محمد طلب يكتب: يا خوفي على (جبرة) و(كاخوفسكايا) و(الحلفايا) وكل الخفايا (3)
محمد طلب يكتب: يا خوفي على (جبرة) و(كاخوفسكايا) و(الحلفايا) وكل الخفايا (3)
تاخموت هناك و(طاااخ موت) هنا
(تاخموت) من مناطق الصراع هناك في اوكرانيا و(طاااخ موت) هي (حالة) خاصة تسيطر على الأوضاع هنا في السودان هذه الأيام فالموت يحدق بنا من كل جانب.. والجوع الكافر ينهش أعماق الأحياء منا والخوف المريع والوجل الفظيع سيد الموقف
تقول تقارير الأمم المتحدة إن (25) مليون سوداني يحتاجون (للدعم العاجل) ولا شك عندي إطلاقاً أن كاتب هذه السطور و(كميلة) الجميلة ووالدها (الصادق) الحزين الممزق بين هنا وهناك هم الأرقام (24,999,997) وما يليها أو قل هم الأول والثاني والثالث فلا فرق ولا معنى للترتيب في هذه الأحوال وأصلاً (الترتيب) هنا لا نعيره اهتماماً كبيراً هنا وفي أمره عجب ولو كان له أهمية لما (حدس ما حدس) ولو أخضعنا أمر (الترتيب) للبحث الدقيق لوجدناه في ثقافتنا هو مصدر للحسد والحقد والغل الخوف والقلق وربما الموت عندما يحترب (الأول والثاني) فنصبح نحن (الطيش) ومن الثقافة الشعبية التي اكتسبناها في مدارسنا أن (الطيش يدقو بالبراطيش) والأول يُذاع ويستلم نتيجته (ويتخارج) وربما تكون له حراسة وحماية لأنه ربما يُضرب حقداً وحسداً وغيرة بغيضة..
ونهاية اليوم الدارسي في أيامنا نسميها (طلقونا) وكأننا كنا في حبس انفرادي و(الألفة) حارسنا وفارسنا ولا أدري لماذا يختارون أفرعنا طولاً وأقوانا بدناً وأفرغنا ذهناً… هذه هي أهم صفات (الألفة) حتى إن كانت (ريالتو) سائلة، لقد تربينا على ثقافة (الألفة) والمتقربون إليه زلفى ومن هذه الثقافة خرج السادة والقادة (وذات المتقربون إليه زلفى) فكانت الرشاوى والدعوات الكاذبة و(الدعاوى) والفوضى والخيانة والفساد وعدم الأمانة…. أما السخرية من (الآخر) أولاً كان أو (طيشاً) دوماً يصحبها تهكم غريب وكانت أيضاً حاضرة عندما نهتف في ساعة (طلقونا) بأصوات عالية (أولى أهلا وتانية أهلا وتالتة ورابعة الجوع كتلا) دون احترام (لتالتة ورابعة) الأكبر سناً والأكثر علماً والناظر ينظر كل ذلك ويسمع ويبتسم أحياناً ثم (يدقر سفة).
أظن أن الأمم المتحدة اخطأت في حسابها فالخمسة واربعين مليون سوداني تحتاج (للدعم) من كل أنواعه
فالألفة والناظر مازال حاضراً مع (السوط) في طفولتنا والموت الموت الآن وهذه حصيلة ما سبق
وصناعة التغيير ليست أمراً سهلاً ومجرد هتافات بل هو أمر عظيم وصبر طويل واحتمال الآخر ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم….
ولكن هل كان ذلك أيضاً موجوداً في (تاخموت) يا (كميلة) وهل لديكم (ألفة) وفوضى و(سفة)؟
عفواً… على الأقل يمكنك القول إن الحرب عندكم بين دولتين منفصلتين
أما هنا فنحن في دولة واحدة نقاتل بعضنا البعض والكل ضد الكل و(تالتة ورابعة الجوع كتلا) و(الأول والثاني) يتقاتلان (وكل زول بجماعتو)
الاتحاد الأفريقي (يسعى) ويتعاون لوضع حلول لحرب روسيا وأوكرانيا ويزورهما…
وهنا يرفضون (فولكر) وأحدهم قبل الحرب يطلب فتوى لقتله ومغنٍ يغني قبل سنوات (نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا) و(أوكامبو تحت جزمتنا دي) فلا يزورنا أحد إطلاقاً
وكميلة مازالت تنتظر أن تكمل دراستها والرصاص مازال يدوي فوق الرؤوس رغم أنهم قبلوا الهدنة… وفي (جبرة) نسمع الأخبار تحدثنا والعالم عن الهدنة في ذات الوقت الذي يدوي الرصاص فوق الرؤوس وأصوات الطائرات…
قولي لي يا (لبنى) أي لغة هذه التي نسمعها الآن وأنت تدرسين في جامعة اللغات بكييف؟؟
اسعفيني بترجمة لهذه اللغة يا (كميلة)؟؟
هل هي ذات لغة الموت التي تتحدث الآن في (جبرة) و(الحلفايا) و(تاخموت).. َوهنا وهناك (طاااخ موت)، رغم الفوارق العظيمة إلا أن (لبنى وكميلة) تمثلان الإنسان هنا وهناك والفرق شاسع بين تاخموت و(ياخ موت) لأن (النقاط) عندما توضع (فوق) تكون قيمتها أعلى بكثير من (ياخ موت)
ونعود فللحرب بقية…..
سلامٌ سلام
محمد طلب يكتب: يا خوفي على جبرة وكاخوفسكايا والحلفايا وكل الخفايا (2)