الشيخ موسى هلال رئيس مجلس الصحوة لــ(الصيحة): عضوية المجلس متماسكة ومن خرجوا كانوا من الذين استوعبناهم من الحركات
الشيخ موسى هلال رئيس مجلس الصحوة لــ(الصيحة): عضوية المجلس متماسكة ومن خرجوا كانوا من الذين استوعبناهم من الحركات
ليس لي خلافات مع الفريق حميدتي والذي بيني وبينه أكبر من أي خلاف
هذا الاتهام غير صحيح وعناصرنا لم تشارك في القتال بالمثلث الحدودي
الحل النهائي القاطع في الانتخابات
أصولنا مع الأحزاب اليمينية ونتحاور مع اليسار في قضايا الوطن
نرتِّب لعودة قواتنا من ليبيا مع القوات النظامية
سلام جوبا حقق مكاسب لموقعيه
حوار- الغالى شقيفات
يعتبر الشيخ موسى هلال عبد الله، رئيس مجلس الصحوة الثوري السوداني، من أبرز قيادات الإدارة الأهلية بالسودان، شارك في برلمان الإنقاذ ممثلاً لمحلية الواحة، ومن ثم أسس مجلس الصحوة عام 2006، واعتقل مرتين في عهد الإنقاذ قبل التمرُّد وبعده، وفقد أكثر من 60 من أفراد أسرته المقرَّبين، وعمل في رتق النسيج الاجتماعي والمصالحات الاجتماعية، وهو ابن زعيم إدارة أهلية بارز بولاية شمال دارفور، ويتمتع بعلاقات واسعة مع زعماء العشائر في الداخل والخارج وقيادات الطريقة التجانية في دول الجوار، وأصبح الآن يدعو للتصالح ونبذ الفرقة والشتات ووحدة عشيرته الرزيقات التي طوت الخلافات بين بعض مكوِّناتها العام الماضي، كما يعمل هلال على نزع فتيل الحروبات وتضميد الجراح وفتح صفحة جديدة للتعايش السلمي.
فمعاً إلى مضابط حوارنا معه.
بداية حدثنا عن مجلس الصحوة النشأة والتكوين؟
مجلس الصحوة نشأ وتكوَّن في ما بين ٢٠٠٦ و ٢٠٠٧. والفكرة كانت لإنشاء منظمة سياسية تحمل في داخلها الروح الوطنية والقومية للبلد في تلك الفترة وهو مثل أي تنظيم ثوري أو جسم سياسي، ونحن شعرنا أن الأحزاب بدأت تتقسَّم والحركات تفكَّكت وفي تلك الفترة نحن كنا في حرس الحدود وشعرنا بهذا التفكك والانقسامات الحزبية ورأينا لا بد أن نصنع جسماً يمثلنا على مستوى الوطن سياسيًا وأمنياً وهذه كانت بداية الفكرة.
لكن في ذلك الوقت كنتم جزءاً من النظام لماذا لم توصلوا رأيكم من الداخل؟
صحيح كنا جزءاً من النظام وفي ٢٠٠٨ تم فتح ملف سياسي وتم تعييني مستشاراً بديوان الحكم الاتحادي، ولكن حتى الأحزاب في النظام تفكَّكت شعبي ووطني وأمة واتحادي والحركة الإسلامية والحركات المسلحة والمنظمات جايطة البلد داخلياً وخارجياً والتفكيك جعلنا ننشئ جسماً لنوصِّل رأينا وفكرنا، وفكرة المجلس أصحابها أهل الفكر والدراية من المثقفين وأساتذة الجامعات والعلماء أمثال الدكتور عبدالمطلب من جامعة الخرطوم ودكتور فور من جامعة النيلين ومجموعة العناصر المثقفة والعناصر الأمنية والسياسية، ونحن نسير بخطى ثابتة وبطريقة فيها نوع من التأني هادئة وناعمة فهذه هي أسباب تكوين المجلس.
