الاكتراث لما يصدر عن قادة دول الجوار مستقبلاً وأن يتم استيعاب منسوبي كتيبة البراء بن مالك كضباطٍ في الجيش لتعويض الفاقد من ضباط التنظيم الإسلامي داخل القوات المسلحة والشرطة والمخابرات وهو ما حدث فعلاً بمنح أحد قادة الكتيبة رتبة رائد.