الخرطوم: إبتسام حسن
أوضاع مزرية خلفها خريف هذا العام بكثير من الولايات، غير أن الخرطوم رغم أنها عاصمة البلاد، لكن يبدو أن بنيتها التحتية هي الأضعف، لذا كانت من أكثر الولايات تأثراً حسب تصريحات السلطات الصحية، وكانت النتيجة فقد أرواح وإصابات وتدمير وانهيار منازل وتشريد أسر اصبحت من غير مأوى، تفترش الأرض وتلتحف السماء، تمثلت في حواضر كثيرة منها مدينة الجيلي.
أما الحديث عن منطقة مايو، فإن توصيف الوضع المزري قليل لأسر لا تملك حتى حمامات، وظل العراء الواسع هو المأوئ البديل، تلك الأسر لا يتوفر لها الغذاء ولا الكساء غير مدينة الجيلي التي يتحدث مواطنوها عن فقد ممتلكات قيمة بما في ذلك حلي النساء التي أضحت تسبح داخل مياه الفيضانات المختلطة بمياه السيول داخل المنازل العائمة. أضف إلى ذلك ولاية النيل الأبيض التي عجزت كل السلطات عن الوصول إليها، ووصل الوضع إلى توصيل المعينات والأدوية للمنطقة عبر الإسقاط الجوي، ولجأ سكان منطقة الجيلي لاستغلال المدارس أماكن إيواء.
وفيات وإصابات
كشفت وزارة الصحة عن وفاة 46 مواطناً بسبب السيول والأمطار وإصابة 97 شخصاً ونفوق 3137 حيواناً . وأقر وكيل وزارة الصحة المكلف د. سليمان عبد الجبار في تصريح سابق بتأثر 16ألف أسرة بالأمطار الأخيرة في 16 ولاية عدا ولايتي وسطـ دارفور والنيل الأزرق، وأكد تأثر 56 محلية تشمل 202 قرية بجانب انهيار 9500 منزل كلياً و4 آلاف منزل جزئياً، فضلاً عن انهيار 3148 مرحاضاً كلياً و2500 مرحا جزئياً، مشيراً لتأثر منطقة جنوب الحزام بالخرطوم بالأمطار، وأشار إلى أن ولاية الخرطوم أكثر المناطق تأثراً.
انهيار منازل بالخرطوم
بلغ عدد المنازل التي انهارت انهياراً كلياً بولاية الخرطوم حسب تقارير رسمية ألف منزل بالخرطوم، وكانت أكثر المناطق تأثراً جنوب الحزام وحي النصر وغبوش وأنقولا وقلب الأسد والسلمة وعد حسين، فضلاً عن انهيار 500 مرحاض. وتوقع وكيل وزارة الصحة ظهور حالات إصابة بالإسهال، نافياً في نفس الوقت وجود أي حالات حالياً بمنطقة جنوب الحزام بالخرطوم، ووصف الحالات بالعادية، وكشف عبد الجبار عن خطة عاجلة للمجلس العسكري لتنفيذ حملة رش بالطائرات بولاية الخرطوم بتكلفة 8500 جنيه، وأكد محاصرة المياه لـ 600 منزل بمنطقة الحمرة بشمال كردفان، الأمر الذي حال دون وصول الفرق، فضلاً عن صعوبات في الحركة، مشيراً لتأثر ولاية النيل الأبيض مؤخراً واللجوء إلى إيصال المعينات والدواء عن طريق الإسقاط الجوي، مقراً بوجود نقص في مواد الإيواء.
استجابة
أكد وكيل وزارة الصحة، أن الوزارة استجابت لطوارئ الخريف مبكراً بتوفير الأدوية والمبيدات، وكشف عن رفع خطة للمجلس العسكري للرش بالطائرات بعد انتهاء فصل الخريف، وأقر الوكيل بصعوبة الوصول للمناطق المتأثرة، منوهاً إلى أن حجم الأضرار أكبر من المتوقع وأصدرت وزارة الصحة ـ حسب الوكيل ـ توجيهات لمستشفى بشائر بتوفير العلاج المجاني للمتأثرين بطوارئ الخريف، متعهداً بتوفير الأدوية والعقاقير في حال طلب الوزارة لها .
إخلاء
وأكد وكيل وزارة الصحة، د. سليمان عبد الجبار أن سكان مدينة الجيلي أخلوا المنطقة تماماً بعد السيول والفيضانات التي اجتاحت المنطقة. وأعلن عبد الجبار في تصريح لـ(الصيحة) عن قطع طريق التحدي وحدوث أضرار منها انهيار منازل، مشيراً لتضرّر منطقة الشمالية والجنينة، بالإضافة إلى منطقة الجيلي، مؤكداً تشكيل أتيام لحصر الأضرار ونوعها، وأشار إلى مساعٍ وترتيبات لتوفير أماكن إيواء بديلة، مشيراً إلى تأثر 1395 أسرة من جملة السكان البالغة 12 ألف نسمة بمنطقة الجيلي شمال بحري، وأوضح أن السيول بمنطقة الجيلي لم تخلف وفيات، منوهاً إلى تأثر 5 أحياء بالجيلي من جملة 6 أحياء فضلاً عن انهيار 1233 منزلاً كلياً وجزئيا ما يعادل 88% من جملة المنازل، وتأثرت 980 دورة مياه، وانهيار 800 منزل.
وقال الوكيل إن مياه النيل أغلقت الشارع نهائياً، وإن وزارته حالياً تعمل على توزيع مواد الإغاثة في كل المؤسسات المعنية مستنفرة كل الكوادر، وأكد توفير عيادات، فضلاً عن توفر كل الكوادر الطبية والطلمبات. وقال إن هئية الدفاع المدني تعمل مع ديوان الزكاة بالشراكة مع لجان الأحياء وقوات نظامية لتوزيع مناطق إيواء بديلة، ووصف الاستجابة من الجهات المختصة بالممتازة.