شهد مجلس الصحوة انشقاقات وتكوين عدة أجسام صحويةً كيف تنظر إلى هذه التطورات وما هو الحل من وجهة نظرك؟
لا توجد خلافات بالمعنى المقصود، حيث لا توجد خلافات فكرية أو طرح برنامج، بل هي خلافات مفتعلة والذين حاولوا تكوين الأجسام أتوا من الحركات كحركة إبراهيم مادبو والإرادة الحرة يعني هم دخلاء وليسوا مؤسسين في مجلس الصحوة وعضويتنا الأساسية موجودة ومتماسكة فقط من خرجوا هم الذين استوعبناهم من الحركات المسلحة بحكم الظروف جاءُونا في دارفور وملفاتهم ببعض المأموريات والتوقيع على نداء السودان واكتشفنا أنهم خارج إطار المشروع والبرامج وهم أصحاب مكاسب وقتية ونقول لهم ارجعوا لكياناتكم التي أتيتم منها وسموا بها تنظيماتكم ونحن أن اضطررنا يمكن أن نصدر بيانات ننفي صلتهم بالمجلس ولا نسمح لهم أن يسموا حاجاتهم وعملهم الناشئ باسم مجلس الصحوة ومجلس الصحوة الثوري السوداني، فالثوري فيه تعني الثورية من حيث الكم والتبعية وكلمة السوداني تعني أعضاء المجلس هم سودانيون يعني ليسوا من الخارج والمجموعة المنشقة غير مؤثرة، فقط تعد بأصابع اليد فهم كوَّنوا مجلس الصحوة الأصل ومجلس الصحوة التجديد وهذا كله أراه ليس له معنى، هم فقط عجبهم الاسم ولذلك تخلوا عن حركاتهم وأصبحوا يتسموا باسمنا وادعوهم للعودة إلى اسمائهم الحقيقية التي أتوا منها وكانوا قيادات فيها ولن نسمح بأي عمل باسم مجلس الصحوة، فالمجلس له قواعده وتمثيله ولجانه السياسية والعسكرية على مستوى السودان وله مكاتب في الخرطوم والدندر والشمالية وكردفان ومكاتب تنفيذية في كل السودان ونهيئ أنفسنا للانتخابات القادمة.
الآن ليس لكم أي مشاركة في الفترة الانتقالية؟
صحيح -الآن- ليست لنا أي مشاركة في الفترة الانتقالية بالرغم من أننا أول الموقعين على الوثيقة، ولكن أخواننا في المؤسسات السياسية التي تمثل المرحلة الانتقالية لم يعطونا اعتبارنا الحقيقي ونحن لم نهرول وراء المصالح والمحادثات السياسية القائمة الآن ولذلك نهيئ أنفسنا للمرحلة القادمة والانتخابات ونعرف مع من نتحالف أو نتكتَّل مع من من الأجسام السياسية ونحن جسم يميني وهذا كله من أجل قضية الوطن والوصول إلى ديموقراطية حقيقية.
في بداية الثورة وقعتم على وثيقة مع الحرية والتغيير التي تتفاوض لتشكيل الحكومة المدنية هل لازال لديكم تواصل معهم؟
يوجد تواصل من بعيد مع الحرية والتغيير ومع كل الأحزاب وكل الفعاليات السياسية والاجتماعية الموجودة في البلد نلتقي ونناقش في قضايا الوطن وبعد ما خرجت من المعتقل والنفرة التي حضرت من كل السودان نحن نعتبرها وثبة استثنائية واستفتاء بصورة غير مباشرة ونحن نتاقش مع كل الناس وكل الأطراف ولقاءاتنا مع الكتل السياسية مستمرة، ولكن مع الحرية والتغيير متباعدة بعض الشئ، ولكن هنالك عناصر من مجلس الصحوة تلتقي بهم بحكم الانتماء الآيديولوجي.
