حادثة السفير الأمريكي بالخرطوم.. عادية أم مدبَّرة؟
تقرير- مريم أبَّشر
تعرَّض السفير الأمريكي جون غودفري، لحادثة مرور في شارع الجمهورية مساء أمس.
وفق ما أوردته صحيفة “التغيير الإلكترونية” إثر اصطدام عربته بسيارة إسعاف، وتم نقله إلى مستشفى رويال كير بضاحية بري.
ولم تتوافر حينها تفاصيل دقيقة عن الوضع الصحي للسفير عقب الحادث، غير أن مصادر الصحيفة أشارت إلى أن حرسه الخاص تعرَّض إلى كسر في اليد، وأن السفير ربما أصيب برضوخ.
وحسب شهود عيان أن سيارة السفير غودفري اصطدمت بسيارة إسعاف مما أدى إلى انقلابها وتعرُّض عدد من أفراد حراسته لإصابات متفاوتة .
لاحقاً أصدرت السفارة الأمريكية في الخرطوم بياناً مقتضباً، قالت فيه إن السفير جون جودفري تعرَّض لحادث سير، موضحة أنه بخير.
جدير بالذكر أن الأيام الماضية شهدت نشاطًاً مكثفًا للسفير جودفري وهو أول سفير بكامل الصلاحيات لسفارة واشنطن بالخرطوم الأضخم في أفريقيا منذ ما يقارب الثلاثة عقود.. حيث بدأ واضحاً للمتابع تحركات السفير وطاقم السفارة الأمريكية، في التواصل الاجتماعي والسياسي مع مكوِّنات المجتمع السوداني المختلفة، وعلى وجه الخصوص تواصله خلال الأيام المضت من شهر رمضان مشاركة في الإفطارات الرمضانية على مستوى بعض الأحياء والشخصيات ونجوم المجتمع وكانت إفطاراته وطاقمه المرافق وارتداء بعضهم الزي السوداني الشعبي وشربهم لمشروع (الحلو مر المميَّز) صدًى وتفاعل واسع في السوشيال ميدا والوسائط و المنصات الإلكترونية .
حادث عادي
وفي حين رفع مراقبون سقف التوقعات لتداعيات الحادث والملابسات التي تم فيها ومضى بعضهم لإتهام جهات معينة باستهداف السفير ومحاولة تصفيته، اكتفت السفارة بأن ما جرى حادث سير
موضحة بأن السفير وموظفين آخرين بالسفارة تعرَّضوا لحادث سير في الخرطوم .
وأضافت أنه تم نقلهم إلى إحدى مستشفيات العاصمة للاطمئنان على حالاتهم الصحية.وذكرت أن السفير خرج من المستشفى وهو الآن بالمنزل. وأشارت إلى أن إصابات السفير والطاقم المرافق له كانت طفيفة .
وامتنعت السفارة عن الإدلاء بأي تعليق آخر عن الحادث في الوقت الحالي.
لا شبهة
وقال مصدر مطلعة لـ(الصيحة) ما جرى حادث حركة طفيف وعادي جداً جداً ليس له أي أبعاد سياسية أو إرهابية أو غيره وأنه حادث يمكن يحصل لأي شخص يسير في الشارع العام ثم يقود سيارته ويواصل سيره .قال المصدر: إن السفير بخير لم يصب بأي أذى على الإطلاق وأن السفارة طمأنت عبر بيان على صفحتها في الويب سايد أن السفير بخير.
مغامرة
التأمين على أن الحادث عادي وغير مدبَّر اتفق عليه معظم المراقبين والمتابعين لمجريات الحادث، حيث يشير السفير والخبير الدبلوماسي الصادق المقلي، قائلاً: اعتقد أنه حادث مروري عادي يمكن أن يحصل لأي شخص في المدينة، لكن تبقى الحقيقة أن تحرُّك السفير الأمريكي داخل وخارج العاصمة أضحت ظاهرة ملفتة للنظر وليست معهودة بهذا الشكل من قبل الدبلوماسيين في الخرطوم رغم أن تحركه وتفاعله مع المجتمع السوداني لا يخرج كثيراً من دائرة ولايته ولا غبار عليها، وأضاف: جرى العرف الدبلوماسي أن تخطر السفارات المعتمدة في السودان وحتى تلك التي لها تمثيل غير مقيم في السودان أن تخطر وزارة الخارجية إدارة المراسم تحديداً بتفاصيل أماكن تحرُّك الدبلوماسي في البلاد لكي توفر له السلامة من قبل
السلطات المختصة وهو كما يرى من إجراءات الحماية الأمنية لدبلوماسييها أثناء تحرُّكهم في البلاد تحسباً لأي مخاطر قد يتعرًّضوا لها، وأضاف مستدركاً بقوله: يبقى السؤال المشروع لوزارة الخارجية، هل يا ترى دأب السفير الأمريكي على إخطار الخارجية بتحركاته الملفتة للنظر؟
وأكد الصادق كذلك استبعاده استهداف السفير في هذا الحادث المروري.
