ما حكم من أكل أو شرب ناسياً في نهار رمضان؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ)، هذا الحديث دليل على أن من أكل أو شرب ناسياً فصومه صحيح لا نقص فيه، ولا إثم عليه، إذ لا قصد له في ذلك ولا إرادة، بل هو رزق ساقه الله إليه، ولهذا أضاف إطعامه وسقيه إلى الله تعالى، وما يكون مضافاً إلى الله تعالى لا يؤاخذ عليه العبد، لأنه إنما يُنهى عن فعله، والأفعال التي ليست اختيارية لا تدخل تحت التكليف، ولا فرق بين الأكل والشرب القليل والكثير لعموم الحديث، وليس عليه قضاء لأنه أُمر بالإتمام وسما الذي يُتَمَ صوماً، فدل على أنه صائم حقيقة، وصحة صوم من أكل أو شرب ناسياً وكونه لا قضاء عليه أمر مجمع عليه .
ومن اغتسل أو تمضمض أو استنشق فدخل الماء إلى حلقه بلا قصد لم يَفْسُد صومه، وكذا لو طار إلى حلقه ذباب أو غبار من طريق أو دقيق أو نحو ذلك، أو وصل البنـزين إلى حلقه بغير اختيار لم يفسد صومه، لعدم إمكان التحرز من ذلك، لأنه لا قصد له ولا إرادة، فهو كالناسي في ترك العمد وسلب الاختيار .
حكم من رأى صائما يأكل أو يشرب ناسيا: من رأى صائماً يأكل أو يشرب في نهار رمضان ناسياً وجب عليه إعلامه وتذكيره، لأن هذا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأكل والشرب في نهار رمضان منكر والناسي معذور، فوجب إعلامه في الحال.