كيف تنظر للوضع -الآن- في السودان؟ وكيف ترى الخروج من هذا المأزق؟
أنا أنظر للوضع في السودان نظرة بسيطة مختلفة لأني اعتقد أن به عقد كثيرة جداً لكنها مفتعلة، واعتقد أن المدنيين والعسكريين يمكن يتفقوا ويخرجوا بقرار تشكيل حكومة تصريف أعمال أو كفاءات مستقلة وحكومة مدنية ومجلس عسكري من برهان وحميدي وآخرون يكون مثل مجلس سوار الذهب يمشي بالبلد لقدام في مرحلة السنتين دي عشان الناس تدخل في المفاصلة الحقيقية وهي الانتخابات وهذا بعد أن تقام مفوَّضية للانتخابات والتعداد السكاني ومراجعة الدوائر الجغرافية وغيره وحتى لو يبدأ بالتنافس الرئاسي والشعب يحدِّد وحتماً سيأتي بالجهة التي تقود البلد ونخلص من المعمعةً الماشة دي، ولكن أرى أن هذه المشاكل أن لم تحل بالطريقة السهلة والسريعة بنفس المقترح الذي ذكرته فإن الموقف في المستقبل سيكون فيه إشكاليات وتدخل البلد في مشكلة عميقة مثل سوريا وليبيا والعراق واليمن وأريتريا، السهولة في تشكيل مجلس عسكري من كل أقاليم السودان سوءاً متقاعدين أو في الخدمة وممكن يجئ البرهان نفسه رئيس مجلس سيادة ويشكِّلوا حكومة تصريف أعمال لسنتين تسير بالبلد للانتخابات، ولكن التدخُّل الأجنبي من السفارات ودول الجوار والأمم المتحدة وفولكر والاتحاد الأفريقي تدخُّل سافر وغير منطقي وفولكر أتى به حمدوك لتسهيل المهام ولكنه -الآن- يتدخَّل في تفاصيل لا تعنيه افتكر المهمة سهلة، ولكن أرادوا تعقيدها وسيوصلون البلاد إلى منعطف خطير جدًا ونسأل الله أن نصل إلى حل.
أين يقف مجلس الصحوة -الآن- من التكتلات السياسية في البلاد؟
نحن موقفنا مع الوطن وقضيته وكل ما نصبوا إليه هو التوافق وتوسعة دائرة المشاركة والتوافق الشامل من كل الكتل السياسية شرقاً ووسطاً، ولكي نخرج من الضيق والنفق الذي هم فيه والبلد مترامية والمجتمع فيها جهوي وقبلي، لا بد من إيجاد حل وسط يشمل كل السودانيين، ورسالتنا للناس لا بد من توافق ما أمكن وكل الآيديولوجيات بعث وشيوعيين ومركزي وكتلة ديموقراطية والقبائل والجهويات وكل هؤلاء حقيقة واقعية والسودان مبني على كدا ولكننا في النهاية نمثل وطن واحد وجنسية واحدة والأفضل الناس ترجع للصواب ويشوفوا الحل الأمثل والحل الأمثل والنهائي في رأيي تحدده الانتخابات.
ورد في بعض المواقع الإخبارية أن الشيخ موسى هلال خرج من نداء السودان؟
أنا في كل التكتلات والنداءات ضموني فيها بعضوية، وأنا قبلت العضوية في أكثرها، لأن همي كان أن نساهم في التوافق، وسياسياً نحن أحزاب يمينية وأصولنا معروفة كنا اتحادي ديموقراطي ومعظم قواعدنا في الاتحاد الديموقراطي والحركة الإسلامية والآن تجمعوا في مجلس الصحوة ونتكتل مع اليمين وليس اليسار كالشيوعي والبعث، ولكن كسودانيين نتحاور مع اليسار في ما يخدم مصلحة البلد.
هنالك قرار أممي بإخراج المقاتلين الأجانب من ليبيا فما هو مصير قوات مجلس الصحوة هناك؟
نحن نرتب لرجوعهم فهم أولادنا وسودانيين خرجوا إبان فترة عصيبة عليهم وكوَّنوا أنفسهم وهم جزء من مجلس الصحوة ونعمل مع القوات النظامية في ذلك ونرتب للعسكريين والسياسيين. العسكريون يتم فتح ملف عسكري لهم والمدنيون في العمل المدني.
هنالك حديث يتردَّد عن فتح منبر لكم في الدوحة أين تقف هذه الخطوة؟
نعم، هنالك مقترح لمنبر في الدوحة وعقدت ورش في النيجر وعلى مستوى الداخل وأن تأتي الصحوة وبقية الحركات للدخول في هذا الملف وتكون هنالك معالجة سياسية وعسكرية.
