الهلال والأهلي المصري نموذجاً: (التمييز العنصري) وسط اللاعبين.. واللعب خارج الميدان..!
الهلال يصعِّد القضية لـ(فيفا) و(كاف) والمصري يرفض الاتهامات
الوزيران يحاولان نزع فتيل الأزمة ويؤكدان على التعاون الرياضي
الخرطوم: معتز عبد القيوم
مشكلة كبيرة ستظل تهدد ملاعب كرة القدم الأفريقية على وجه الخصوص وهي التمييز العنصري الذي يواجهه اللاعبين على أساس العرق واللون في الملاعب وتمثل هذه المشكلة مصدر للقلق وتوتر كبير جداً للقائمين على تنظيم منافسات وبطولات كرة القدم في شتى أنحاء العالم دون تحديد لمكان،خاصة في القارات الفقيرة التي تعاني من أبجديات التطور في الرياضة وتفتقد وجود التقنيات الحديثة والتي ترصد وتضبط وتحدد هذه التجاوزات غير المقبولة سواءً من الجماهير أو اللاعبين أو الأجهزة الإدارية،وهذا ما حدث ضمناً ما بين فريقي الهلال والأهلي المصري منذ الشهر الماضي ومباريات الجولة الماضية والتي سبقتها في الأندية الأبطال والتي حملت عنواناً كبيراً بين طرفي كرة القدم في وادي النيل كتب بخط عريض (العنصرية) في كرة القدم إلى أين؟ في الوقت الذي يحاول فيه وزيري الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي والسودانية هزار عبد الرسول نزع فتيل الأزمة المتصاعدة الآن بشكاوى رفعت من الفريقين إلى (الفيفا) و(الكاف) حيث نشر الوزيران أخبار مغتضبة للتأكيد على متانة العلاقات بينهما في كرة القدم.
تحويل شكوى الهلال للانضباط
كشفت متابعات (الصيحة) التي تحصلت عليها وفق صحف ومواقع إخبارية من مصادر موثوقة أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف” قرر تحويل شكوى نادي الهلال ضد الأهلي المصري بخصوص ما حدث من جماهير الفريق المصري في المباراة الأخيرة في الأندية الأبطال الأفريقية إلى لجنة الانضباط بالاتحاد لاتخاذ القرار النهائي ونقلت الموقع والصحف بحسب المصدر بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف” أنه تم تحويل الشكوى إلى لجنة الانضباط متضمنة تقرير الحكم ومراقب المباراة.
(الكاف): تقرير المراقب يدعم الشكوى
إلى ذلك كشف (الكاف) إلى أن تقرير مراقب المباراة المرسل إليهم تضمن الأحداث التي وقعت بين الفريقين في الممر بعد نهاية المباراة، كما تضمن تقرير الحكم شغب جماهير الأهلي المصري والهتافات المسيئة ضد الهلال، وكان رامي كمال نائب الأمين العام لنادي الهلال قد كشف أنه تم تسليم شكوى رسمية للاتحادين الأفريقي (الكاف) والدولي (الفيفا) ضد النادي الأهلي المصري بسبب الأحداث التي رافقت مباراة الفريقين الأخيرة في ملعب القاهرة، وأضاف أنه تم تدعيم الشكوى “بمقاطع فيديو تؤكد ما تم من انتهاكات.
العامري يعترف ولكن….!
العامري فاروق نائب الأهلي المصري في تصريحات صحافية أدلى بها لإذاعة الشباب والرياضة، على بيان الهلال الذي صدر الأسبوع الماضي والذي وصف فيه الأهلي المصري بالعنصرية حيث كشف العامري أن بعثة الأهلي في الخرطوم وفي مباراة الذهاب تعرَّضت للعديد من التجاوزات التي لم يسمها أو يكشف عنها، مبيِّناً وتم توثيق ذلك وتقديم شكوى إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف)، وتضمن رد العامري أن ما حدث في مباراة القاهرة ضد الهلال لم يخرج من كونه ردة فعل عادية لا أكثر لا أقل كما أضاف العامري: “كنت رئيس بعثة الأهلي في الخرطوم، وتعاملنا مع الأمر كمباراة كرة قدم فقط،بعيداً عن الأغراض الأخرى، وأشار نائب الأهلي العامري، بالقول: “رفضنا دخول الأطفال مع مسؤولي نادي الهلال إلى المقصورة الرئيسة، لأن القواعد تحتم على ذلك ولم يحدث على الإطلاق هتافات عنصرية ضد لاعبي الهلال، وأضاف أن الأهلي المصري سيقوم برد فعل قوي على بيان نادي الهلال واتهاماته الأخيرة، وذلك من بعد دراسة الملف بشكل كامل، لأن الهدف هو تشويه سمعة النادي والإضرار به.
