أدلة دامغة تثبت تورط الإسلاميين بقيادة البرهان وكرتي وقوش في إشعال الحرب في السودان
اعاد خروج قائد الجيش عبد الفتاح البرهان من مخبئة في القيادة العامة بالخرطوم كثيراً من الأحاديث حول علاقة الرجل بالإسلاميين، الذين تسببوا في اشعال الحرب في السودان صبيحة الخامس عشر من ابريل، ولعل من الصدف او ربما هناك ترتيب ان يتخذ البرهان وقيادات الإسلاميين البارزين الذين فروا من السجون مدينة بورتسودان الساحلية مقراً بديلاً لهم بعد ان ضاقت بهم الخرطوم. وقبيل مغادرته بساعات الي جمهورية مصر استبق البرهان تلك الزيارة بتصريحات المح فيها الى مشاركة جهات لم يسميها في القتال الى جانب الجيش وأضاف ان تلك الجهات ستكون منذ اليوم جزءً من القوات المسلحة في إشارة الى كتائب الإسلاميين على شاكلة كتيبة البراء بن مالك التي زار قائدها بمستشفى الدامر في طريقه الى بورتسودان، لكن وبعد اقل من أربعة وعشرون ساعة تقريباً عاد الرجل لينكر أي صلة له مع الإسلاميين حينما قال ان الجيش يقاتل لوحده وان لا أطماع له في السلطة بينما كل الدلائل تشير بوضوح الى تورط البرهان مع قادة التنظيم المتطرف في اشعال الحرب وهنا نعني بالتحديد( علي كرتي واسامة عبد الله وصلاح قوش) الذين جمعتهم المصالح والعداء مع قوات الدعم السريع لتنفيذ مخططتهم الدموي .
الآلاف من أنصار البشير يقاتلون إلى جانب الجيش
وكالة رويترز للأنباء نشرت في يونيو الماضي تقريراً خطيراً حوى معلومات غاية في الدقة حول علاقة الجيش بالحركة الإسلامية السودانية ودورهما في اشعال الحرب في السودان حيث قالت ثلاثة مصادر عسكرية ومصدر في المخابرات (لرويترز) إن الآلاف من الذين عملوا في جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني في عهد الرئيس السابق عمر البشير ولديهم صلات بالتيار الإسلامي الذي ينتمي إليه يقاتلون إلى جانب الجيش في الصراع السوداني، مما يعقد جهود إنهاء إراقة الدماء. وقال مسؤول عسكري مطلع على عمليات الجيش، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن “نحو ستة آلاف عنصر من المخابرات انضموا إلى الجيش قبل الصراع بعدة أسابيع”. وأضاف “إنهم يقاتلون من أجل إنقاذ البلاد”. وأكد هذه الأرقام مسؤولون سابقون في جهاز الأمن والمخابرات الوطني المنحل، وكان مؤسسة قوية تألفت بشكل أساسي من الإسلاميين.
عودة الإسلاميين للمشهد
وأشارت رويترز الى ان عودة الإسلاميين للمشهد ربما تقود إلى تعقيد أسلوب تعامل القوى الإقليمية مع الجيش وإعاقة أي تحرك نحو الحكم المدني. كما أنها قد تزج بالبلاد، التي استضافت ذات يوم مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في نهاية المطاف إلى المزيد من الصراعات الداخلية والعزلة الدولية. وقتل رئيس منظومة الفكر والتأصيل في الحركة الإسلامية محمد الفضل الشهر الماضي في اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش، بحسب أقارب له وإسلاميين أفادوا بأنه كان يقاتل في صفوف الجيش. وقد أصدر علي كرتي الأمين العام للحركة الإسلامية بيانا نعى في الفضل ومعروف أن محمد الفضل له علاقة مع جماعة جبهة النصرة الإرهابية. فيما قال إسلامي انضم لصفوف الجيش “نقاتل إلى جانب الجيش وندعمه لحماية بلادنا من التدخل الخارجي وللحفاظ على هويتنا وديننا”. وحاليا، يساعد الضباط السابقون في جهاز الأمن والمخابرات الوطني الجيش أيضا من خلال جمع المعلومات المخابراتية عن أعدائه في أحدث صراع دائر. وقال مسؤول في المخابرات العامة “نعمل في ظل ظروف صعبة على الأرض لدعم الجيش خاصة فيما يتعلق بالمعلومات عن قوات الدعم السريع وانتشارها”.
