عبد الله مسار يكتب: الاستهبال والتغفيل السياسي
الحكم في السودان منذ الاستقلال قام على الاستهبال والاستغفال السياسي. ديموقراطي مدني أم عسكري
جميع الحكام كانوا مستقلين، في ذلك عوامل كثيرة غيبت عدد كبير من أهل السودان عن الحكم وخاصة سكان الريف والحضر البعيد والسبب هو قلة التعليم. الحكم المركزي وبعد المسافات بين سكان السودان والفقر وعدم اهتمام عامة السودانيين بمن يحكم وأيضاً لسهولة المعيشة في أصقاع السودان المختلفة. وقلة طلبات السكان حيث أن كثير منهم لا أثر للحكم عليهم لا شغل لهم بالحاكم طالما المعيشة سهلة، واستفاد أغلب الساسة من هذه الظروف وسيطروا على حكم البلاد والعباد دون الالتفات إلى مشاركة كل أهل السودان في حكم بلدهم وقرارها ولذلك لم يقم عقد اجتماعي ولا دستور يحدد المسؤوليات ولا شكل الحكم والدولة وكل الأمور في السودان كانت تسير (سمبلة).
ولذلك قامت الحروب الأهلية في السودان منذ ما قبل الاستقلال وظلت قائمة لم تنتهي حتى الآن ولم ينتبه أهل السودان لعلاج أسبابها، لأن النخب الحاكمة لا ترغب في ذلك لأنها تأكل في كيكة الحكم لوحدها (ذي جماعتنا الآن) وأخذت كثير من المسميات وأضاعت الدولة السودانية التي حققت وساعدت في استقلال كثير من الدول الأفريقية وكانت رائدة في ذلك وظلت الدولة تتعثر طيلة عمرها الوطني وهي بين ديموقراطية مزيَّفة وعسكرية مؤدلجة ونجاضة نخب منقطعة النضير وتفليس وطني كبير على أساس ذلك قامت عائلات وبينت أسر وبني مجد زائف وشهرة مصتنعه ودارت حروب مات فيها الآلاف وشرِّد ولجأ الكثر إلى غير وطنهم، ومع كل هذا لم يتعظ الساسة في بلادي يكررون الخطأ تلو الخطأ وظل الاستهبال السياسي يمارس على كل أهل السودان رغم انتشار العلم والمعرفة.
ولكن هذه الأيام ورغم الوعي مازال هنالك أنصاف مثقفاتية يمارسون نفس اللعبة ومازالوا يعتقدون أن الشعب السوداني هو هو بقديمه.
وجاءت الثورة ورفعت شعارات مهمة ولكن نفس الفئة ظلت في ضلالها القديم وهذه المرة دخل عامل جديد الاستعانة بالأجنبي أو حكم الأجنبي بالوكالة على حساب الوطني وصار هنالك فولكر والرباعية واختفى الحكم الوطني على سواءاته وجيئ بهؤلاء المستعمرين الجدد نصرة وتأييداً وتنفيذاً لبرنامجهم على حساب أهل السودان.
إن المأساة في السودان الآن أكبر وأعظم من كل وقت مضى.
زمان الاستهبال السياسي سوداني سوداني تشم فيه ريحة العمل الوطني ولكن هذه الأيام الاستهبال السياسي صار بغطاء وسند ودرقة أجنبية ولذلك قضية السودان ما عادت من يحكم ولكن هي كيف يحكم والحكم في السودان لم يعد نزهة ولكن قضية يدفع ثمن لها الغالي والنفيس وصار يكشر عن أنيابه لأن وسائل مقاومته ليست نفس الوسائل القديمة كلمت ظلم أحد تمرد وحمل السلاح الآن الشاعر بالظلم يستعمل وسائل حديثة يقهر بها الظالم ويوقفه عند حده.
الآن الموقعين على الإطاري فرحين بأنهم ينفردوا بحكم السودان ويقصوا الكل وعلى شاكلة الاستهبال السياسي السابق (فلول وأيدوا انقلاب ٢٥ أكتوبر) وهم ساكنين مع العسكر سكنه (ماكلين الدجاجة وخامين بيضها) ولكن عبر طريق فولكر أو بنصرة بندقية البرهان وحميدتي، كل هذه الأمور هي من الاستهبال السياسي والاستغفال يعني البخلي خالد سلك ثوري ومني أركو وأردول غير ثورين؟ أو مولانا محمد الحسن الميرغني ثوري وجعفر الميرغني غير ذلك.
والبخلي كمال عمر ثوري ود. تجاني سيسي ومسار غير ثورين شنو؟
مع أن الثورة تراكمية لم تبدأ بديسمبر ولم تنتهي به ولكنها بدأت من ٣٠ يونيو وما ذاقه كثر من صنوف العذاب في الإنقاذ الأولى ولم يذقه هؤلاء الثوريين الجدد.
ولكن كله استهبال واستغفال سياسي ولكن الجميع فهم اللعبة.
عليه الحل في السودان
١/عقد اجتماعي جديد (حقوق وواجبات) لكل مواطن سوداني في نمرة اثنين والعمارات أو في أم دافوق وقرورة.
٢/دستور يحدد شكل الدولة والحكم.
٣/انتخابات حرة تأتي بمن تريد دون هيمنة ولا وصاية ولا تبعية.
٤/حكم وطني راشد يقوم على نظام ديموقراطي حقيقي تحكم فيه الأكثرية ليس حكم أقلية بالفهلوة.
عليه هذه أسس الحكم في المستقبل وعلى أخوانا الموقفين على الإطاري أن يوافقوا على حكم شراكة وطنية وفق وفاق وطني أو الذهاب لانتخابات
غير هذا أي حكومة فاشلة وساقطة انتبهوا واتعظوا يا أولي الألباب.