الخطيب: جماهير الهلال خارج النص
استقر مسؤولو النادي الأهلي المصري برئاسة محمود الخطيب على تقديم شكوى ضد نادي الهلال إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” بسبب ما بدر منه عقب مباراة الجولة الأخيرة بدور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا هذا وطلب رئيس النادي الأهلي من الجهاز الإداري داخل الفريق تجهيز جميع الفيديوهات التي تخص أحداث لقاء الأهلي المصري والهلال لتقديم شكوى ضد الهلال تسلم إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) بسبب التجاوزات التي أعقبت المباراة بالقاهرة، ويرى مسؤولو النادي الأهلي المصري أن بعثة فريق الهلال خرجت عن النص في التعامل مع الفريق المصري عقب انتهاء المباراة لذلك يتحرَّك الأهلي نحو تقديم شكوى ضد الهلال لـ (كاف) بسبب الخروج عن النص وافتعال الأزمات قبل الدخول إلى غرفة الملابس هذا ويسعى الأهلي المصري لتجهيز شكواه للرد على الهلال لدى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) وذلك عقب تقديم الهلال شكوى رسمية ضد (القلعة الحمراء) إلى ذلك ويهدف النادي الأهلي المصري لتوضيح الصورة للاتحاد الإفريقى لكرة القدم (الكاف) من خلال الفيديوهات والصور التي سيقدِّمها وذلك لتجنب أي عقوبات على الفريق قبل لقاء الدور ربع النهائي.
صمت سوداني والخارجية المصرية تنفي
في الوقت الذي ظهرت فيه بوادر الأزمة بين الفريقين وتداول الجميع الأخبار والفيديوهات التي ترمي لاعبي الهلال بإشارات وهتافات عنصرية تحرَّكت الخارجية المصرية دون أن تشعر في شبهة وإدانة لما تداولته الجماهير عقب المباراة، وأشارت الخارجية المصرية إلى أنه بالفحص تبيَّن أنه تم تركيب مقطع صوتي قديم منذ عام 2013م على مقطع فيديو تم تصويره من داخل الإستاد، على حد قولها وأن المباراة لم تشهد أية تجاوزات.
وشدَّدت (الداخلية المصرية) على أن ذلك يأتي في إطار محاولة جماعة الإخوان الإرهابية لإثارة البلبلة وتشويه صورة جماهير الكرة المصرية وإحداث الوقيعة بينهم، وأنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال مروِّجى المقطع المشار إليه, في الوقت الذي مارست فيه الدوائر الرسمية الدبلوماسية ذات الصلة بالسودان “فضيلة” الصمت تجاه القضية التي حركت ساكن الماء بين جماهير ولاعبي وإدارات الفريقين ولم تتحرَّك الجهات في الخرطوم ولو بخطاب يندد بما حدث من تصرفات في المباراة الأخيرة بين الفريقين وقد أثار التزام الجهات الرسمية السودانية سخط الوسط الرياضي وبعض المسؤولين فيها وذهب عدد من الناشطين والإعلاميين إلى خطوة أبعد من استدعاء السفير المصري في الخرطوم، بل وطالب آخرون بقطع العلاقات مع الجارة مصر إلى حين توضيح لما حدث في المباراة وبشكل رسمي.
هزار وصبحي ومحاولة نزع فتيل الأزمة
وأكدت وزير الشباب والرياضة هزار عبد الرسول حرصها على تكثيف الأنشطة المشتركة والتبادل الشبابي والاستفادة من الخبرات المصرية السودانية في الرياضة، وأشارت إلى أن هناك توافق دائم في الرؤى المشتركة في مختلف المجالات وذلك في ضوء التنسيق الدائم والمستمر بين الوزارتين المصرية والسودانية للتنسيق في شأن تنفيذ العديد من الأنشطة والبرامج المشتركة في مختلف مجالات الشباب والرياضة، إضافة إلى العديد من الأنشطة العربية المشتركة التي يتم تنفيذها تحت مظلة مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، كما أكد د.أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة المصري على أن التعاون بين الوزارتين لخدمة شباب البلدين في ضوء رؤية القيادة السياسية لتكثيف الأنشطة والمشروعات المشتركة على مدار العام، ومنها برامج التبادل الشبابي وحرص وزارة الشباب والرياضة المصرية على تمكين الجالية السودانية في مصر من الاشتراك والاستفادة من المشروعات القومية التي تنفذها الوزارة على مدار العام للنشء والشباب وذلك في ضوء رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والتي كان آخرها إعلان فخامته لعام 2023م، عاماً للشباب العربي يتم خلالها تنفيذ المشروعات بمشاركة مكثفة من مختلف الدول العربية.
عقوبات وغرامات (الفيفا)
تشير لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التأديبية إلى العقاب بالإيقاف لخمس مباريات على الأقل تجاه أي طرف متهم بالإساءة العنصرية،وأيضاً بإيقاف الملعب ومنعه من استقبال المباريات مع فرض غرامة مالية قدرها على الأقل 20 ألف فرانك سويسري (20 ألف دولار أمريكي، 15 ألف جنيه إسترليني)، وتتمثل العقوبات أيضاً في إيقاف الملاعب التي تشهد حالات تمييز عنصري عن استقبال المباريات أو اللعب دون جمهور وغلق الملاعب بمراقبة صارمة ومتشدِّدة، وتصل العقوبة إلى خصم النقاط من الفريق الذي بادر جمهوره بالتمييز العنصري مع اعتقال كل من تثبت إدانته بترديد هتاف عنصري، مع منح الفريق الذي يقع على لاعبيه التمييز بالخروج ومغادرة الملعب، وتعتبر الغرامة المالية بحسب (الفيفا) هي العقوبة الأولى والأكثر شيوعًا لمعاقبة التصرفات العنصرية، سواءً ضد الأندية أو أي متورط في الأمر.