هل يوافق على المشاركة؟.. ضغوط أمريكية إسرائيلية لإقناع السودان بالانضمام إلى “النقب”
الخرطوم- الطيب محمد خير
يبذل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ونظيره الإسرائيلي إيلي كوهين، جهوداً مكثفة للضغط لإقناع السودان بالموافقة على الانضمام لمنتدى النقب الذي سيعقد في المغرب، بعد شهر رمضان، ويضم منتدى النقب إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل، كلاً من: مصر، الإمارات، المغرب والبحرين وبحسب القناة (13) الإسرائيلية فإن كلاً من واشنطن وتل أبيب تعدّان إقناع السودان بالمشاركة في الاجتماع السنوي لدول منتدى النقب إنجازاً سياسياً وتأتي تحركات إدارة الرئيس جو بايدن وحكومة نتنياهو لإقناع السودان بالمشاركة في ظل انتقادات واسعة توجهها كثير من دول العالم للسياسات التي تتبناها حكومة نتنياهو تجاه الفلسطينيين.
ولم تستبعد القناة موافقة مجلس السيادة السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، على حضور مؤتمر منتدى النقب في الرباط.
لقراءة أسباب الموقف المتشدِّد من قبل إسرائيل وأمريكا على مشاركة السودان وما الإضافة التي سيقدِّمها وفي المقابل ما الفوائد التي ستعود للسودان أن هو قبل بالمشاركة، في هذا يقول الخبير الدبلوماسي السفير أحمد كرمنو لـ(الصيحة) إن السودان رغم غياب الرؤية بسبب عدم الاستقرار السياسي لكنه يعتبر دولة لها تأثير في القضية الفلسطينية ولعب دوراً محورياً في كثير من مراحل الصراع العربي الإسرائيلي وكان مؤثراً باعتباره أحد الدول الداعمة لقضية التحرير الفلسطيني في فترة هناك كثير من الدول لم تكن موجودة وبالتالي هذا الإصرار على مشاركة السودان في هذا المنتدى على الرغم من أنه في مرحلة انتقالية حكومتها غير مكتملة الأركان، لكن يراد بأي حال من الأحوال في ظل الظروف التي السودان غير مهيأ للدخول في أي أحلاف هم يسعون أن يجدوا موضع قدم في السودان حتى يتم الاحتجاج به على السودان بأنه حكومة البرهان وافقت على كثير من خطوات التطبيع والمشاركة في المنتديات الخاصة به.
وأشار السفير كرمنو إلى أن الأمر الأهم أن السودان من الدول التي تمنح تأييدها أو توجه موقفها دون مقابل يعني مجاناً وهذا بالتأكيد لا ينتظر السودان أن يمنح مايريد لأن المقولة الأمريكية الشهيرة (إن أنت منحت شيئاً مجاناً لا تنتظر مقابل) يعني نظرية قدم السبت تجد الأحد غير موجودة في قاموسهم السياسي ولا الدبلوماسي، ومن الأشياء الخطأ السماح لأسرائيل بعبور طائراتها القادمة من أمريكا اللاتينية للأجواء السودانية مجاناً، وبالتالي مشاركة السودان كدولة لها مكانتها بين الدول العربية في هذا المنتدى تعطي إضافة ودفعة للتطبيع مع إسرائيل خاصة للدول الجديد مثل البحرين والإمارات، ولاسيما السودان دولة لها موقف تاريخي في دعم القضية الفلسطينية ولاتزال هذه المواقف موجودة وتظهر في المعارضة القوية التي يجدها التطبيع من القطاعات المدنية والسياسية بجانب أن السودان دولة غنية بالموارد لذلك من المهم أن يضمنوا وجود السودان لجانبهم بتقريب الحكومة الانتقالية وبعدها حتى تكون أن قامت حكومة بانتخابات ستكون الحجة أن الحكومة الانتقالية وافقت على التطبيع رغم أنها لاتملك شرعية لذلك والخطأ أن موافقة السودان ستتم مجاناً كما أشرت لذلك، وموافقة البرهان ستأتي تحت هذه الضغوط التي تمارس على السودان من قبل أمريكا في كثير من النواحي السياسية والاقتصادية.
وأكد كرمنو أن الحكومة التي ستعقب الانتخابات لن توافق على أي خطوة تمت بشأن التطبيع وستدخل مشكلات ومغالطات مع إسرائيل وأمريكا، لكن من المرجح في ظل الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانية أن تغيِّر موازين القوى في العالم، فوجود السودان مشاطئ للبحر الأحمر سيؤمِّن لأمريكا وإسرائيل موقعاً استراتيجياً مداه حتى المحيط الأطلسي.
وأشار كرمنو إلى استغرابه من مسارعة الدول العربية للطبيع، حيث لايوجد محفز من إسرائيل التي تعاملها ردئ جداً وتأخذ من العرب دون أن تدفع مقابل ذلك، ولذلك لابد أن تكون العلاقة متوازنة وقائمة على المصالح المتبادلة وليس الآحادية كما وحاصل الآن المستفيد إسرائيل.
من جانبه يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين بروفيسور حسن الساعوري، أن مشاركة السودان في منتدى النقب رسالة بأن السودان على موقفه المؤيد للتطبيع والمضى فيه رغم المعارضة من قبل الرأي العام.
ويضيف بروفيسور الساعوري لـ(الصيحة) بقوله: قد تكون هناك أشياء أخرى ستتم من خلال هذا المنتدى مثل عمل مواجهات للتطبيع بالاستفادة من التجربتين المصرية والأردنية وبالتالي الظاهر أن هذه الدول التي انخرطت في التطبيع استفادت منه كذا وكذا حتى يتم إقناع البقية.
وعن الفائدة التي ينتظرها السودان، أشار بروف الساعوري إلى أنه يسعى لمساعدة إسرائيل في إعفاء الديون وإعادته للمجتمع الدولي وذلك بما لإسرائيل من تأثير على أمريكا.
وعن كيف يشارك السودان وهو لم يكمل خطوات التطبيع، قال الساعوري: في هذه تمت حبكة ذكية من قبل البرهان عندما ربط اكتمال التطبيع بقيام برلمان وبالتالي في ظل عدم اكتمال التطبيع تصبح مشاركة السودان في هذه الفعالية أو غيرها غير مكتملة وأنما شبه صورية ومعروف المنتدى حضوره ناقش توصيات وليس قرارات، لأن المنتديات نهايتها دائماً توصية ووليس قراراً وبالتالي السودان لا يتضرَّر أن هو حضر هذا المنتدى.