كيف شارك الإسلاميين في انقلاب أكتوبر?
وعقب انقلاب البرهان في أكتوبر 2021، أعادت السلطة العسكرية الحاكمة أعضاء “المؤتمر الوطني” إلى الخدمة، وسمحت للمنظمات الطوعية التابعة للتنظيم بالعمل مرة أخرى وأعادت لقادته أصول وممتلكات كانت لجنة إزالة التمكين قد صادرتها.وعادت قيادات عليا في “المؤتمر الوطني” إلى الظهور، إذ خرج علي كرتي على الملأ في حوار تلفزيوني، قبل أن يقود نشاطاً مكثفاً تمخض عن عقد اجتماع شورى موسع للحركة الإسلامية، أمضى تعيينه أميناً عاماً للتنظيم.وأضحى بمقدور الأجهزة التنظيمية للحركة الإسلامية، بمستوياتها التنفيذية والتشريعية كافة، أن تلتئم متى شاءت وتعمل على إعادة بناء هياكلها ومكاتبها التنظيمية.
الانتقال الى محور الإرهاب
وتخشى العديد من الدوائر الإقليمية والدولية أن تنحدر الأوضاع في السودان الى أسوأ من ذلك بدخول تيارات ذات نزعة إرهابية على غرار داعش وبوكو حرام، وما يعزز هذه المخاوف ما كشفت عنه صحيفة يورو بوست بشأن انعقاد اجتماع بين ضباط من الجيش السوداني مع قيادات من مجموعة بوكو حرام الإرهابية في نيجريا يونيو الماضي.
وفقًا لصحيفة يورو بوست، ان وفداً من كبار ممثلي الجيش السوداني أجرى مباحثات مع قادة بوكو حرام، الفصيل الإرهابي. وأن هذه اللقاءات التي جرت خلف الستار أثارت اهتمام أعلى المستويات في البيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية.
وأبلغ مسؤولون نيجيريون “يورو بوست” عن تفاصيل اللقاء، مشيرين إلى أن فريقًا من سبعة أفراد من القوات المسلحة السودانية أجرى اتصالات مع قيادات بوكو حرام بغية مبادرة لإطلاق سراح السجناء. وأثر ذلك في تدخل نيجيري سريع في 9 يونيو، حيث تم ترحيل وفد الجيش السوداني ومنع عودتهم.
عزلة إقليمية ودولية قادمة
الارتباط الواضح لقادة القوات المسلحة بالتنظيم الإسلامي والانباء الواردة حول استعانتهم بجماعة بوكو حرام الإرهابية يفتح الباب واسعاً امام عدة تكهنات حول مستقبل الاستقرار في السودان لاسيما في ظل سيطرة الإسلاميين على مقاليد الأمور داخل اسوار القوات المسلحة وسعيهم لحسم الصراع عبر القتال لقطع الطريق امام أي امل للعودة للحكم المدني الذي يخشون من عودته زن تكتب نهايتهم في السودان وهو ما لم يسمحوا به حتى آخر جندي لديهم مثلما صرح بذلك قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
علاقة الجيش السوداني المكشوفة بتيارات الحركة الإسلامية السودانية وما ظهر مؤخراً بشأن اجتماعات قادة بارزين في القوات المسلحة مع جماعة بوكو حرام في نيجريا ربما يقود السودان الى عزلة إقليمية ودولية جديدة تضاعف من معاناة السودانيين الذين لم يستفيقوا من عزلة سابقة استمرت لأكثر من ثلاثون عاماً تسببت في تأخر السودان المعروف بموارده الوفيرة.