بين زمانين: عثمان النو.. عرَّاب الغناء الجماعي
(دو)
حينما يأتي ذكر اسم فرقة عقد الجلاد.. ذلك يعني بالضرورة التوقف في اسم بقامة الموسيقار عثمان النو.. فهو ارتباط روحي وفكري عميق لا يمكن فصله بسهوله.. لأنه أسس للتجربة بشكلها الحالي حتى أصبحت شكلاً غنائياً جديداً في مسيرة الأغنية السودانية.. وعثمان النو بلا شك رقم كبير لا يمكن تجاوزه مطلقاً.. له وضعيته واعتباريته ومكانته الرفيعة.. وهي مكانة جاءت بعد حفر عميق في جسد الموسيقى السودانية حتى أصبح واحداً من أعلامها وأساطيرها وكبارها.. وهو رجل صاحب تاريخ كبير وناصع وحافل بالعطاء.
(ري)
الموسيقار عثمان النو من مواليد 1957 ود مدني بحسب ما ذكر الأستاذ عبدالله دليل.. خرج من حوش النو في مدني الجميلة.. ومنذ نشأته تشرب الموسيقى عبر أخواله الذين أخذ عنهم العزف على آلات الكمان والعود.. بدأ ظهوره العلني في تلفزيون الجزيرة حين قدم نشيد لبرنامج الأطفال.. وكان وقتها يشارك في الجمعيات الأدبية في المدرسة الأهلية بود مدني وكان بمثابة فنان شامل يمثل ويغني ويعزف على عدة آلات.
(مي)
تخرج من المعهد في العام 1983 على يد الموسيقار الكوري (مستر باك) وكانت أغنية خاصة للأطفال هي مشروع تخرجه.. مما يؤشر لاهتمامه الخاص بالأطفال وتقديم أعمال لهم وهو من أصعب ضروب الفن.. تغنى بأغنياته التي لحنها من كلمات عدد من الشعراء مثال القدال والدوش وحميد وهاشم صديق قبل عقد الجلاد عدد من الطلاب الذين عاصروه في المعهد مثل الخالدي والعميري (رحمهم الله) و وردي الصغير وحنان النيل.