غذاء وصحة.. الصيام وتأثيره على الحالة النفسية
غذاء وصحة.. الصيام وتأثيره على الحالة النفسية
الصيام له فوائد نفسية لا تحصى على الفرد، أهمها أنه يحد من بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق والأرق، فهو حافز يولد القدرة على تحمل ضغوط الحياة ومواجهتها مما يؤدي إلى الاستقرار النفسي، كما تقول أحد الطبيبات في دراسة لها أن الصيام وممارسة العبادات في شهر رمضان وما ينتج عنه من تقارب وتواصل اجتماعي خاصة في فترة الإفطار والسحور، وكذلك أداء صلاة التراويح وسط الآخرين، يبعد المريض عن عزلته ويبدأ نوعا من التفاؤل والأمل مما يجعله يفكر بشكل إيجابي حول ذاته والآخرين، كما أكدت بعض الدراسات العلمية أن الصيام يخفف من حدة أعراض الغضب والقلق والأرق التي قد تظهر على بعض الصائمين، وأداء العبادات وقيام الليل خلال شهر رمضان المبارك يشعر الصائمين براحة البال، وذلك لأن الصيام يقوي مناعة الصائمين ضد الضغوط النفسية نتيجة مشاق الحياة وصعوباتها .
وأشارت الدراسات النفسية إلى أن أثر الصيام في علاج المرضى الذين يخضعون لعلاج من الإدمان، مؤكدة أن الصيام يهذب النفس ويرتقي بها مما له تأثير على طريقة التفكير والتدبر في الأمور، وذلك ينعكس إيجابا على النفسية، كما أن الصيام يعطي الفرد قوة إرادة للتغير نحو الأفضل، حيث تقول دكتورة ايمان يوسف حسن محمد، اختصاصي تغذية علاجية بقسم التغذية العلاجية بوزارة الصحة، في حديث لها مع (الصيحة) حول الصيام والصحة النفسية: هنالك فرق كبير جداً بين المريض النفسي والحاله النفسيه كما هو معلوم، فالمرض النفسي هو مرض معين يصيب الانسان بمختلف أنواعه، أما الحاله النفسيه فهي الشعور النفسي لأي إنسان وهو عباره عن قلق، توتر، تفكير، اكتئاب، خوف، حزن…الخ، أما عن الصيام وتأثيره على الحالة النفسية بصفه عامة فالصيام مرتبط مباشرة بالمعدة وهي مرتبطة بالجهاز العصبي، بمعني كلما ارتاحت المعدة، كلما كان مزاج الشخص جيد في الصيام، وأثناء الصيام تتوقف المعده عن الهضم لمدة من الساعات مما يجعلنا في راحة تامة، أيضاً في هذه الفتره تتخلص من كل السموم والمواد المؤكسدة، كما يؤثر الصيام في انخفاض الكلولسترول والبروتين الدهني والجلسرين، أيضاً تنخفض نسبة الجلكوز في الدم، خاصة عند الذين يعانون من السمنه كل هذه الأشياء تعمل على زيادة الشعور بالطاقة والحيوية وتعمل على تنظيم المشاعر والسيطرة على الانفعالات، أيضاً البروتين يتأكسد في الجسم أثناء الصيام ويتحلل لإنتاج الطاقة ويساعد في التخلص من المشاعر السلبية مثل القلق والغضب والإرهاق، مما يؤدي لتعذية الحاله النفسية وتحولها لحالة إيجابية، ويساعد الصيام كذلك علي إفراز هرمون السيروتونين وهو الهرمون المسؤول على السعادة .
كما يقلِّل الصيام من التهابات القولون، والقولون مرتبط مباشر بالحالة النفسية الجيدة، أيضاً الصيام يعمل على إفراز كمية أقل من السوائل والإفرازات المسؤولة عن تهيج الأنسجة والأغشية الحساسة في الجهاز الهضمي التى بدورها تؤثر على المصران العصبي، وأخيراً، هناك عادات جيده ترافق الصيام، فأثناء الصيام يتعلم الإنسان سلوكيات جيدة كضبط النفس والتحكم في ردود الفعل.