بدون زعل
عبد الحفيظ مريود
حاسى بى شنو يا فردة؟
فى الشهر الثانى للحرب، نشر كادر الأمن الشعبى، الكوز، مقالا ركيكا، سيئ اللغة، عقد فيه مقارنة بين محمد حاتم سليمان، مدير التلفزيون الأسبق، والفريق عنان وزير الداخلية الذى أقاله البرهان، بعد نشوب الحرب، لأنه لم يعد من مأمورية خارجية فى ” وقت الشدة”.
الكوز ذكر أن محمد حاتم سليمان كان على متن طائرة اللوفتهانزا، فى رحلة عمل رسمية إلى الصين، والطائرة تكاد تقلع. حين سمع بدخول جيش خليل ابراهيم إلى أمدرمان. الخبر جاءه والطائرة على المدرج ، تتحرك، تجرى، قبل أن تقلع..اشتبك محمد حاتم سليمان مع الطاقم، وهدد بمقاضاة الشركة والكابتن، إذا لم يوقف الطائرة وينزله.. استجاب الكابتن، و “دخلتو خوفة شديدة من تهديد محمد حاتم”، فأوقف الطائرة ونزل..وحين لم يحد سيارة تقله، ذهب راجلا من مطار الخرطوم إلى المجلس الوطنى، حيث أقلته سيارة من سيارات الهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون.
شايف كيف؟
دخلت على الرجل فى الماسنجر..قلت له اسحب البوست، لأن الحكاية هذه غير صحيحة..وذلك لأن تكذيب روايته فى مداخلة ، وسط تعليقات الكيزان ، الممجدة لمجاهدات الرجل، بدا لى عملا “أشتر”.
لكن الرجل رد على بأنه كان موجودا ضمن أفراد مكتب محمد حاتم، وأنه “شاهد على ذلك”..رددت عليه بأن الاوفتهانزا أوقفت رحلاتها إلى الخرطوم قبل سنوات من ذلك التأريخ..وأن محمد حاتم لم يكن متوجها إلى الصين فى مهمة “دقيقة وحساسة”، بل كان متوجها إلى أسمرا، على متن الخطوط الارتيرية، وكنت – وآخرون – ضمن فريق عمل تلفزيونى لإجراء حوار مع الرئيس أسياسى أفورقى..لم نركب الطائرة، لم “تسخن”، لم يهدد محمد حاتم أحدا، ولا شيئ من الدراما الظريفة التى بنيتها لتثبت أن الرجل مجاهد صلب، لا يمكنه أن “يفوت” معركة “إسلامية” كبرى، مثل تلك..
شايف كيف؟
كان ظنى أن الرجل سيجرى تعديلا – إن لم يسحب المنشور – للأمانة وللتأريخ..لكنه لم يفعل حتى الآن..
طيب: مالك ومالو؟ ما دخل ذلك بهذا؟
وما هو هذا ال “هذا”؟
أديكم عشرة سؤال ورا بعض، كما تفعل ريم الجميلة؟
لا..
الرجل المسكين عاد ليقول، قبل ساعات – مبشرا ب “قرب ساعة النصر”، إن “عملا خاصا” جرى لاختراق مجموعة فاغنر وتحييدها فى المعركة ضد الدعم السريع، مما سيعجل ب “ساعة النصر” التى تأخرت كثيرا.
شايف كيف؟
اختراق فاغنر؟
من قبل من؟
الاستخبارات العسكرية؟ جهاز المخابرات؟ الأمن الشعبى؟ المباحث؟
جايز…
وجايز ليه؟
لأن الذى يكذب سيظل يكذب. هذا أولا..ولأن الأجهزة المعنية عجزت عن أن تكشف أن مدير مكاتب الرئيس، طه عثمان الحسين، ظل جاسوسا لسنوات طويلة، ونقل كل ما تحتاجه الإمارات والسعودية، حتى أبلغتهم المخابرات التركية…
ولأن هذه الأجهزة عجزت عن أن تكشف أن الدعم السريع يخطط لانقلاب – حسب الرواية الرسمية – لدرجة أنه قام بأسر “كمية” هائلة من الضباط، مثل “الغنم”، وهم لا يعرفون شيئا عن “انقلاب الدعم السريع”..
ولأن هذه الأجهزة تعجز – حتى الآن – فى الكشف عن : كيف يقاتل الدعم السريع لما يقارب الخمسة أشهر، وهو جائع، منهوك، مقطعة خطوط إمداده، نافدة ذخيرته، وعينو طالعة…
قال فاغنر قال!!
الكثير من الأكاذيب لا تصنع انتصارات..
المتابع للجماعة سيجد أن الأكاذيب تتنوع، تتلون، تتمطى، تنكمش…الخ، لكنها لا تغير شيئا على الأرض. مثل دراما كادر الأمن الشعبى، بخصوص محمد حاتم..ثمة أحد ما، فى مكان ما، يعرف أن الحكايات ليست كما جرى سردها..
شايف كيف؟
مثل “العملية التى نفذتها القوات المسلحة” لإخراج السيد البرهان، حسبما قال…
عملية خاصة قال!!
هاك فاغنر دا…
هل عرفتم لماذا لم ينتصر الجيش، حتى الآن، فى أى معركة؟
لأن طائرة اللوفتهانزا لم تتوقف لتنزل راكبا، اكتشف – فجأة – أن خليل ايراهيم، عليه رحمة الله، دخل أمدرمان.