الصيحة : وكالات
أعلنت نقابة الأطباء أن حمى الضنك حصدت العشرات من المواطنين بولاية سودانية ووفاة «80» شخصاً على الأقل و إصابة المئات في ظل تردي الأوضاع الصحية و نقص الأدوية في البلاد.
و تشهد ولايات شرق ووسط السودان انتشار واسع لحمى الضنك مما نتج عنه حدوث مئات الوفيات وآلاف الإصابات؛ بحسب نقابة أطباء السودان.
وقالت النقابة في بيان، اليوم الاثنين، إن الإصابة بحمى الضنك استفحلت لدرجة جعلت التقصي عن عدد المصابين أمرا صعباَ؛ مشيرة إلى ان مستشفيات منطقة القضارف في شرق السودان تكتظ بالمرضى وبعضهم لا يجد حتى مكانا لتلقي العلاج، اذ أن المستشفيات ومراكز العلاج العامة والخاصة تستقبل أعدادا مضطردة من المرضى الجدد على مدار الساعة.
وطالبت اللجنة التمهيدية لنقابه أطباء السودان وزارة الصحة بأقسامها المختلفة بالقيام بواجبها في توفير الموارد اللوجستية والفنية والطبية لمواجهة وباء حمى الضنك بداية من توفير المعينات التشخصية المخبرية والأدوية المساعدة في علاج الاعراض من محاليل وريدية ومسكنات ومكافحة الطور النقال وفتح مخيمات اسعافية مؤقتة لتلافي حدوث ضغط على المستشفى التعليمي وتفعيل المراكز الصحية حسب الخطة الجغرافية.
وناشدت المنظمات الطوعية العاملة في مجال الصحة بتقديم المساعدات الطبية والثقيف الصحي للمواطنين وحملات اصحاح البيئة و القوى المجتمعية والشبابية بضرورة تكوين فرق اسناد تعمل على المساهمة في دفن وتجفيف البرك وحملات الرش.
ونقلت تقارير إعلامية عن وزارة الصحة الاتحادية وفاة 15 شخصا في ولاية الجزيرة المتاخمة لولايتي الخرطوم والقضارف؛ فيما أكد ناشطون مجتمعيون وفاة نحو 80 شخص في منطقة القضارف على الأقل.
ورجحت مصادر مصادر طبية أن يكون عدد الحالات أكبر بكثير من الرقم المعلن؛ نظرا لأن الكثير من المرضى يواجهون صعوبات في إجراء الفحوص المعملية اللازمة ويلجأون مباشرة لأخذ جرعات الملاريا المنتشرة بكثرة في السودان والتي تتشابه أعراضها إلى حد ما مع أعراض حمى الضنك.
وحمى الضنك هي مرض فيروسي؛ ينتقل إلى الإنسان بواسطة لسعات إناث بعوض من فصيلة “الزاعجة المصرية”؛ الحاملة للعدوى.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإنه ورغم أن معظم حالات الإصابة بحمى الضنك لا تكون مصحوبة بأعراض، أو قد تكون مصحوبة بأعراض خفيفة؛ فإنها تظهر كمرض شبيه بالأنفلونزا يصيب الرضع وصغار الأطفال والبالغين.
وإلى جانب حمى الضنك، لا تزال الإصابة بمرض الملاريا تشكل ضغطا كبيرا على النظام الصحي في السودان؛ إذ تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى إصابة نحو 2.7 مليون نسمة أي قرابة 5 في المئة من سكان البلاد بالملاريا خلال العام 2022.
و يعزو مختصون تزايد انتشار الحميات خلال الفترة الأخيرة إلى التدهور البيئي الناجم عن الحرب والذي تسبب في إهمال إداري واسع، وتراكم كبير للنفايات، وانتشار المياه الراكدة والملوثة التي تشكل بيئة خصبة لتكاثر البعوض والذباب ونواقل الأمراض الأخرى.
وتشهد العديد من مناطق السودان تدهورا كبيرا في صحة البيئة في ظل توقف معظم الهيئات والمنظمات العاملة في مجال إصحاح البيئة بسبب الحرب
وتعاني العديد من مدن البلاد من تراكم المياه في الشوارع والأحياء السكنية بسبب تداعيات الحرب وتقادم شبكات توزيع مياه الشرب وسط مخاوف من اختلاطها بمياه الصرف الصحي.