تجميد العام الدراسي..قرار تتهيّبه الأسر
معلم: القرار سيكون وصمة عار على جبين الحكومة الانتقالية
خبير تربوي: الإشكال في التوقيت والتقاطعات مع الخريف
أولياء أمور: التجميد سيُضيّع عاماً من عمر الطلاب ولا نرى ما يستدعي ذلك
وزارة التربية: لا اتجاه للتجميد وما يُتنَاقل مجرد شائعات
منذ إعلان بداية العام الدراسي، لم يشهد العام استقراراً يذكر، فالحراك السياسي الذي شهدته البلاد القى بظلاله السالبة على قطاع التعليم بوجه خاص من خلال تعليق الدراسة ثلاث مرات على الأقل، إضافة إلى التأجيل الذي سبق العام، فعلى مستوى العاصمة الخرطوم فقد تأجل العام الدراسي مرّتين قبل أن ينطلق في السابع من يوليو الماضي، وجاء التعليق الأخير عقب الأحداث التى شهدتها مدينة الأبيض وراح ضحيتها عدد من طلاب المدارس، الأمر الذي دفع العديد من طلاب المدارس بكل أنحاء البلاد للخروج في تظاهرات احتجاجية مطالبةً بمحاسبة المتورطين في مقتل زملائهم…
والآن هناك حديث عن الاتجاه لتجميد العام الدراسي الشيء الذي جعلنا نقف مع أهل الاختصاص من خبراء تربويين ومعلمين وأولياء أمور للوقوف على آرائهم وأبعاد القضية، وكذلك إفادة وزارة التربية فهي الجهة التي يمكن الاحتكام إليها في هذه القضية…
عرض / منى النور
آثار سالبة:
قرار تعليق الدراسة المتكرر لم يلق القبول عند العديد من الأسر، خاصة بعد توقيع الاتفاق النهائي، فبحسب حديث عدد منهم لـ(الصيحة) فإن التعليق له جوانب سالبة خاصة على الممتحنين لشهادة مرحلة الأساس والثانوي.
وتقول ناهد علي ـ أم لطالب في الصف الثامن ـ إن تحصيله تأثر بصورة كبيرة ولم تعد لديه رغبة في الدراسة، مؤكدة على أن التأجيل له أبعاد نفسية غير محمودة. فيما أكد محجوب الهادي أن التعليق المتكرر من شأنه خلق نوع من الربكة النفسيه للطلاب خاصة الممتحنين من خلال تراجع الرغبة في المذاكرة، خاصة أن الحراك التغييري الذي شهدته البلاد مؤخراً لعب فيه الطلاب دوراً مقدراً .
فيما ترى نهلة محمد ـ معلمة ـ أن التأثير سلبي خاصة للصف الثامن، لأن المعالجة في الغالب قد تأتي بزيادة الفترة الزمنية للحصص، وبالتالي الضغط على استيعاب الطالب والمعلم في آن واحد.
الأستاذ عمر فرح مصطفى، قال إن الأمطار وفترة الاعتصام أثرت تأثيراً كبيراً على الطالب، لافتاً إلى العديد من المعوقات التي تعترض سير العام الدراسي بجانب عدم توحيد الرأي حول الجهة التي تصدر القرارات حول مصير مهنة التعليم بجانب مشكلة التوقيت والتقاطعات مع موسم الخريف الأمر الذي يخلق ربكة سنوياً .
نظام المقاولة:
ويضيف الخبير التربوي خالد سعيد، أن أغلب المدارس بيئتها مهملة منذ سنوات ومعرضة للانهيار بسبب الخريف مقترحآ تجميد العام الدراسي عاماً كاملاً لإعادة النظر في البيئة وسن قبول طلاب الصف الأول والمنهج الذي عليه الكثير من الملاحظات، لافتاً إلى أن العهد البائد تعامل مع التعليم بنظام المقاولة، وهوالسبب الرئيسي في انهياره بجانب مشاكل المنهج وأوضاع المعلم، مطالباً بأن تشهد المرحلة القادمة نهضة لقطاع التعليم في شتى المناحي. ويقول الخبير التربوي مبارك يحيى أن التأجيل في الوضع الراهن من الضروريات، وعزا ذلك لتهالك البنية التحتية كما أن الوضع طارد وغير جاذب، مطالباً بضرورة تحسين مدخلات البنية التحتية والاهتمام بالإجلاس. ويضيف مبارك مجيباً على سؤالي عن تأثير التعليق بأن التأثير يكون في الفترة الزمنية المحددة من قبل الوزارة لإكمال المنهج، لافتاً إلى أن الجهات الرسمية مسؤولة عن كشف الحقائق في ظل أزمة المواصلات والخبز والخريف، وذلك لا يعكس الواقع الحقيقي للرأي العام مبدياً أسفه على وضع الاقتصاد في الأولوية وإهمال التنمية البشرية التي تعد رأس الرمح في التأهيل. مطالباً بعودة السلم التعليمي القديم وتوحيد التقويم في كل البلاد لتجاوز أزمة فصل الخريف السنوية.