هنالك حملة تجنيد عسكري في دارفور وأنت متهم بأنك جزء منها؟
والله الاتهامات كثيرة، وكل شئ ما وجدوا له مكان يعلِّقونه في شخص أو جسم، وهذه من النوادر، وهذا الحديث أسمع به مثلما أنت تسمع به، وأنا في شخصي بعد صدور قرار من عمر البشير بضم قوات حرس الحدود للدعم السريع وتم القبض عليَّ ووضعي في السجن تم إبعادي من الملف العسكري سواءً من الجيش أو الدعم السريع، وأنا ليست لي صفة رسمية حتى أجنَّد أو أقف وراء تجنيد وليس لديَّ نمر عسكرية، ولما كنت في السابق أقوم بالتجنيد كان معلوم وجنَّدت معظم الناس اليوم في الساحة، وما كانت المسألة مخبأة أو خافية، ولكن الآن ليست لي علاقة بالتجنيد وأسمع أن التجنيد مفتوح بالجيش والدعم السريع في مناطق دارفور وعدة مناطق وهذا شأنهم لا دخل لي به وقطعًا التجنيد من كل اتجاهات السودان ولكل أبناء السودان والزول يجندوه ابن قبيلة وفي النهاية يتدرَّب ويأخذ طابع قومي يمثل السودان.
هنالك -أيضاً- اتهام بأن عناصر من قواتكم شاركت في القتال الذي يدور في المثلث الحدودي بين السودان وأفريقيا الوسطى وتشاد؟
هذا حديث غير صحيح، نحن عناصرنا لم تشارك في القتال بالمثلث الحدودي وليس لنا أي وجود في أفريقيا الوسطى والبعض يسمي نفسه باسم مجلس الصحوة والبعض يذهب للذهب، ونحن حتى منتسبينا في ليبيا لم يشاركوا في قتال مباشر إلا فقط بعض الجهات وضعتهم كحِراسات.
كيف تقيِّم تنفيذ اتفاق جوبا بعد تراجع موقعيه عن الحديث عن قضايا النازحين واللاجئين وتبنيهم للصراعات السياسية في المركز؟
كل طرف حكومة أو حركات يريد تحقيق مصالح ومكاسب من اتفاق السلام ومافي زول متمرِّد بوقع سلام من غير تحقيق مكاسب واتفاق جوبا حقق أهم مكاسب ومحاصصات، وكما ذكرت لكم سابقاً في رأيي الشخصي أي نسبة سلام سواءً أكانت عشرة بالمائة أو خمسين بالمائة فهي أفضل من أن لا يكون هنالك سلام نهائي، صحيح لا يوجد قتال بين الجيش ومجندي الحركات، ولكن الصراع هنا صراع سياسي هم عندهم محاصصات ونصيب والشغل السياسي للحفاظ على المكاسب التي حصلوا عليها.
وهذا الصراع لابد له من توافق حوله فلا يمكن أن تهمل مجموعات كالحلو وعبدالواحد والصحوة والشرق بكل تكتلاته ومهما يكلف أنا مع توسيع المشاركة والتفاكر فلا يمكن أن تطبخ أكلك وتضع لنفسك الكوم الكبير وتعطيني مغرافة مغرافتين وتقول لي تقبل بضغوط أجنبية ولابد أن يشارك الجميع في المطبخ بالرأي والحوار حتى نصل لمرحلة انتقالية ترضي الجميع وليس هنالك أحد مفوَّض للحديث عن الجميع وهذه طريقة دكتاتورية.
هنالك أحاديث عن وجود خلافات بينك والفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة والقائد العام لقوات الدعم السريع؟
هنالك بعض الناس يروِّجون إشاعات مغرضة وهم لهم أغراض ومصالح في ذلك وينفذونها بالإشاعات وليعلموا أنني ليس لي خلافات مع الفريق محمد حمدان والذي بيني وبين حميدتي أكبر من أي خلاف.
كلمة أخيرة للشعب السوداني؟
كلمتي للشعب السوداني أن لا يفقد قراره، لأن الوطن سيادة والسودان دولة ذات سيادة مستقلة وله تاريخ عريق قدَّمه الآباء والأجداد بالغالي والنفيس ويجب أن لا نكون في يد آخرين.