ظل التدخل الدولى في الشأن الشوداني حاضرا ومؤثرا بدرجة كبيرة ، حيث اضحى حكام اليوم والقوى السياسية جميعها تنظر للخارج بانه يملك حلولا للازمات الداخلية المستفحلة، كأنما يملك عصاة موسي.
البرهان ومنذ خروجه “المعجزة” من قيادة الجيش الذي ضربت عليها قوات الدعم السريع حصارا محكما وخانقا مما جعلته يخرج متسللا ومتخفيا في جنح الليل ،ولعل خروجه سنح له بالقيام بعدة زيارات خارجية وهذا يقودنا الى ما ذهبنا اليه في ان قائد الجيش يعول على الحلول الخارجيه، بيد ان كل الزيارات عضدت على المبادرات السياسية التي طرحت من قبل الوساطة السعواميريكية اوالمنظمات الاقليمية او الدولية او دول الجوار التى دعت الجيش للجلوس على مائدة الحوار مع قوات الدعم السريع باعتبار الطرفين فصيليين عسكريين نظاميين اختلفاء حول كيفية ادارة الحكم في الفترة الانتقالية، مما جعل حديث البرهان عن أن قوات الدعم السريع مليشيات متمرد مردود عليه ولا تعدو أن تكون مغالاة سياسية وحديث صبياني لا قيمة له ولا يغير من مواقف دول الجوار التى زارها ولا يغير من الموقف العملياتي على الارض، وحديثه لا يعتد به لانه مبني على خلاف واختلاف بين طرفين .
في تقديري ان حرب ١٥ ابريل خلقت واقع سياسي وديمغرافي جديد يجب التعامل معه بواقعية بعيدا عن محاولات البرهان تضليل الرائ العام او تحريض دول الجوار والبحث عن حلول خارجية والتي لا تعالج ازمة السودان المتوارثة انما تعمل على تعقيدها ومن الواضح أن البرهان يستثمر من جراء تطويل الازمة لخدمة اجندات سياسية داخلية ونعني “المؤتمر الوطني” المحلول الذي تطوق عضويته للعودة للحكم ،او نزولا لرغبة واشواق وخدمة اهداف لدول جاره تضمر شرا بالسودان ومن مصلحتها أن يكون السودان غارق في ازماته.
اعتقد ان زيارات البرهان الخارجية ما هي إلا مضيعة للوقت وتطويل لأمد الصراع وامعان في معاناة الشعب السوداني.
لا يختلف اثنان في ان حرب ١٥ ابريل غيرت في موازين القوى واعادت تصفير العداد واصبح الحل ليس في يد الجيش كما هو الحال عقب الثورة وقد حددت بدقة فائقة احجام القوى السياسية والعسكرية، علي القائد حميدتي وهو الاحرص على مستقبل الوطن عليه ان يستفيد من القبول الشعبي والوعى الجماهيري ومن التفاف الحاضنة السياسية الاكبر حوله في السودان وان يدير حوارا شاملا للجميع.
بالتالي تظل الرؤية التى طرحها القائد حميدتي والتى أسست لحلول شاملة والتى خاطبت بوضوح جذور الازمة المتمثلة في الحكم الرشيد واستقلال المؤسسات وحياديتها وتحقيق العدالة لأهل السودان جميعا وإصلاح المنظومة الامنية والخدمة المدنية هي الحل.
✍🏿 شاكر الطيب يونس