عبد الله مسار يكتب: الغطرسة الأمريكية (الدولار الأمريكي إلى الزوال)
أمريكا صارت دولة عظمى بعد الحرب العالمية الثانية، وصارت ضمن الدول التي أقامت الأمم المتحدة على أنقاض عصبة الأمم، وصارت ضمن خمس دول دائمة العضوية وتملك حق النقض (الفيتو) وصارت عملتها المغطاة بالذهب هي العملة العالمية الأولى
في عام ١٩٧١م، فك الرئيس نيكسون ارتباط الدولار بالذهب لأن أمريكا تمتلك القوة العسكرية التي تؤهلها لطباعة الدولار دون عطاء من الذهب ومنذ ذلك الحين صار الدولار ورقة مالية قيمتها ستة سنت، وصار بقوة أمريكا هو العملة الأولى التي يتم التعامل بها على مستوى العالم وساد الدولار العالم بقوة أمريكا حيث تباع به أغلب السلع العالمية وخاصة البترول وصار العالم كله مسروق من قبل أمريكا وهي أكبر دول العالم مديونية
وصارت كل التبادلات التجارية وعقود البيوع الكبيرة بالدولار الذي ليس له سند
وصار الدولار هو العملة الحية
ونتيجة لغطرسة أمريكا وهيمنة الدولار قتل صدام حسين الرئيس العراقي وقتل القدافي الرئيس الليبي وغيِّرت أنظمة، بل صارت أمريكا سلطة مطلقة تتسلَّط على كل دول العالم.
وباتت تستخدم سيف الدولار للسيطرة والتحكم في مصائر الشعوب في كل العالم فتغتال رؤساء وتنصِّب آخرين
ولكن كل دور إذا ما تم ينقلب
بدأ العالم وخاصة بعد الحرب الأوكرانية الروسية يشهد ظهور تكتلات اقتصادية وفي الطريق لظهور نظام عالمي جديد ينهي غطرسة أمريكا ويقضي على الدولار كعملة أولى في العالم.
وبدأت بعض الدول التعامل والتبادل التجاري خارج الدولار وهذه العملية كانت من المحرمات، ولكن واضح أن أغلب دول العالم قد بدأت التمرد على أمريكا والخروج عن بيت الطاعة الدولاري، حيث أنشأت (روسيا والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا. والهند حلف البريكس وهو جسم اقتصادي يتم التعامل بين أعضائه خارج مظلة الدولار.
وتعتزم الدول الخمسة في اجتماعاتها القادمة رفع سقف تحدي أمريكا في صورتين.
١/ ضم.السعودية والجزائر وتركيا لهذا الحلف.
٢/إطلاق عملة جديدة مدعومة ومغطاة بالذهب.
مما يعني عملياً موت الدولار الأمريكي.
إن أمريكا تمر بمرحلة الذبول لأنها صارت حليف غير موثوق به حتى أوروبا في طريقها للخروج عنها وخاصة بعد تصريحات ماكرون الرئيس الفرنسي بعد زيارته الأخيرة للصين الذي أعلن فيها بوضوع التمرد على أمريكا والدولار كما طالب أوروبا بفك ارتباطها بأمريكا واعتمادها على نفسها وأن تخرج من حروب أمريكا التي تزج فيها أوروبا.
إذن نحن الأن نعيش مرحلة الحرب العالمية الثالثة التي تشكل العالم من جديد واعتقد أن حلفاً جديداً يضم الصين والهند وروسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل والسعودية وتركيا والجرائر ودول أخرى في طريقه إلى الظهور وهو يشكِّل ثلثي موارد العالم.
وستظل أمريكا تقاوم ولكن واضح أنها تتخلخل حتى من الداخل، أما بحرب أهلية أو تتفكك ولاياتها أو ينهار نظامها السياسي وهو أمر يلوح في الأفق وخاصة إذا فاز ترامب في الانتخابات القادمة .
إن مكوِّن البريكس الآن يتفوَّق في الناتج المحلي العالمي ويعتبر أكبر قوة اقتصادية .
اعتقد أن موت الدولار صار قريباً وبه يزول طغيان وجبروت أمريكا لأن كل دور إذا ما تم ينقلب.