في انتظار حمدوك
بدأ رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك مشاوراته لاختيار طاقم حكومته الانتقالية التي يعول عليها الشعب السوداني كثيراً لإجراء إصلاحات في الاقتصاد السوداني وغيره من المجالات.
*ارتفعت سقوف التفاؤل كثيراً بالحكومة الانتقالية، والبعض يعتقد جازماً بأن حمدوك وحده قادر على إحداث التحو، وبالطبع هذا غير صحيح، ولا يمكن أن يحدث من شخص واحد وإن كانت مقدراته عالية.
*الحكومة الانتقالية المرتقبة يجب أن تكون بمواصفات صعبة ودقيقة حتى تعالج جراحات الاقتصاد السوداني، وقبل كل شيء لابد أن يكون هناك تفاهم كبير بين الطاقم القادم للحكومة الانتقالية.
*التدهور الاقتصادي الذي اعترف به رئيس الوزراء عقب إدائه القسم لا يمكن معالجته بين ليلة وضحاها، والتدهور المصرفي لا يمكن معالجته في شهر أو اثنين.
*الاقتصاد السوداني ثري بموارده، فقط يحتاج لحسن إدارة وتوظيف لهذه الموارد حتى نستفيد منه بالصورة المثلى، وأعتقد أن تجربة حمدوك وخلفيته الاقتصادية بإمكانها أن تحول أهل السودان من مستهلكين إلى مصدرين للكثير من المحاصيل والصادرات.
*فكرة تطوير الاقتصاد في شكلها بسيطة، ولكن في مضمونها تحتاج للكثير من التنسيق والعمل والجهد والتعاون بين كافة الطاقم الوزاري، فإذا نظرنا للزراعة سنجد السودان ربما يكون في المرتبة الأولى من حيث الأرض الخصبة الصالحة للزراعة، ويمكننا القول إن جميع أرض السودان صالحة للزراعة عدا مجاري الأنهار *وإن وضعنا المعادن في قائمة الاقتصاد، سنجد السودان غنياً بالذهب والحديد وغيرهما من المعادن، وفي السياحة نعتبر سابع دولة من حيث مقومات السياحة، ولكننا لم نستغلها بعد، وفي كافة المجالات الاقتصادية السودان خصب فيها ولكننا نفتقر لحسن الإدارة، وهذا ما جعلنا في ذيل قائمة الدول اقتصادياً.
*نعلم أن حمدوك وحده لن يفعل شيئاً، وإن لم تكن لدينا إرادة لمحاربة الفساد واستغلال مواردنا الذاتية بالصورة المثلى فلن ننجح، وإن لم تكن لنا إرادة وقوة في إنفاذ برنامجنا الاقتصادي فلن ننجح، وإن لم تكن لدينا ثقة في الطاقم الوزاري القادم، فلن نحقق النجاح المطلوب.
*قد يتطلب الأمر إجراء جراحة صعبة وقاسية في الاقتصاد السوداني، وهذا يتطلب فهماً ووعياً من المواطن البسيط الذي ربما يتأثر بهذه الجراحات خاصة فيما يتعلق برفع الدعم عن المحروقات وغيرها من السلع التي تقدم فيها الدولة دعماً كبيراً ولكن لم يشعر المواطن بهذا الدعم لانتشار الفساد في الحقبة الماضية.
*محاربة الفساد تكون عملياً بتقليل بنود الصرف في الحكومة القادمة، يعني الترشيد قولاً وفعلاً، وليس كما كان يحدث في السابق أن تعلن الدولة الترشيد ونرى وزراء وولاة وهم يسافرون لأوربا بجيوشهم الجرارة ونثرياتهم المليونية.
*إن وظفت الحكومة الانتقالية القادمة الموارد المتاحة في الخدمات الضرورية والتنمية البسيطة مؤكد أننا سنحقق النجاح قريباً، وإن اهتمت بالقطاع الزراعي والتعدين مع الانفتاح الأوربي المتوقع مؤكد أننا سنُحلّق في القمة.
*الخطوة المهمة التي ينتظرها جل أهل السودان هي إصدار قرارات “حقيقية” تؤكد اهتمام الدولة بالقطاع الزراعي وتقديم كافة أشكال الدعم للمزارعين حتى نصعد بالزراعة للمقدمة.
*السودان “نظرياً” موعود بخير كثير في الفترة المقبلة، ولكن “عملياً” نحتاج إلى جراحة دقيقة للاقتصاد حتى نصل لهذه القمة.