*أخيراً جداً أدى أعضاء المجلس السيادي القسم أمس إعلاناً لبداية مرحلة جديدة في حكم السودان، سيكون عنوانها الابرز الشفافية والإخلاص والجدية لإحداث التنمية المطلوبة والتمتع بخيرات بلادنا التي تذهب للغير دون أن نستفيد منها.
*بأي حال ستكون الفترة الانتقالية مرحلة صعبة تحتاج للكثير من الجهد والتخطيط والتعاون والتفهم من الجميع حتى نعبر بالسودان إلى بر الأمان.
*في الأسافير أمس، انتشر خبر رفض رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك تذكرة السفر المقدمة من السفارة السودانية بأديس أبابا باعتبار أن الرجل لا زال خارج دائرة كرسي الحكم، وهذا الرفض ربما يشير إلى ملامح المرحلة المقبلة التي ستقوم على النزاهة وضبط صرف المال العام.
*طيلة السنوات الماضية، كان المواطن البسيط هو من يدفع فاتورة تكاليف كل الجهاز التنفيذي من تذاكر سفر ونثريات وحتى وقود سيارات الوزراء وأسرهم كانت من أموال الشعب السوداني، ويجب أن تكون المرحلة المقبلة مختلفة عن السنوات السابقة.
*كثير من القصص والحكاوى كنا نسمعها عن رؤساء السودان السابقين خاصة في فترة ما بعد الاستقلال ونزاهة أولئك الذين حكموا البلاد، وعدم إهدارهم للمال العام.
*ولكن القصة الأشهر كانت عندما أراد الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري شراء منزل وبنائه لأسرته حيث استلف أموال هذا المنزل الذي لازال موجوداً في أمدرمان من أصدقائه التجار في جنوب السودان وغيرهم.
*الأزهري أول رئيس للسودان عقب الاستقلال لم يكن لديه منزل وأسس منزله من ماله الخاص دون الحاجة لاستلام أموال من الدولة.
*وللرئيس الراحل جعفر النميري قصة مشهورة، حينما تم إهداؤه منزلاً في لندن، ولكنه رفض استلامه لشخصه وإنما اطلق عليه بيت السودان، وكان عبارة عن فندق لجميع أبناء السودان الذين يدرسون في لندن.
*وكثيرة هي القصص التي كان ابطالها رؤساء للسودان سابقون ونتوقع أن تعود مثل هذه القصص مع الحكومة الانتقالية المرتقبة التي سيكون هدفها الأساسي هو الخروج بالاقتصاد السوداني من ضائقته الكبيرة التي ضاقت بكل أهل السودان.
*حسناً أمس أدى أعضاء المجلس السيادي القسم لبداية المرحلة الجديدة، وكذلك يتوقع أن يكون رئيس الوزراء قد أدى القسم لتبدأ مرحلة جديدة من عمر السودان نرجو أن تعيد اقتصاده إلى فترات ما بعد الاستقلال مباشرة، حيث كان للجنيه السوداني “عزته” وللاقتصاد منعته.
*السودان موعود بالخير الكثير إن أُحسِنت إدارة موارده فسوء الإدارة هو الذي جعلنا في القاع في كافة المجالات وليس المعني المجال الاقتصادي فقط، وإنما حتى في الرياضة سوء الإدارة هو الذي جعل المنتخب السوداني يعيش على ذكرى فوزه بكأس أفريقيا عام 1970، وجعل المريخ يعيش على ذكرى كأس مانديلا 1989م، والهلال على ذكرى الوصول إلي نهائي أفريقيا في عامي 87و92.
*سوء الإدارة هو الذي جعل كلفة إنشاء سد مروي تقارب كفلة سد النهضة مع اختلاف السعة بين السدين، وسوء الإدارة هو الذي جعل الجنيه السوداني يتهاوى للقاع وبعد أن كان الجنيه يعادل ثلاثة دولارات، أصبح الآن الدولار يعادل أكثر من ستين جنيهاً.
*الفترة الانتقالية نحتاج فيها لحسن إدارة من كل المشاركين إن كانوا في الجهاز التنفيذي أو المجلس السيادي حتى يأتي يوم ونفخر بالاقتصاد السوداني في كل أنحاء العالم.