يخشى مراقبون من تبعات اللقاء السري الذي جمع بين جماعة “بوكو حرام ” الارهابية والجيش السوداني مؤخرا في نيجيريا حسبما سربت وسائل إعلام أمريكية.
ولم يستبعد الخبير الاستراتيجي عثمان علي الطاهر، أن تكون الزيارة في اطار ترتيبات الجيش لمعركته مع قوات الدعم السريع التي بدأت منذ ١٥ أبريل المنصرم بعد أن فشل البرهان في وضع حد للحرب التي استمرت زهاء الخمسة اشهر ، عن طريق الحسم العسكري وإصرار “الكيزان” على رفض مبدا الحوار والجلوس مع الدعم السريع.
ويقول الطاهر، أن الظاهر في الزيارة واللقاء عادي ولكن في باطنه هو طلب الجيش من هذه الجماعة الإرهابية التدخل والوقوف إلى جانبهم نظير مقابل مجزي .
ويرى الطاهر أن الصفقة اذا قدر لها أن تنفذ فانها تعني نهاية السودان وليس الدعم السريع نظرا لما عرفت به هذه الجماعة الإرهابية من أعمال تخريب وتدمير وإشاعة الفوضى الشاملة وهذه هي الأخطر حيث انهم سيخرجون ويتركون البلاد والمواطنين في تطاحن بينهم وربما تحصد ملايين الأرواح نتيجة لذلك
وسارعت الولايات المتحدة الأمريكية باستنكار لاي اتفاق مع هذه الجماعة المصنفة ارهابية.
من جانبه يرى الخبير في العلاقات الدولية الطيب ابو ورد أن مثل هذه اللقاءات المشبوهة لا تفسير لها سوى أن هناك اتفاقا بين الطرفين. وأبدى ابو ورد مخاوفه من ذلك لان صيفا ساخنا من الأزمات ينتظر السودان ، مشيرا الى ان هذه الجماعة الإرهابية بكل اسف لا تكتفي بما اتفق معها حيث تعمد بعد نهاية مهمتها في نشر الفوضى الشاملة وهذا ما يخشى منه الشعب السوداني.
وجرى اللقاء السري بحسب موقع ” يورو بوست” الأمريكي في نيجيريا في شهر يونيو الماضي.
وعبرت حينها واشنطن عن قلقها الكبير.
وضم اللقاء شخصيات بارزة من قوات الجيش السوداني وقادة بوكو حرام، الفصيل الإرهابي سيئ السمعة.
ونقلت “يورو بوست” أن هذا الاجتماع الذي تم خلف الكواليس قد لفت انتباه أعلى المستويات في البيت الأبيض الامريكي ووكالة المخابرات المركزية.
ونقلت عن مصادر دبلوماسية في واشنطن أن مناقشات داخلية تجري في البيت الأبيض بسبب هذه المعلومات الثاقبة لوكالة المخابرات المركزية حول الموضوع.
واستكمالًا لهذه الرواية، أبلغ مسؤولون نيجيريون (يورو بوست) بملاحظاتهم الخاصة عن اللقاء الغامض. ويبدو أن فريقاً مكوناً من سبعة أفراد من القوات المسلحة السودانية قد أجرى اتصالات مع نظرائهم في بوكو حرام تحت ستار مبادرة لإطلاق سراح سجناء. وأدى ذلك إلى تحرك نيجيري سريع في 9 يونيو، حيث تم إخراج وفد القوات المسلحة السودانية وحظر دخوله مرة أخرى للبلاد.
ولم يتأخر عملاء المخابرات المركزية في السعي لاستجلاء الأمر. حيث أكدت لـ(يورو بوست) أربعة مصادر ذات صلة بوكالة المخابرات المركزية أن الوكالة استوضحت القوات المسلحة السودانية حول الأمر. وفي ردها ألمحت القوات المسلحة السودانية إلى احتمالات عدم الالمام بالمسألة أو إساءة استخدام أوراق الاعتماد الدبلوماسية.
وفي تحقيق حصري، كشفت (يورو بوست) عن أدلة مثيرة للاهتمام تشير إلى تحركات غير معلنة بين السودان ونيجيريا. أثناء بحثنا في صفحات رادار الطيران، عثرنا على رحلة خاصة غادرت السودان في الساعات الأولى من يوم 8 يونيو. والأمر الغامض هو أن جميع تفاصيلها، بما في ذلك رقم الرحلة، كانت مخفية عن أعين الجمهور. فما هي طبيعة هذه الرحلة السرية؟ وما الذي يربط هذه الرحلة بأحداث 9 يونيو؟
وتركت بوكو حرام بصمة رعب لا تمحى في نيجيريا والأراضي المجاورة من خلال أعمالها وأيديولوجياتها المتطرفة، بما في ذلك عمليات الاختطاف سيئة السمعة والتفجيرات المدمرة. وربما تكون القوات المسلحة السودانية لا تشغل ذات القدر من الانتشار في العناوين الرئيسية على مستوى العالم، ولكن لها نصيبها أيضاً من التجاوزات التي تمتد من انتهاكات حقوق الإنسان إلى المناورات السياسية.