يكاد المريب يقول خذوني
ما الذي تريد أن تفعله (الحرية والتغيير) بالضبط داخل القضاء والنيابة؟؟!.. ولماذا كل هذه (الدسدسة والغتغتة) ومحاولة اللهاث لتثبيت بعض الترشيحات لمنصبي رئيس القضاء والنائب العام!؟.. قلنا 50% سيادي و100% إلا مقعدين وزاري و67% مجلس تشريعي…هكذا كان الاتفاق البات وفي حضور ود لباد والملزم دون (كثير نضم) إعلاناً دستورياً لم يجف بعد مِداده ولم يتحرّك عدّاده.
قلنا لهم ولا تسأموا أن تكتبوه صغيراً أو كبيراً إلى أجله.. لكنهم مثل المريب (يكاد يقول خذوني).. وحسناً فعلوا ـ تلك من نعم الله- وفي خطأ فني قاتل وبعد أن أوثقوا أيديهم عن المساس باستقلال القضاء ميثاقاً غليظاً وإيصاداً للباب عادوا ليبحثو بليل من الثغرات عن مدخل للالتفاف وجر سوح العدالة إلى حظيرة (قحت) لتصير طوع بنانها كلباً للصيد وظلاً لأهوائها والتخرّصات..
إرهاصات يومية بذلتها تلك الروح الظلامية لأجل تغيير الأمر وفرض واقع جديد لا يمتُّ لشعارات استقلال القضاء المشرعة بصلة، أُجهضت كل تلك المحاولات وانهزمت بالرغم من جرأتها الحثيثة وحرفنتها المباغتة.. أحالها جمهور القانونيين إلى مزق بائسة وبضاعة لا تستحق.. حتي (سيف الدولة حمدنا الله) وقف ضدها وشدّد على خطورتها وجسامة أضرارها بالبناء الدستوري المشرع للتو.
كل المبررات التي ساقوها لتمرير وشرعنة ذلك الالتفاف الفج كانت واهية ومتقاصرة عن فهم الموقف القانوني السليم… فمن ناحية ليس متاحاً وبنص الوثيقة الدستورية أن تتقدم قوى التغيير بأي ترشيحات لشغل منصبي القضاء والنيابة.. كما لا يحق للمجلس العسكري وعقب سريان الوثيقة القيام بالتعيين، إذ أنها سلطة خالصة لمجلسي القضاء والنيابة المفترض تشكيلهما وفق إجراءات مقررة مكتوبة، وحتى ذلك الحين فإن مولانا عباس علي بابكر ومولانا عبد الله أحمد عبد الله سيظلان في موقعيهما.. وأي افتئات ترتكبه أي جهة سيُجابَه بامتحان عسير أدناه سخط القضاء والقانونيين من ذوي الوجدان والفطرة السليمة.. وسيبقى الفرصة متاحة أمام أصغر محامٍ لكسب طعنه بالبطلان وبعريضة صغيرة وغير مجتهدة..
“جات سليمة”.. حلف المحلفون أمام رئيس القضاء وانتهى الموضوع (لم ياكلهم)، دقائق معدودات خلقت واقعاً جديداً لم يكن فيه مولانا عباس مشاركاً فيه إلا على نحو بروتوكلي شكلي، لم يقدم أو يؤخر لكنه أنهى حالة القلق العصيبة التي دخلنا فيها وتخلصنا من خوفنا الماثل بأن نصحو على واقع جديد فيه (يلوص الناس) ويُستَغفَلُون… استبدال ضيمٍ بضيم.. وسيدٍ بآخر (يعني ما ننوم؟!).
نجا الشعب السوداني من أول (كمين) انتقالي وتأجلت معركة استقلال القضاء لنستأنفها مرة أخرى على (صحوة وانتباه).
*نجي لي مولانا نعمات عبد الله خيرالله…
زواج فؤادة من عتريس باطل.