الاتجاه للتجميد:
وتناقلت الوسائط خبراً مفاده اتجاه وزارة التربية والتعليم لتجميد العام الدراسي، الشيء الذي استنكرته كل فئات المجتمع واعتبروه كارثة كبيرة أضاعت عاماً كاملاً من الطلاب، الشيء الذي يلقي بظلال سالبة على كل المجتمع خاصة الطلاب الذين اصابهم الإحباط والاستياء، وكذلك أولياء الأمور الذين عبروا للصحيفة عن عدم قبولهم لهذه الخطوة غير الموفقة في رأيهم .. حيث قال أحمد الطيب مستنكراً قرار التجميد (منو البدفع تمن ضياع سنه كاملة) هذا الشيء لم يحدث من قبل في السودان، والمؤسف أنه لا يوجد سبب قوي لاتخاذ مثل هذا القرار المجحف في حق أبنائنا الطلاب، وحقنا نحن كأولياء أمور، ونحن نحسب الأيام والساعات حتى ينقضي العام الدراسي ونرى أبناءنا تقدموا عاماً آخر، ولكن قرار التجميد أصابنا بالإحباط بل وانعكس سلباً على نفسية الأولاد ونأمل أن يكون الخبر غير حقيقي ونحن نستشرف عهدا جديداً ممنين أنفسنا بتعليم نموذجي خال من اي سلبيات حتى ندفع ببلادنا للأمام.
تعديل التقويم
واتفقت مع حديثه عسجد عيسى بأن ليست هناك ضرورة لتجميد العام الدراسي، وإنما نحتاج إلى تعديل التقويم الدراسي على أن تكون بداية العام عقب فصل الخريف نتيجة للآثار التي تصاحبه وتصدع بعض المدارس, وترى عسجد أن هناك العديد من الولايات التي تعمل بهذا التقويم، لذلك يجب أن يعمم على كافة الولايات, حفاظاً على العام الدراسي واستمراره, خاصة أنه تعرض للكثير من التعطيل خلال الأعوام السابقة, إلى جانب العديد من العطلات والإجازات ويجب أن تجمد جميع تلك الإجازات للحصول على نتيجة أكاديمية مرضية إن لم تكن موقوفة.
وأيضاً رفضت مجموعة كبيرة من أولياء الأمور تحدثوا للصيحة أي اتجاه إلى التجميد, واعتبروه مؤشراً سلبياً يتزامن مع ترقب الحكومة المدنية الجديدة بعد ثورة ديسمبر في مجال التعليم، في الوقت الذي يترقب فيه أولياء الامور تحسين الوضع في هذا الجانب، وعودة التعليم الحكومي إلى سابق عهده, والتجميد يعني ضياع عام من عمر التلاميذ وسيصبح وصمة عار على جبين الحكومة الجديدة, خاصة وأن الزمن الذي أهدر يمكن تعويضه بالاستغناء عن إجازة السبت, وزيادة ساعات اليوم الدراسي (حصة صباحية أو معالجات في آخر اليوم الدراسي) حتى ولو كانت الزيادة نصف ساعة, متسائلين عن الدواعي التي تفرض ذلك.
نفي:
ولكن نفت وزارة التربية وجود أي اتجاه للتجميد، حيث أكد وكيل الوزارة المكلف الطاهر حسن الطاهر أنه لا يوجد ما يستدعي ذلك، مبيناً أنه سيتم التعويض عن كل الفترة التي تم فيها تعليق الدراسة وإكمال المقررات على الوجه المطلوب في الزمن المحدد في التقويم، وأوضح أن الأخبار المتداولة عن التجميد لا أساس لها من الصحة، ولا تعدو كونها شائعات.