شركة روسية تستولي على منجم لسودانيين
قصة مثيرة يرويها معدِّنون تقليديون لـ (الصيحة): شركة روسية استولت على منجمنا الملئ بالذهب وطردتنا
الخرطوم- إسلام محمد
كشف مواطنون يعملون في التعدين التقليدي عن تغوُّل إحدى الشركات الروسية على المنجم الذي كانوا يقومون فيه بالتنقيب العشوائي وطردهم منه رغم أنهم ينقِّبون عن الذهب في المنجم منذ العام 2009م وقالوا إنهم يملكون مستندات مالية تثبت أنهم كانوا يدفعون للمحلية التي يقع فيها المنجم، وأوضحوا في حديثهم لـ(الصيحة) أن الشركة الروسية اسمها شركة كوش اليانس.
وقال ممثل المواطنين المعدِّنين التقليدين المواطن أحمد الهادي عبد الله لـ (الصيحة) بأنهم مجموعة من المعدِّنين التقليديين كانوا يقومون بالتعدين في منجم بمنطقة وادي العشار ثبت لهم بأن فيه ذهب بكميات ضخمة حسب الحفريات التي قاموا بها وحسب نتائج أعمالهم وظلوا يقومون بسداد الرسوم عبر إيصالات لمحلية هيا لفترات طويلة.
وأوضح الهادي مواصلاً حديثه لـ(الصيحة) أنه في العام 2012 تفاجأوا بزيارة خواجات إلى المنجم “بغرض فحص التربة وبعد فترة دخلت شركة روسية إلى المنطقة للاستثمار في مجال التعدين وحازت على مربع يبعد حوالي 4 كيلومترات، غرب المنجم الذي يعملون فيه . وخوفاً من أن تتغوَّل الشركات على المنجم الذي يعملون فيه قال أحمد الهادي إنه ذهب للشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة لتقنين المنجم وتم التنسيق مع أحد الموظفين لتسجيل شركة خاصة بنا إلا أن الأمر لم يتم وأبلغتهم الشركة الروسية (كوش) اليانس على رغبتها في توقيع اتفاقية ثلاثية معهم وكانت فترة العقد ٦ أشهر، قابل للتجديد لنقل الحجر الذي يقومون بتجهيزه من المنجم إلى مقر الشركة بعد أن تقوم الشركة بتوفير الآليات للمعدِّنين وتسليمهم صافي حقوقهم من الذهب بالعملة المحلية.
وقال: إن الشركة الروسية ظلت تتماطل في تسليمهم الآليات والمعدات وبعد مرور الستة أشهر الأولى طالبت بإعطائهم عينة من التربة لفحصها وبالفعل قمنا بتسليمهم عينة من التربة وبعد فحصها من قبلهم قالوا إن المنطقة من أفضل المناطق التي بها ذهب حيث ينتج جوال الحجر عبر الزئبق حوالي 87 جراماً، مؤكداً أنهم ظلوا يطالبون الشركة بتسليمهم الآليات إلا أنها ظلت تتماطل.
ليضيف بأنه عاد مرة أخرى بعد مرور ستة أشهر أخرى من توقيع الاتفاقية إلى إدارة التعدين الأهلي بالشركة السودانية للموارد المعدنية ليشكوا لها عدم الالتزام بالاتفاق إلا أنه فوجئ باتصال من العمال الموجودين بالمنجم أبلغوه بأن الشركة الروسية استولت على المنجم وطردتهم منه وقامت بتسويره وكتابة لافتة عليه بعبارة “ممنوع الاقتراب”.
وأكد الهادي أنهم مديونين بأموال طائلة وأن الشركة استولت على المنجم وأخلت بالاتفاق، مطالباً الجهات العدلية والمسؤولين في الدولة بالتدخل العاجل لاسترداد حقوقهم من الشركة الروسية وقال إننا نمتلك كافة المستندات التي تؤكد أحقيتنا للمنجم، وكشف بأنهم سلَّموا قضيتهم إلى محامي للشروع في الإجراءات القانونية التي تمكنهم من الحصول على حقوقهم.