وشدَّد لا اعتقد أن أي جهة تملك الجرأة على محاولة اغتيال السفير وهي تعلم جيِّداً مصير مثل هذه المغامرة، رغم استبعادي لها لا يمكن أن تمر مرور الكرام.
وقال: إن السفارة الأمريكية أصدرت بياناً مغتضباً قالت إنه حادث مروري ولم تتحدث عن أي تآمر.
ارتباك
خبير في العلاقات الدولية والدبلوماسية -فضَّل حجب اسمه- لم يستبعد أن يكون حادثة السفير الأمريكى محاولة لفرملة العملية عبر تهديد أكبر الدول والمنظمات الداعمة لها، وتابع: يجب أن تسأل الجهات الرافضة للإطاري حسب قوله وهي كثيرة كما يقول، وأشار إلى أن أكثر الدول الداعمة لجهود التسوية السياسية في السودان عبر الإطاري هي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والنرويج، وتابع: هم يسعون لتخريب العملية وعرقلتها، واستغرب المصدر من عدم صدور أي بيان أو توضيح من الجهات الرسمية، وتابع: (كأنما الأمر عادي). وأبدى المصدر عدم تفاؤله من إمكانية وصول قطار الحل السياسى إلى النهايات، واصفاً الوضع بالمربك وأن هنالك مؤشرات سلبية وأن الأجهزة مشلولة.
وأشار إلى السفارة الأمريكية رغم عدم طلبها للحماية وأنهم يحمون أنفسهم،إلا أن واجب الدولة المضيفة ينبغي أن يكون المراقبة وتأمين مسار البعثات حتى ولو كان عن بعد، باعتبار أن أمن البعثات الدبلوماسية في السودان مسؤولية الحكومة.
عبارات رقيقة
بدوره غرد السفير الامريكي جون قودفري عقب الحادث المروري الذي تعرض له قائلا : “شكراً للجميع على عباراتهم الرقيقة التي عبرت عن قلقهم بعد حادث السيارة يوم أمس. لحسن الحظ، لم يصب أحد من فريقنا بأذى شديد، وعلمنا أن سائق السيارة الأخرى لم يتأذ كذلك (على الرغم من أن سيارتنا المخلصة لم تكن جيدة). شكراً للمهنيين الطبيين الذين اعتنوا بنا بعد الحادث وأكدوا أن أياً من إصاباتنا لم تكن خطيرة. رمضان كريم!
لو كان فى النية
اما وزير الخارجية السابق ابراهيم طه ايوب قال لا اعتقد ان الظرف الراهن الذى يعيشه السودان قابل للمزيد من التكهنات والتخريجات حول ما يدور حولنا!!
و اشار فى افادته للصيحة يكفى اننا نعيش حالة الفوضى والعنف الطائفي والقبلي ونزيد الطين بلة بالذهاب بعيدا فى تفسير حادث السير الخفيف الذى تعرض له السفير الامريكي عندنا. و اشار الى انه حادث عارض لم يمنع السفير من الرجوع الى داره سليما معافى شاكرا للعامة والخاصة اهتمامهم بما حل به وسائلا عن الموقف الصحي للشخص الذي كان يقود السيارة الاخرى المتسبب فى الحادث.
و تابع نرى السفير الامريكي يمشى فى الاسواق ويرتاد حلقات الذكر والمصارعة ويلبى دعوات الافطار عند المعارف والزملاء،
و قال لو كانت هنالك نية لتدبير اذيته او اغتياله لما عدم الحيلة والوسيلة. علينا ان نركز فى حل القضايا الشائكة التي تواجه بلادنا بدل الخوض بالتحليل والتعليق فى امور تنسجها بعض النفوس المريضة!!