تقرير: حسن حامد
الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور اليومين الماضيين والسيول العاتية للوادي الذي يمر شرق معسكر عطاش للنازحين بنيالا شمال، أدت إلى انجراف جزئي للطريق القاري نيالا ــ الفاشر بالقرب من مدخل الفاشر بنيالا، بجانب قطع الطريق عند الكيلو (١٦)، كما أدت السيول العاتية للوادي الذي يعبر شرق المدينة، إلى وفاة امرأة وطفلين من معسكر عطاش للنازحين أثناء قدومهم من مزرعتهم في طريقهم إلى منزلهم بسنتر (١١) بعطاش.
وأعاق الانجراف الجزئي لهذا الطريق حركة اللواري والشاحنات، وادخل الخوف في نفوس مستخدمي هذا الطريق عندما يعبرون موقع الانجراف. وفي بادرة تحمد لوالي جنوب دارفور المكلف اللواء هاشم خالد محمود، استجابته الفورية للنداء العاجل الذي أطلقه زميلنا الصحفي محمد السوار، بتدارك الموقف قبل أن ينقطع الطريق بصورة كلية ويوقف الحركة بين نيالا والفاشر، ومنها إلى العاصمة، حيث قام الوالي برفقة مدير عام التخطيط العمراني بالولاية بزيارة للمواقع التي جرفتها المياه بمعية شركة جنيد للطرق والجسور التي باشرت عملها فوراً في المعالجات بدءاً من الكيلو ١٦، ومن ثم العودة لمعالجة الموقع الثاني بالقرب من المدخل.
وفي موقع الانجراف حكى المواطن آدم يونس ــ يسكن عطاش للصيحة، أن السيول العاتية للوادي المجاور للمعسكر جاءت بصورة لم يتوقعها أحد،حيث عبرت فوق شارع الاسفلت مما أدى الى انجراف الاسفلت، وأضاف أن السيول أدت وفاة امرأة واثنين من أطفالها اثناء قدومهم من الزراعة إلى المعسكر، وقال إنهم مع مجموعة من شباب المعسكر تمكنوا من انتشال الجثامين .
وعقب وقوفه على الموقعين، قال والي جنوب دارفور اللواء هاشم خالد محمود، للصحفيين إن مهندسي شركة جنيد باشروا عملهم في إصلاح وترميم الانجراف حتى لا يتسبب في قطع هذا الطريق الاستراتيجي الذي تعتمد عليه ولايات دارفور في نقل البضائع والتواصل مع المركز. وكشف هاشم أن الحركة ستنساب بصورة طبيعية بموجب العمل الجاري لإصلاح الطريق، وأثني الوالي على دور الإعلام في تنبيه السلطات لمواقع الخلل التي تحتاج للتدخل في المجالات كافة، وتابع ” هذا هو الإعلام الذي نريده في المرحلة المقبلة.”
الموقع الذي حدث فيه الانجراف لم يحدث للمرة الأولى وبحسب المحاضر بجامعة السودان التقانية بنيالا الدكتور آدم محمد آدم أن قضية هذا الطريق قديمة، وأنهم وبحكم سكنهم في الإسكان الشعبي الذي يقع بالقرب من موقع الانجراف طرقوا أبواب السلطات المختصة منذ سنوات بدق ناقوس الخطر، ولفت انتباه المسؤولين لإنقاذ الموقف، لكن لا حياة لمن تنادي ـ حسب تعبيره.
وأضاف آدم أن انقطاع طريق نيالا الفاشر بصورة نهائية ستكون له عواقب كبيرة بجانب حرمان قاطني الإسكان الشعبي من التواصل مع المدينة، وغالبيتهم موظفون في مؤسسات الدولة، مناشدًا بضرورة وضع المعالجات الجذرية لهذا الشريان المهم للسودان خاصة وأنه توقع انهياره الكلي حال حدوث أي فيضان لهذا الوادي .
فيما قال المواطن راشد آدم محمود لـ”الصيحة” إن انقطاع الطريق سيكون كارثة لأنه الوحيد الذي يربط الولاية بالفاشر والمركز، إضافة لذلك أنه سيهدد حياة قاطني الإسكان الشعبي لارتباطهم الدائم بالمدينة لأنهم موظفون وأبناؤهم يدرسون في مدارس متفرقة بداخل المدينة، مناشداً السلطات المختصة بضرورة أن تعالج التدخلات هذه المشكلة بصورة جذرية.
عموماً الأمطار الغزيرة التي شهدتها الولاية وبقية ولايات البلاد بالتأكيد هي أمطار خير وبركة وبحسب التوقعات أن الموسم الزراعي لهذا العام سيكون ناجحاً رغم القصور الكبير الذي تم فيه من قبل السلطات الزراعية، ولكن في المقابل كشف خريف هذا العام عن أخطاء هندسية كبيرة للطرق التي تم تشييدها وتسبب بعضها في اجتياح قرية بكاملها وهي أم زعيفة التابعة لمحلية عد الفرسان إثر فيضان وادي بلبل الشهر الماضي، ولابد أن تستفيد الجهات المختصة من ذلك حتى تكون المشروعات القادمة مطابقة لكافة المواصفات لتحقيق الأهداف المنشودة.