عبد الله مسار يكتب: السودان إلى أين؟
منذ قيام ثورة ديسمبر -أبريل 2019م لم تستقر دولة السودان ودخلت عليها صراعات عدة
1/صراع مدني مدني
2/صراع عسكري مدني
صراع عسكري عسكري
4/تدخل خارجي عنيف
5/وصاية دولية بطلب سوداني
الصراع المدني مدني أدى إلى انقسام قوي الثورة إلى أكثر من فصيل على رأس ذلك قوى الحرية والتغيير المركزي وقوى الحرية والتغيير الكتلة الديموقراطية وقوى الثورة الموجودة في الشارع وأغلب أحزاب اليسار
والقوى السياسية والمجتمعية الوطنية الأخرى
هذا التشظي السياسي قسَّم القوى السياسية إلى معسكرات متباينة بعضها مدعوم من القوى الأجنبية بتدخل مباشر في الشأن السوداني. وبعضها مدعوم من العسكر وبعضها يتحرَّك من تلقاء نفسه.
هذه التقسيمات ومواقف القوى السياسية والعسكرية أثرت جداً في الوضع داخل السودان أمنياً واقتصادياً واجتماعياً.
وأخيراً انقسم العساكر فيما بينهم وقوفاً مع التيارات السياسية المتصارعة.
هذا الوضع مع التدخل الأجنبي الخارجي المباشر في أمر السودان وسلب السودان والسودانيين القرار الوطني وجعل سيطرة السفارات واضحة جداً في الشأن السوداني الداخلي وكأنهم هم الحكام وخاصة سفراء أمريكا وبريطانيا ثم جاءت الطامة الكبرى بحلول (بعثة فولكر حمدوك الأممية) التي جعلت السودان مرتعاً خصباً لهذا التدخل وقننته وفي ظل هذا الوضع وقع سلام جوبا بمساراته المختلفة التي خلقت أزمات أخرى جديدة وفي كل هذه الأجواء الخطرة غابت دول لها مصالح في السودان من كل العملية السياسية وصارت تحاول أن توجد لها موطىء قدم.
الصورة أعلاه هي شكل السودان السياسي والعسكري طيلة الفترة من قيام الثورة وحتى الآن .
أخيراً قامت عملية سياسية من طرف واحد أبعدت أغلب عناصر المشهد السياسي في السودان وبدعم من فولكر والرباعية ولكنها -أيضاً- تراوح مكانها رغم الزخم الذي حشد لها ورغم تأييد السيد الفريق أول محمد حمدان لها .
ظل الشد والجذب في الساحة السودانية مستعراً وظلت المواقف متباينة وظلت الحلول السياسية للمشكل السوداني تراوح مكانها لا استطاعت الحرية والتغيير المركزي حسم الأمر لصالحها ولا اتفق العساكر معها أو ضدها أو اتخذوا موقفاً -آخر- حاسماً ومغايراً ولا استطاعت مظاهرات الشارع ولا القوى السياسية الممانعة أن تغيِّر من الواقع المأزوم هذا شيئاً ولا أستطاع الخواجات فرض مشروعهم النيوليبرالي على السودان ولا استطاعت الحركات المسلحة الممانعة (عبدالواحد -الحلو). دخول الخرطوم والاستيلاء على السلطة.
وظل السودان (مجوبك) هكذا منذ قيام الثورة حتى الآن وأثر ذلك جداً على حياة المواطن العادي الذي لا حول له ولا قوة و كل ما يهمه الحصول على لقمة عيش سهلة وشريفة وأمن وخدمات عامة فهو ليس له في صراع الساسة والحكم غرض غير توفير احتياجاته.
إذن هذا المشهد السوداني الماثل الآن . ننظر غداً ماذا يحدث
تحياتي